الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

انقضى شهر رمضان المبارك ، وأرجو أن يكتبنا الله جميعا من المقبولين، الذين عفا الله – تعالى - عنهم في ليلة القدر، وفي هذا الشهر الفضيل، ونريد أن نعيش طوال العام ببركات رمضان وفتوحاته، فمن همَّ واجتهد في طاعة فلا يتركها مرة أخرى، فمن وصل رحمه في رمضان فليستمر في وصلهم، مهما قطعوه، وليتمثل دائما قول نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم - «‌ليس ‌الواصل ‌بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» ( رواه البخاري).
ومن اجتهد في قراءة القرآن فليستمر، مهما كان شاقا عليه ، أولا يحسن تلاوته ، فعليه أن يتعلم القرأن، ويجتهد في تحسين تلاوته وليتمثل دائما، قول المصطفى الكريم – صلى الله عليه وسلم -:«الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ، قَالَ هِشَامٌ: وَهُوَ شَدِيدٌ عَلَيْهِ. قَالَ شُعْبَةُ: وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، فَلَهُ أَجْرَانِ» ( رواه الترمذي ).
ومن اجتهد في الصدقات فليستمر، وليعلم أنه باب خير وتوسعة في الرزق لا يجب عليه غلقه أبدا : وليكن نصب عينيه دائما قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: ‌اللهم ‌أعط ‌منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا " ( رواه البخاري).
وليكن يقينه في هذه الحياة قول الله تعالى: ‌{قُلْ ‌إِنَّ ‌رَبِّي ‌يَبْسُطُ ‌الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}(سورة سبأ).
ومن أكرمها الله تعالى بالحجاب في شهر رمضان فلا تخلعه بعد رمضان؛ لأنه فريضة يجب عليها الالتزام به، قال الله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ ‌يُدْنِينَ ‌عَلَيْهِنَّ ‌مِنْ ‌جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (59)}(سورة الأحزاب). ولتمتثل لقول الله ـ تعالى ـ { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا ‌أَنْ ‌يَكُونَ ‌لَهُمُ ‌الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا ‌‌(36) } ( سورة الأحزاب).
ومن اجتهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليستمر، ففي هذا العمل نجاته ونجاة مجتمعه من الوقوع في المهالك، وقد صور لنا نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم – فضل هذا العمل على الفرد والمجتمع فقال: "‌مثل ‌القائم ‌على ‌حدود ‌الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعا ". فبالدعوة إلى الله - تعالى -على بصيرة تحصل النجاة للفرد والمجتمع. 

تم نسخ الرابط