ads
الجمعة 22 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

ما هذا -الهطل والعبط- والسخف والزيغ والبَله الذي يحييه أشبال السلفية من معارك وهميه هامشية لا تمس حياة الناس في شيء، وليس لها أي وجود او حقيقة في أرض الواقع.
ألحظ منذ فترة عراكا عظيما وملاحم طاحنة يتولى كبرها أشبال السلفية وهم يعلنون مواجهتهم في التصدي فيما زعموه..  للعقيدة الأشعرية وذم أصحابها والتعريض بمعتنقبها.
وأنا أتعجب من هذا الهراء الذي يتم إحياؤه لقضية انتهت منذ مئات السنين، ولمصلحة من يتم تأجيج هذا الخلاف وإزكاء ناره.
وجموع المسلمين اليوم يعبدون الله ويتقربون إليه وهم لا يدرون ما الأشعرية وما الماتريدية أو حتى أهل السنة الذين ينتسبون إليهم.
الناس يدخلون اليوم يعبدون الله ويوحدونه ثم لا يدرون شيئا من مسائل هذا العلم الدقيقة التي باتت محصورة في الكتب والحواشي القديمة وليست لها منطوق على ظهر الحقيقة.
إن فتيان السلفية او قطاع كبير منهم يعيشون حالة من الوهم والغفلة، بل يعيشون زمنا غير زمنهم، ويرجعون بنا إلى قرون مضت ويريدوننا أن نعيش معهم فيها قصرا وجبرا.
وتكمن المشكلة أن أحدهم يفتتن بإمام من أئمة السلفية كابن حنبل او ابن تيمية أو ابن عبد الوهاب، وبدلا من أن يقف حد الاعجاب عند الاهتداء بعلمه، إذا بكثير منهم يتقمصون شخصية الإمام المفتون، فيسوقهم هذا الافتتان إلى تقليدهم تقليدا أعمى دون النظر والاعتبار بواقعية التقليد وضرورته.
ومن أبجديات هذا التقليد ودواعيه أن تتم إحياء القضايا التي كان يتبناها هذا الإمام، ومحاولة خلق خصوم يتبنون أيضا تلك الاراء المخالفه التي كان يتبناها خصومه.. وللأسف ينجر بعضهم للدفاع عن العقيدة الأشعرية، فينتشي السلفيون ويتحقق مأربهم وتبتهج أرواحهم، حينما يرون بعث الروح السلفية تعود من جديد، فينبرون لتجسيد شخصية الإمام المفتون
المسلمون يُنحرون في غزة والخونة يتكلمون عن العقيدة الأشعرية والانتصار لأهل السنة.
بل رأيت منهم من يتمنى ويستهويه وجود الحاكم الظالم على الحاكن العادل، وهذا لا لشيء إلا ليمثل قول الامام أحمد ويدعي فقهه وهو يقول: ستون عاما في ظل سلطان جائر خير من يوم واحد بلا سلطان.
وهنا أقول : على قدر ما في التيار السلفي من نماذج مقدرة محترمة، إلا أن هذا الفكر على جانب آخر، نجح ان يفرخ أغبى عقول أخذت الإسلام بظاهره ولم تفهم من روحه ومقاصده شيئا.
ثم يمتطي أحدهم صهوة الشجاعة وهو يرد عليك بقوله: إن تصحيح العقيدة من اولى الاولويات، وهو كلام صائب، لكن إحياء أزمات ماتت وخلافات ولى زمانها، لا يمكن أن يقف في صف الأولويات في شيء.

تم نسخ الرابط