الإثنين 01 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

أعلاهم الله قدرا.. لكنهم أكلوا السحت.. النيابة في رشوة مياه الشرب بأسوان

محمد زيدان رئيس نيابة
محمد زيدان رئيس نيابة أمن الدولة العليا أثناء المرافعة

أكدت نيابة أمن الدولة العليا في مرافعتها أمام محكمة جنايات القاهرة بالقضية المعروفة إعلاميا برشوة الصرف الصحي ومياه الشرب بأسوان، أن المتهمين هيأ الله لهم أسباب العزة وأعلاهم الله قدرا ومقاما، وقوة وسلطان، إلا أن نفوسهم أبت إلا أكل السحت والذل وأثروا الرشوة والخيانة فكانت عليهم الحسرة والندامة والضعف والانكسار لسعيهم المحموم إلى الحرام والفساد والطغيان.

 عقدت الجلسة برئاسة القاضي مجدي عبد الباري وعضوية القاضيين السعيد محمود وحسين نظمي بحضور محمد زيدان رئيس نيابة أمن الدولة العليا و عبد الحميد عاطف وكيل النيابة بأمانة سر محمد علاء.

بدأ محمد زيدان رئيس نيابة أمن الدولة العليا، مرافعته قائلا، استهل مرافعتي بأحسن الكلام، كلام من لا يدركه بعد الهمم، ولا يناله غوص الفطن، فقد قال جل ثناؤه في محكم التنزيل، بسم الله الرحمن الرحيم " وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون" صدق الله العظيم.

أوضح ممثل نيابة أمن الدولة العليا، في مرافعته أمام المحكمة أن القضية باختصار عبارة عن إثم وعدوان وأكل للسحت، وأنهم محملين بأمانة عظيمة، لأنهم ممثلين لأمة تتطلع إلى العدل، وأن النيابة وسيلة الأمة في بلوغ غايتها، وأن المحكمة أملها ورجاؤها بل ويقينها، مشيرا إلى أن النيابة ما أن بدا لها الفساد حتى كانت له بالمرصاد.

كشف محمد زيدان رئيس نيابة أمن الدولة في مرافعته، أن هناك جهودا مضنية، تحسست فيها النيابة الجرم في كل المواضع والمواطن، فلما رأت النيابة الإثم المبين والبهتان الكبير، أرسلت المجرمين لساحة المحكمة، وهي تختصمهم.

استطرد ممثلا النيابة قائلا " أمام عدالة المحكمة، نفوسا بالسوء أمارة، وابصارا عن الحق زائغة، نراهم وقد هيأ الله لهم أسباب العزة، فأبت نفوسهم بالسحت إلا الذلة، تلك النفوس التي أعلاهم الله قدرا وقامة، إلا أنهم أثروا الرشوة والخيانة، فكانت عليهم الحسرة والندامة، وتبدلت أحوالهم من العزة إلى الذل، ومن القوة إلى الضعف، ومن السلطة إلى الهوان والإنكسار، بالسعي المحموم إلى الحرام، بالفساد والطغيان.

ذكر محمد زيدان رئيس نيابة أمن الدولة العليا قائلا " المتهم الأول يحيى أبو زيد" رغم حصوله على أعلى الدرجات العلمية، وتربيته في محراب العمل والإخلاص للوطن، فقد عمل مهندسا بالهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، وكلف بالمراقبة والإشراف على تنفيذ المشروعات واستلامها مطابقة للمواصفات، حتى أعتلى وظيفة الشرف والوقار وهو رئيسا لشركة مياه الشرب بأسوان، فحمل تلك الأمانة، ظنا فيه الثقة والاستقامة، وكلف بمهام جسام ومسئوليات عظام، له على الشركة وجميع إداراتها وموظفيها كل النفوذ والسلطان، فهان عليه وطنه، وابى أن يصون أمانة المنصب، وسلك طريق الحرام، وتاجر فيه بأبخس الأثمان، وطلب وأخذ الرشوة والمحرمات، مرة مقابل إنهاء إجراءات الإسناد، ومرة أخرى مقابل قبول توريدات مخالفة للمواصفات، متناسيا ما عهد إليه من أمانة اقتصادية، فعاث في الأرض فسادا واتخذ من سلطانه وقودا للإثم وزادا، لأنه أمن العقاب والحساب، ولكن الله كان له بالمرصاد.

قرار الاتهام

وجهت نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول للنيابة للمتهمين، المتهم الأول، يحيى عبد المنعم أبو زيد 58 سنة بصفته في حكم الموظف العمومي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان طلب وأخذ لنفسه عطايا لأداء عمل من أعمال وظيفته وللإخلال بواجباتها؛ بأن طلب وأخذ من المتهمين الثالث" محاسب بالجمعية التعاونية للإنشاء والتعمير" والرابع "مهندس مدني" بوساطة المتهمين الثاني "موظف بشركة مياه الشرب والصرف الصحي" والسادسة "نائب مدير الشركة الدولية للصناعات والمشروعات" ثلاثة ملايين وسبعمائة وخمسين ألف جنيه - على سبيل الرشوة -، مقابل إنهاء إجراءات إسناد مناقصتي أعمال إنشاء خط مياه مرشحة بمحطة مياه "النصراب"، وقاعة للتدريب بمحطة مياه "فريال" بمحافظة أسوان إلى الجمعية التعاونية الإنتاجية للإنشاء والتعمير، وتمكين ممثلي الجمعية من البدء في تنفيذ الأعمال قبل إسنادهما بالمخالفة للإجراءات المتبعة في ذلك الشأن، على النحو المبين بالتحقيقات.

كما وجهت نيابة أمن الدولة العليا للمتهم أنه طلب وأخذ لنفسه عطية لأداء عمل من أعمال وظيفته وللإخلال بواجباتها بأن طلب وأخذ من المتهم الخامس بوساطة المتهمة السادسة ثلاثمائة ألف جنيه - على سبيل الرشوة -، مقابل إنهاء إجراءات إسناد مناقصتي توريد مواسير مياه شرب وصرف صحي لشركته وإفشاء قيمتهما التقديرية، وتسهيل إجراءات استلامها بالمخالفة للمواصفات الفنية، وصرف المستخلصات المالية المستحقة عنهما، على النحو المبين بالتحقيقات. 

ووجهت نيابة أمن الدولة العليا للمتهم أنه طلب لنفسه عطية لأداء عمل من أعمال وظيفته؛ بأن طلب من المتهمين الثالث والرابع بوساطة المتهمين الثاني والسادسة أربعة ملايين جنيه - على سبيل الرشوة ، مقابل إنهاء إجراءات إسناد مناقصة أعمال إحلال وتجديد شبكات مياه بمحطة مياه "دراو" بمحافظة أسوان للجمعية التعاونية الإنتاجية للإنشاء والتعمير، على النحو المبين بالتحقيقات.

تم نسخ الرابط