الأمم المتحدة تواصل التحذير من عواقب العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح
مع استمرار تدهور الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الحصار العسكري والتوغل البري في رفح سيشكل مخاطر كارثية لـ600 ألف طفل يحتمون حاليا في المنطقة.
وبالنظر إلى الأوضاع في رفح بما في ذلك التركيز الكبير للأطفال وشدة العنف المحتملة واحتمالية أن تكون ممرات الإخلاء مليئة بالألغام أو الذخائر غير المنفجرة، حذرت اليونيسف- في بيان صحفي- من وقوع كارثة أخرى بالنسبة للأطفال.
وقالت إن العمليات العسكرية ستؤدي إلى سقوط عدد كبير جدا من الضحايا المدنيين والتدمير الكامل للخدمات الأساسية القليلة المتبقية والبنية التحتية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.
كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف قالت: "تسبب أكثر من 200 يوم من الحرب بخسائر لا يمكن تصورها في حياة الأطفال. رفح الآن مدينة الأطفال، الذين ليس لديهم مكان آمن للذهاب إليه في غزة. إذا بدأت عمليات عسكرية واسعة النطاق، فلن يتعرض الأطفال لخطر العنف فحسب، بل أيضا للخطر المصاحب للفوضى والذعر، في وقت تعاني فيه حالتهم الجسدية والعقلية من الضعف أصلا".
ودعت اليونيسف إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج عن الرهائن فور، ووضع حد لأية انتهاكات جسيمة ضد جميع الأطفال، وحماية المدنيين والبنية التحتية التي تدعم احتياجاتهم الأساسية والحماية المستمرة للأطفال وأسرهم إذا كانوا غير قادرين أو غير راغبين في التحرك بعد صدور أمر الإخلاء.
كما أكدت اليونيسف ضرورة ضمان الوصول الآمن والمستمر للمنظمات الإنسانية وعاملي الإغاثة إلى الأطفال وعائلاتهم بالمساعدات المنقذة للحياة، أينما كانوا في قطاع غزة.
الأونروا باقية، ولا مكان آمنا في غزة
قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا إن أي هجوم عسكري إسرائيلي "سيزيد المأساة التي لا يمكن تحملها لأهل غزة، وسيُصعّب عكس آثار توسع المجاعة التي هي من صنع البشر".
وشدد على الحاجة لوقف إطلاق النار الآن بدلا من المزيد من التهجير القسري. وأكد أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) وشركاءها باقون في رفح لتوفير المساعدات الضرورية لأطول فترة ممكنة.
وقالت وكالة الأونروا إن رفح بها 3 من المراكز الصحية الثمانية التي لا تزال تعمل، والتابعة للوكالة في قطاع غزة، وإن أي عملية عسكرية ستؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد الوفيات والإصابات بالأمراض، وستضعف بشكل أكبر النظام الصحي المنهار بالفعل.
، وقالت لويز ووتدريدج من قسم الإعلام بوكالة الأونروا والموجودة حاليا في غزة: "كان هناك الكثير من الأمل خلال الأيام الماضية بشأن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لذا نشعر بالقلق البالغ لاستيقاظنا اليوم على حقيقة إنزال منشورات (جوا) وورود تقارير عن بدء الإخلاء. لا يوجد مكان يمكن لسكان غزة الموجودين في رفح التوجه إليه".
ووصفت ووتدريدج حالة القلق والخوف والفوضى التي تعتري الأسر، وأشارت إلى ما أفيد عن أن أوامر الإجلاء حُددت في منطقة المواصي. وقالت إنها تستطيع أن ترى عبر النافذة أناسا بدأوا في تفكيك خيامهم والمغادرة.
ووفقا لتقارير إعلامية فإن المنشورات التي ألقاها الجيش الإسرائيلي على شرق رفح تتضمن تعليمات بالإجلاء إلى ما وُصف بمنطقة آمنة في المواصي على ساحل البحر المتوسط.
وقد رفضت الأمم المتحدة أوامر مشابهة بالإخلاء من الجيش الإسرائيلي لأنها تعد تهجيرا قسريا، كما أكدت أنها لن تكون طرفا في أي تهجير قسري للناس في غزة.
وقالت ووتدريدج إن المواصي منطقة مكتظة بالفعل وليس بها البنية الأساسية اللازمة لإقامة هذا العدد الكبير من النازحين، وأضافت: "هذا ليس خيارا وعندما ينتقل الناس أو يقررون الانتقال إلى تلك المنطقة، لن يجدوا الكثير بانتظارهم هناك".
يقيم في منطقة المواصي أكثر من 400 ألف شخص، وفق آخر تقديرات الأونروا التي أفادت بتدفق النازحين إلى المنطقة من خان يونس القريبة. ودعما للنازحين، يوجد للأونروا مركزان طبيان مؤقتان بالإضافة إلى نقطة طبية أُنشئت حديثا.