السبت 27 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

شهدت العلاقات المصرية الكويتية تطورا كبير خلال السنوات الماضية والمتابع لهذه العلاقات يري عدة عوامل وراء انتعاشها اهمها التقارب بين قيادتي البلدين وايضا التفاهم واحيانا التطابق في وجهات النظر المشتركة تجاه القضايا الدولية والمحلية وخاصة فيوالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والتوترات الجيوسياسية في المنطقة فكلا البلدين تحرصا علي أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط 
وفي هذا الاطار تأتي زيارة أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى القاهرة والمقررة خلال الأيام المقبلة تنعش العلاقات الاقتصادية والسياسية وتضاعف التبادل التجارى والاستثماري خلال السنوات العشر المقبلة .
وتتقارب الرؤية والاحلام بين الشعبين الشقيقين وكذلك علي مستوي رجال الأعمال المرحب بهم في الدولتين ومصر علي سبيل المثال هيئت البيئة التشريعية الاستثمارية لكل المستثمرين العرب وبالاخص من الكويت .
وتتسم العلاقات المصرية الكويتية بطبيعة خاصة وهي متميزة للغاية سواء علي المستوي القيادي والحكومي والشعبي وكذلك علي مستوي مجتمع الأعمال وهي علاقات قديمة وتاريخية وظهرت قوة العلاقات في العديد من الأحداث والمواقف   كما ان هذه العلاقات المشتركة تمثل نموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية .
وتعود العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين مصر والكويت عقب إعلان استقلال الكويت رسميا عام 1961، حيث تطورت العلاقات المشتركة تطورا كبيرا وازدهرت ازدهارا كبيرا وتم تبادل السفراء والدبلوماسيين وجري التنسيق السياسي بين البلدين الشقيقين على أعلى المستويات وفي هذا السياق تؤكد مصر دائما تأييدها ووقوفها إلى جانب الكويت وأمن الكويت واستقرارها سياسيا واقتصاديا وعسكريا وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من أوائل الرؤساء الذين هنّأوا الكويت باستقلالها عام 1961 مرورا بموقف القيادة المصرية المؤيد والداعم للكويت خلال فترة الغزو العراقي عام 1990كما تؤكد الكويت دائما دعمها الكامل لمصر في مختلف المواقف وهو ما اتضح جليا حينما أعلنت الوحدة "المصرية - السورية" عام 1958 وقد أعلنت الكويت دعمها لتلك الوحدة بالكامل، وكذلك وقوف الكويت إلى جانب مصر في مواجهة عدوان يونيو 1967، وفي حرب أكتوبر عام 1973، وأخيرا في تأييد ثورة 30 يونيو 2013 كما شهدت العلاقات المصرية الكويتية تطورا كبيرا خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي خاصة في ظل العلاقات القوية والتاريخية بينهما وجاءت زيارات الرئيس السيسي إلى الكويت للنهوض بالتعاون الثنائي في كافة مجالات العمل المشترك وتعزيز علاقات التعاون التاريخية الراسخة والمتنامية بين البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات الحيوية، إيمانا بوحدة الهدف والمصير والتطلع إلى مستقبل مزدهر، تكتسب الزيارات أهمية كبيرة نظرًا للتحديات الجسام التي تعصف بالعالمين العربي الإسلامي، وتؤكد أهمية العمل العربي المشترك للتصدي لتلك التحديات، ومواجهة التهديدات التي تهدد مستقبل المنطقة، والتي تتطلب العمل على تعزيز المصالح المشتركة في شتى المجالات.
وجاء تأسيس اللجنة العليا المشتركة المصرية الكويتية عام 1998 لتحقيق أكبر قدر من التنسيق والتعاون المشترك في مجالات التعاون المختلفة إضافة إلى ارتباط البلدين بالعديد من مذكرات لتفاهم والبروتوكولات للتعاون بين مؤسسات كلا البلدين.
وبالعودة للتاريخ فقد كان أول اتصال بين البلدين فى عهد مؤسس مصر الحديثة محمد على والشيخ جابر الأول أمير الكويت عام 1838، عندما استضافت الكويت موفدا مصريا لتوفير الامدادات اللوجستية للقوات المصرية فى شبه الجزيرةالعربية واستمرت الاتصالات منذ ذلك الوقت على المستوى الشعبى قبل أن تبدأ على المستوى الرسمى حينما سافر طلاب العلم الكويتيون للدراسة فى الازهر الشريف والجامعات الأخرى .
وتمثل الإستثمارات الكويتية فى مصر  25% من حجم الاستثمارات العربية عبر 1300 شركة كويتية تعمل بمصر فى مجالات مختلفة ومتنوعة تصل الي نحو 20 مليار دولار كما بلغ حجم التبادل التجاري 500 مليون دولار، في عام 2022 وخلال العام المالي 2020 / 2021،  بلغت قيمة تحويلات العاملين بالكويت 4.4 مليار دولار، ويقترب عدد العمالة المصرية في الكويت إلى نحو 700 ألف مصري.

تم نسخ الرابط