الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

صُداعٌ طَفيفٌ تحت السّيطرة

خلف الحدث

أَصابَهُ صُداعٌ طَفيفٌ، فلزِمَ فِراشَهُ ولم يَذهَب للعَمَل، إذ كانَ يزعُم أَنَّ ذاكَ الصّداعُ يُفقِدُهُ التَّركيز على أَيّ شَيءٍ ..
فقامَت زوجتُهُ الحُبلى بإِعداد وجبة الفطور له ولطِفلَيها الآخرَين، واَوصَلَتهُما للمدرسة، ثمَّ قامَت بالتسوّق وعادَت للمَنزِل ..
قامَت بتَنظيف المنزِل بالكامِل لوحدِها نَظراً إلى أَنّها اعتادَت أَن تَقومَ بهذا العمل بمُفرَدِها .. بالأَحرى ما مِن مُبادرٍ غَيرَها ..
ناوَلَت زَوجَها كأساً مِن عصير اللّيمون التي قامَت بعَصرِهِ له طازجاً، مع حبَّةِ دواءٍ لتُسكِّنَ صُداعَهُ .. وهنا كان الحِوار الوَحيد الذي تناوَلَهُ الزّوج مَعها طيلةَ اليَوم ..
- شُكراً .. متى بيجهز الغدا ؟؟
- كمان شوَي ..
تقَيَّأَت ثلاث مرّاتٍ على مَسمَع الزّوج الذي لم يُحَرِّك ساكِناً ..
(ما هو عادي طبيعي، هاي أَعراض الحبَل ما في شي بخوِّف)
أَحضَرَت أَطفالَها مِن المدرسة ..
أَعدَّت وجبة الغذاء الذي كانَ للزّوج نَقداً على ملوحَتِهِ الزّائِدة ..
وقامَت بجَلي الأَطباقِ وَحدَها كالمعتاد ..
عادَ الزَّوج للنَّوم فصُداعُهُ لم يَنتَهِ بَعد .. وحذَّر الأَطفالَ مِن إصدار أَصواتٍ عالية كي لا يُوقِظونَه مِن نومِهِ العِلاجيّ ..
فبالطّبعِ كان للزّوجة الواجِب في جعل هذا الأَمر تحت السّيطرة قَدر المُستَطاع .. لذا لم تأخُذ قسطاً من الرّاحَة ..
قامَت بتَدريس أَطفالِها ومساعدتهُم في الواجِبات المدرسيّة، بينَما كانَ الطّفل الذي في أَحشائِها يركُلُ بَطنَها بقوّة ..
وما أَن حلَّ المَساء وخلد الأَطفالُ لنَومِهِم، حتى دخلَت إلى زَوجِها لتَطمَئنّ عليهِ وليَتبادَلا القَليل مِن أَطراف الحَديث ..
لتَجِدَهُ يَرتَدي ملابِسَهُ استِعداداً للخروج مع أَصدِقاءِهِ إلى المَقهى كالمُعتاد، ليلعَبونَ (دق طاولة) ..
- وين رايِح ؟؟
- شو وين رايِح ؟؟ طالِع مع الشّباب على القهوة .. 
- وراسَك كيف صار ؟؟
- أَحسَن كتير الحمدالله، كلّو بفَضل النّوم .. 
يلا بلاش أَتأَخّر عالشَّباب .. ولا تستَنّيني نامي لأَنّو يمكن أَتأَخّر .. سلام ..
وخَلَدَت هذه المُناضِلة لنَومِها وَحيدَةً، استعداداً لكِفاح يَومٍ آخر يَخلو من أَدنى مستويات التَّقدير ..
ومُباركَةٌ هي جُهودُكِ التي لا يَشكُرُ بها سواكِ ..
- يزن حدادين -

تم نسخ الرابط