الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

فطر الله الإنسان على حب أشياء من حوله ترتاح لهافسه ، وتهش إليها حينما تراها، ويتمنى أن يكون دائما قريبة منه، لأنها تمده بالطاقة الإيجابية دائما، ومن هذه الأشياء بالنسبة لي هي (الخيل)، فقد جعل الله بيني وبينها، مؤانسة ومودة وحبا.
فإنني كلما رأيتها، رأيت فيها العربي الفارس الأصيل صاحب الشهامة والمروءة، حامي الذمار، والمدافع عن الديار والأوطان، والذي لا يقبل الضيم ولا الانكسار، المغيث لمن يستغيثه والمستجير لمن يجيره، إنه تجمع من الأخلاق الفاضلة التي لابد أن تكون في الشخص قبل أن يمتطي صهوتها، ويملك ذمامها، ولهذا يقال عن صاحب هذه الأخلاق وإن لم يكن فارسا: ( إنه يتحلى بأخلاق الفرسان)، وهذه الأخلاق كانت موجودة في كل فارس منذ الجاهلية وزادت في الإسلام، والأدب العربي مليء بالحديث عن الخيل وفرحانه.
وقد أعلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من شأن الخيل ورفع من قدرها، وجعل الخير معقودا بنواصيها، أي : إن من يقتنيها ويربيها لا يفارقه الخير أينما حل وارتحل، فيقول-صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عروة البارقي- رضي الله عنه- : «الخيل مَعقُودٌ في نَوَاصِيهَا الخَيْر إلى يوم القيامة: الأجر، والمَغْنَم».
ولقد حث سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- على تعليم ركوبها للأبناء حتى تبقى رياضة في الأمة متوارثة جيلا بعد جيل.
وإذا كان ركوب الخيل ظلت رياضة مستمرة حتى عصرنا هذا، وتقام لها المسابقات، ويُشترى من أجلها أفضل الخيول- وما أفضلها في العالم كله إلا الخيول العربية الأصيلة ذات الحسب والنسب- فإنني كنت أتمنى أن تكون هذه الرياضة أحد الأقسام العلمية في كلية التربية الرياضية في جامعة الأزهر، فهي الأولى والأحق في تعليم وتدريب الأجيال على هذه الرياضة، كتعليم السباحة وغيرها من الرياضات المتعددة، وستكون لجامعة الأزهر ولكيلة التربية السبق في إحياء هذه الرياضة الإسلامية وتعليمها تعليما أكاديميا طبقا لقواعد وضوابط العلم، حيث لا يوجد قسم  لرياضة الفروسية في جامعة من الجامعات المصرية والعربية والإسلامي، وكنت فعلا قد اقترحت الفكرة على إحدى القيادات في كلية التربية، وتشجع لها ووعد بعرض الفكرة على الجامعة، ولكن كعادتنا دائما نتشجع ويأخذنا الحماس، ثم ينتهي بنا الأمر إلى لا شيء.
وإنني لأتوجه بهذه الفكرة إلى فضيلة الأستاذ الدكتور سلامه داود  رئيس الجامعة، والمعروف عنه أنه لا يتردد في تبني أي فكرة تعود على الجامعة بالخير والنهضة والتقدم، حتى يتحقق في عهده الميمون هذا التوجيه النبوي للأمة، والمنهج التربوي الفاروقي العُمَرِي في تربية النشأ على حب ركوب الخيل، والتحلي بأخلاق فرسانها، وأعتقد أن كلية زراعة الأزهر ، ورجال الأعمال يمكن أن تكون لهم مساهماتهم في إنشاء القسم، وتثبيت دعائمه.
والله من وراء القصد.

تم نسخ الرابط