الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي


ضربات متلاحقة يصوبها الشيخ علي جمعة كل يوم عن سابقه لعقولنا وأذهاننا بلا رحمة او هوادة.. فلا يمر أسبوع حتى نجد الرجل قد خرق نواميس الإسلام وآدابه بما يفجع قرائح العقول فيما استقر في وعائها من معارف الدين.
طفل برئ يسأل الشيخ سؤالا من وحي المستحيل: لماذا لم يبق الله سبحانه رسوله بين أظهرنا إلى اليوم؟
يرد الشيخ عليه بأن ذلك لو حدث لكانت ورطة كبيرة، لأن معنى هذا أن الدين والتكاليف ستزيد وتثقل كاهل العباد.
وإذا كان سؤال الطفل ساذجا فإن رد الشيخ أقبح في سذاجته.. 
وأنا هنا لن أفعل كما فعل كثيرون ممن تصيدوا للشيخ خطأه وحسبوها عليه غلطة نال عليها شماتة وتشنيعا كبيرا.
ولكني هنا انتهز الفرصة لالفت انتباه المفتونين بالشيخ إلى حمق الجواب الذي افتقد كل معاني الحكمة، فلو كان الشيخ مجددا وإماما وفريد عصره كما يزعمون، لما ظهر بهذا المستوى السحيق المتدني في خطأ الرد، وإن شئت فقل سطحيته وبلاهته.. لقد كان هناك ألف رد ورد ليخرج الشيخ بجواب مقبول تستسيغه كل العقول والأذواق.
يقفز إلى ذهني الان سؤال ملح وهو: أين الداعية السلفي محمد حسان الذي استأسد يوما على الداعية عمرو خالد حينما نطق بكلمة غير مقصوده في إطارها وقال: لقد فشل النبي.
خرج محمد حسان فدهى خالد ورزاه ورماه بأنه هو الفاشل؟
أسد علي وفي الحروب نعامة
أين محمد حسان من علي جمعة وقولته؟ لقد تخفى وتوارى، أو لعله يقول: إن الفتوى تتغير بتغير الأشخاص.!
حدثني أحد المشائخ بقوله: لكنه -أي علي جمعة- عالم قوي.. فقلت له: إن العلم الذي لا يهدي صاحبه إلى حكمة الجواب وانتقاء الرد اللائق المقبول، فإن هذا العلم يجلب الوبال والفتن.. وهو ما نعاني منه اليوم من دواهي الشيخ علي جمعة الذي يخيل إلي بيقين كبير أنه يفعلها متعمدا، بهدف ماذا؟ لا أعرف.
لقد صدع الصوفية أدمغتنا كثيرا بقولهم: إن كثيرا من أقوال الصوفية من الخطأ أن تُطرح على العوام، لأنهم لن يفهموها، وستحدث لهم فتنة عاتية..
من قديم وهم يقولون هذا
وأنا هنا أقول: إن في الفقه أقوالا وفتاوى مر زمانها وعجيب منطوقها وشاذ مفهومها، لا يجب أبدا أن تطرح على العامة، وإلا بلبلت أفكارهم، وأفقدتهم الثقة في تراثهم وشيوخهم، فلما لا يتعامل الشيخ علي جمعة بمنطق الصوفية وهو صوفي، فيمنع الكلام والحديث عن شاذ الفتاوى حتى يحافظ على سلامة الأفهام.؟
لقد قلت من قبل إننا عشنا زمنا طويلا مع كثير من شيوخ الصوفية فكانة أئمة عدل وهدى واستقامة، ولم نر احدهم يوما طرح حكما فقهيا أو رأيا شاذا أثار الجد وشغل الناس، ورمى بهم في أتون الإلهاء الديني، الذي يعد أخطر ألوان الإلهاء.

تم نسخ الرابط