كانت له الأب والأم والناصح الأمين..النيابة في مرافعتها بقضية قاتل جدته بالهرم
قال إيهاب خيري وكيل نيابة الهرم في مرافعته أمام محكمة جنايات الجيزة، في قضية قاتل جدته، أن من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلقه من نفس واحدة، وخلق من هذه النفس زوجها، وبث منها رجالا كثيرا ونساء، وجعل بينهم الترابط والتراحم، فأنشئوا العلاقات، وكونوا الأسر والمجتمعات، وكان جوهر تلك العلاقات، هو صلة الأرحام.
أشار إيهاب خيري وكيل النيابة، إلى أنه كان من بني الإنسان، من حافظ على صلة الأرحام، ومنهم من سعى لقطعها وخرابها، وارتكب الجرائم والمحرمات، وأن النيابة العامة، جاءت إلى المحكمة بواحدة من تلك الجرائم التي قوبل فيها الكرم بالجحود، والعطف بالنكران، جحود لا يمكن تصوره أو روايته، ونكران، لا يمكن تخيله، ارتكبه مجرم في حق بريئة مسنة في أرذل عمرها.
استرجع ممثل النيابة العامة، تفاصيل الواقعة قائلا " لجريمتنا ماض، ماض وجب سرده وعرضه على مسامعكم وأبصاركم، لبيان مدى بشاعته وإظهار حقيقة مرتكبه، فالمتهم حسام الدين عبد السميع قتل جدته المجني عليها وهو الذي اشتد ساعده بفضلها، من بعد الله عزوجل، فأنكر فضلها وتناسى حقها، وتجاهل من قامت له خير قيام، وبدلا من أن يكون الملاذ الآمن لها، كان هو من أزهق روحها بيده ليسرق مصوغاتها.
شبه إيهاب خيري وكيل النيابة ما قام به المتهم أنه بعد أن نزع الحب من قلبه، وزرع بدلا منه الكراهية، وبدلا من أن يروي الحب بالحنان، روى الكراهية بالقتل والعصيان، فكان من أول سقايا زرعه، قتله لجدته، قتلها ليسرقها، تلك الجريمة التي حوت الآثام والآم.
تفاصيل الدعوى
كشف ممثل النيابة تفاصيل وقائع الدعوى التي بدأت حينما نشأ المتهم بأسره أنشغل فيها والداه بجلب الرزق له ولإخوته، بينما تولت جدته لأمه رعايته ورعاية إخوته منذ نعومة أظافرهم وزاد على ذلك، أنه وفي غضون عام 2003 توفي الجد، فانتقلت الأسرة للعيش مع الجدة، فكانت للمتهم وإخوته بمثابة الأب والأم والناصح الأمين، وبفضلها نشأ المتهم نشأة كريمة نال فيها النصيب الأكبر من الرعاية، حتى تخرج وعمل محاسبا بإحدى الشركات الخاصة.
عقدت الجلسة برئاسة القاضي حسين مسلم وعضوية القاضيين أحمد فاروق عمار و د. هشام مصطفى نصر بأمانة سر صلاح مصطفى وأبو بكر طه