الإثنين 01 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

من ألفاظ القرآن الإعجازية التي تحكي كل لفظة منها قصة ممتدة لها بداية ووسط ونهاية، وتحتاج إلى عدد من الصفحات حتى يتم شرحها وتفصيل دلالاتها.

 من هذه الألفاظ، لفظة (أُفًّ) في سورة الإسراء، عند الوصية بالوالدين في مرحلة الكبر، فهي تحكي لنا حال الوالدين أو أحدهما حين  يكبر ويصل إلى مرحلة أرذل العمر حيث يعود إلى مرحلة الطفولة الأولى فيذهب عنه عقله، ولم يعد يدري بشيء حوله، ولا يشعر بما يخرج منه، في هذه المرحلة يَنْه الله الابن وهو يزيل عن أبيه أو أمه الأذى (البول والبراز) واشتم منهما رائحة كريهة، أن يظهر أي تأفف من تلك الرائحة، فإن كلمة( أف) لا يقولها الإنسان إلا إذا اشتم رائحة كريهة، فانظر في إعجاز تلك اللفظة التي صورت ذلك الواقع المرير للأبوين حينما يصلون إلى هذه المرحلة؟؟

أما اللفظة الأخرى، فهي (راودته) التي حكاها القرآن الكريم عن امرأة العزيز العزيز حينما أرادت من يوسف عليه السلام أن يفعل معها السوء، فقد قال الرافعي أن (المراودة) لم تكن بكلام منطوق ولا حديث مأنوس لأن مكانتها لم تكن تسمح لها أن تطلب من فتاها ذلك، بل إنها استخدمت كل وسائل الإغراء مع يوسف - عليه السلام- من غير كلام في بادئ الأمر، فاستخدمت لغة العيون من غمز، وإشارة ، كما استخدمت لغة الجسد من التثني والتدلل في مشيتها ذاهبة وآيبة أمامه، وفي أثناء ذلك تخلع ثوبا مثيرا وتلبس غيره أكثر إثارة، ولما لم تٌجْدِ كل تلك الإغراءات مع يوسف -عليه السلام- اضطرت صاغرة ذليلة تحت ضغط شبقها أن تفصح له عن رغبتها بالقول، فقالت (هيت) لك، أي تهيأت لك.

وهكذا صورت لنا تلك اللفظة المشاهد التي  عرضت امرأة العزيز بها نفسها على يوسف، في أسلوب قرآني عف لا يخدش حياء، ولا يذهب بعفة، وهذا لا نجده إلا في أسلوب قصص القرآن الكريم.

تم نسخ الرابط