بلغنا أن وزيرا سابقا كان يقول: "لن أكون وزيرا سابقا"، فصار وزيرا سابقا!
فإن صحَّ عنه هذا القول؛ فهو خلاف مقتضى سنة الله في خلقه؛ فإن سنته - تعالى - قد جَرَتْ بأن (دوام الحال من المُحال)، وأنه ما من ولاية إلا ويتبعها عزل، إما عزل بقانون البشر، وإما عزل بقانون الموت، وأنه لو دامت ولاية للسابق؛ لم يصل إليها اللاحق!
ومع مخالفة هذا القول لمقتضى سنة الله تعالى في خلقه، والواقع المُشاهَد؛ إلا أنه مما جُبلت عليه النفوس البشرية، حتى قال أهل الله: "آخر ما يخرج من رؤؤس الصِّدِّيقين؛ حب الرياسة!".
فإذا كان هذا حال الصِّدِّيقين؛ فكيف بعوامِّ المؤمنين؟! بل كيف بضعفاء المسلمين؟! بل كيف بإخوان الشياطين؟!
وبالعزل يحصل الذل بعد العز، والفقر بعد الغنى، والخمول بعد الشهرة، والدناءة بعد الجاه!
أما الولاية التي لا عزل فيها؛ فهي ولاية الله - عز وجل -!
ذهب أولياء الله بِعِزِّ الدنيا والآخرة!
قال صاحبُ الحِكَم: "إن أردتَ أن يكون لك عزٌّ لا يَفْنَى؛ فلا تَسْتَعِزَّنَّ بِعِزٍّ يَفْنَى!".
وبالله التوفيق.