ازدادت فى الفترة الأخيرة تكاليف المعيشة بصورة غير مسبوقة ، وارتفعت الأسعار بقدر يعجز عن تحمله الكثير من أفراد الشعب المصري ، حتى أصبحت طبقة كاملة من المجتمع تحت خط الفقر في يوم وليله .
وأصبح الفقير أكثر فقرًا ، والمسكين بات فقيرًا ، والمستور أصبح مسكينًا دخله لا يكفي كل احتياجاته ، فالفقراء هم أول من يصطدمون بموجات الغلاء .
وأصبح شعور الخوف والقلق هو المسيطر على أبناء الطبقة المستقرة ماديا ، من عجزهم عن الوفاء بمتطلبات حياتهم الضرورية مع هذه الموجة من التضخم وارتفاع الأسعار الحالية ، وما يتردد عن تضاعف أسعارها فى الفترة المستقبلية ، ولم يبق لهؤلاء سوى السعي فى طلب رضى الله عز وجل لكي ينعم على أرزاقهم بالبركة ، فمن الصعب أن يزودوا دخلهم ولكن من السهل أن يزودوا بركته ، ولن يتأتى ذلك إلا بزيادة صدقاتهم قدر الإمكان، فمن لديه مساعدة منزل سواء بشكل يومي أو أسبوعي ، أو لديه لديه حارس عقار فليزود رواتبهم ، ومن كان يتصدق بشكل دوري ، فليزود من صدقاته ، وكذلك الأمر بالنسبة للصدقات الخفية (عامل الدليفري ، عامل البنزينة ، عامل الأمن ، بائعة الخضار ….إلخ ) . ومن كان يعرف جمعيات خيرية من ذوات السمعة الحسنة فليزيد من تبرعه لهم وهم سيقومون بتوصيل المال إلى المستحقين المتعففين عن السؤال في بيوتهم ، وذلك أولى بكثير من عصابات المتسولين في الشوارع !!
فأموالك سوف تقل نظريا ، ولكن سوف تتنامي ببركة الله سبحانه وتعالى وسوف ترى أن الملبغ المالي الذي لم يكن يسد احتياجاتك المعيشية قبل ذلك أصبح يكفي ويفيض منه ، هذا بجانب الأجر والثواب الذي ستناله لبذلك وعطائك لكي تحفظ "الستر" في بيوت المحتاجين والأسر المتعففة وهذا الأجر والثواب لا يعلمه غير الله الذي لا يضيع أجر المحسنين ، وسوف ترى ثمار عملك في الدنيا قبل الآخرة . وهذا ما بشر به الحبيب المصطفى فعن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ).
اللهم استرنا في الدنيا والآخرة ، ولا تحوجنا إلا وجهك الكريم ..