حبيبة الشماع.. النيابة: سائق أوبر روع الآمنين..واتخذ من وسيلة رزقه مرتعا لأهوائه
أكد محمد شريف وكيل نيابة التجمع في مرافعته بالقضية المعروفة إعلاميا بحادث وفاة فتاة الشروق حبيبة الشماع، أنه لا يحل لمسلم أن يروع مسلما، مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حين كان يسير مع جمع من أصحابه في مسيرٍ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إلى حَبْلٍ معه فأخذه فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ، ... فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَا يُضْحِكُكُمْ؟"، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنَّا أَخَذْنَا حبلَ هَذَا فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا.
بدأ محمد شريف وكيل النيابة مرافعته أمام محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي عاطف رزق، مستشهدا بقوله تعالى "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم)"صدق الله العظيم، صدق الله العظيم، وبلغ رسوله الكريم أنه لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا.
استطرد محمد شريف وكيل النيابة متسائلاً "فما بالكم بمن روع أمةً بأكملها!
نعم
روع أمةً بأكملها ..أمة
هي تلك الفتاة المسكينة، حبيبة ايمن الشماع
ابنة الثالثة والعشرين .. فتاة تحمل أحلامًا بين جنَبيْها .. آمالًا تلوح في عينيْها، فإذا بالأحلام .. حلمٌ في الخلاص، وإذا بالآمال .. أملٌ في القصاص من ذلك الذي نزل بها .. فَزع ورعب .. ذعر وخوف.. يوم أن التقت المتهم فسامها سوء العذاب .. وأي عذاب أشد نكالًا من ترويع النفس الآمنة، وأي إثم هو أشد طغيانًا من إرهاب تلك الروح الوادعة، و أي فزع أكبر من أن يكتب ذلك الآثم نهايتها ويدفعها دفعًا إليه.
كان ذلك العذاب على يد ذلك المتهم الأثيم ذي الأربعة والثلاثين.. محمود هاشم محمود .. لم يكن له من اسمه نصيب فما حمد وما شكر بل ضل وروّع وفجر ..فجر ، فسعى في الأرض فسادًا وإفسادا.
أستكمل محمد شريف وكيل النيابة قائلا؛" سائقٌ بشركة أوبر، هو أمين على أبنائنا وبناتنا .. فليس أكثر أمانًا من رحلة معلوم طريقها مقدرٌ زمنها.. لكنه اتخذ من وسيلة رزقه مرتعًا لأهوائه .. سيارته التي يسعى بها لكسب قوت يومه، لطخها بفعاله الدنيئة .. تارة يتعاطى المخدرات، وتارة يتحسس الأجساد.
الحكم
يذكر أن محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي عاطف رزق، عاقبت المتهم محمود هاشم 34 سنة سائق بشركة أوبر بالسجن المشدد 15 سنة في القضية المعروفة إعلاميا بوفاة حبيبة الشماع.
كانت النيابة العامة قد أحالت المتهم بمحاولة خطف المجني عليها حبيبة الشماع، إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبته بتهم الشروع في خطفها بطريق الإكراه، وحيازته جوهر الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانونًا، وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعًا تحت تأثير ذلك المخدر.
حيث ثبت من تحقيقات النيابة العامة أنه بسؤال أول من شاهد المجني عليها -محاولًا إسعافها- بعد أن ألقت بنفسها من سيارة المتهم، أنها ذكرت له أن المتهم أراد خطفها، وقالت نصًا: "أوبر كان عايز يخطفني"، وأن الممثل القانوني لشركة "أوبر" شهد أن المتهم قد أُغلق حسابه عبر تطبيق الشركة من قبل، لكثرة شكاوى مستخدمي التطبيق ضده، إلا أنه أنشأ حسابًا آخرًا عن طريق استخدام رقم قومي آخر استطاع من خلاله إعادة استخدام التطبيق، وقد نسخت النيابة العامة صورة من الأوراق خصصتها لتحقيق واقعة التزوير تلك، كما طالعت الشكاوى المقدمة ضد المتهم بالشركة التي يعمل بها، فتبينت في واحدة منها شكوى لسيدة قررت أنه تحرش بها جسديًا.
هذا وقد كشفت التحقيقات أيضًا عن تعاطي المتهم لجوهر الحشيش المخدر وفق ما أسفر عنه تحليل عينتيْ الدم والبول المأخوذتيْن منه، على النحو الذي أثبته تقرير الطب الشرعي