الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

النيابة: المدمن أنهى حياة والده وظل يهلل في الشارع قتلت أبويا

خلف الحدث

طالب عمر المسلمي وكيل نيابة الموسكي،محكمة جنايات القاهرة، بإعدام المتهم بقتل والده بمنطقة قصر النيل، بعدما رفض المجني عليه، إعطائه الأموال لشراء المواد المخدرة، فقام الابن بخنق والده، حتى لفظ أنفاسه.

عقدت الجلسة برئاسة القاضي جمال رجب وعضوية القاضيين عصام أبو العلا ومحمد أبو حسن.

كشف عمر المسلمي وكيل نيابة الموسكي، تفاصيل وقائع قضية قيام الابن المدمن بانهاء حياة والده، بمنطقة قصر النيل، قائلا بَدأت وقائع الدعوى عندما كان المتهم أحمد أشرف أبوالفتوح يدرس بالمرحلة الثانوية، يحيا مع والديه حياة هادئة ومستقرة، يري فيه والده نتاج شقائه وتعبه، لم يدخر جهداً ولا مالاً لجعله نبتة صالحة في المجتمع، فكان والده المجني عليه أشرف أبو الفتوح الطوبجي يعمل وكيلا أول بالجهاز المركزي للمحاسبات، كان رب أسرة صالحًا، أنجب المتهم وكان ابنه الوحيد، أراد أن يرى به مستقبلاً مشرقاً، أراد أن يجعل منه ابناً سعيداً، حاملاً اسمه مستكملاً لمسيرته، إلا أن المتهم قد أبى،  فاتخذ إِلَهَهُ هَوَاهُ تَنَاسَى أَوَامِرَ اللَّهِ وَنَوَاهِيهِ فَأَنْسَاهِ اللَّهُ نَفْسَهُ، رَاحٍ يَتَجَرَّعُ الْمُخَدَّرَاتِ غَيْرَ فَطِنٍ لأَثْرِهَا وفتكِهَا بِعَقْلِهِ وبَصِيرَتِهِ غَيْرَ فَطِنٍ لنهايتِها كَوْنِهَا تَنشُرُ الْخَرَابَ وتنبت الأسقام وتَحْصِدُ الْأَرْوَاحَ البشرية لم يرتعد المتهم من كل هذا بل بدأ يتقلَّبُ بَينَ أنواعِهَا المختلفة زرعت فيه الكره لمن حوله لم يكتف المتهم بقطع أوصال الرحم، بل انصاع ليد شيطانه وبدأ بالتعدي على جسدِ مَن حملته رضيعا، فتعدى على أمِهِ ضرباً، حتي ضجت منه، وفارقت فلذ كبِدِهَا ورفيق عمرها أصبحت ملذاتُهُ نُصبَ عينيه ينساقُ خلفها معصوب العين والعقل.

استطرد عمر المسلمي وكيل النيابة قائلا، لم يكن لوالدي المتهم الكثير من الحلول، فبادرا بحجز المتهم بإحدى المصحات لعلاج الإدمان أملاً من الأب المجني عليه أن يعود المتهم لرشده مرة بعد مرة ولا فائدة، فقضى المتهم ستة أشهر بالمصحات دون جدوى، عدة محاولات من الأب ما بين النصح والتهذيب باءت جميعها بالفشل، ظل الأب يصب على المتهم اهتماماً غير فاقد للأمل، اهتماماً تمثل في رعاية نجله ومتابعته من حين لآخر منع الأب الأموال عن ولده ليس بخلاً منه ولكن رغبةً في كف أذى المخدرات عنه، فأصبحت حياتهما مليئة بالشجارات المتعددة فكان المجني عليه يرفض إعطاءه الأموال خوفاً منه على نجله المتهم حتي لا يشتري بها المخدرات مما زاد في كره المتهم لأبيه.

قاتل والده.. تعاطي سموم المخدرات

استرجع عمر المسلمي وكيل النيابة، التفاصيل التي حدثت قبل الواقعة بثلاثة أيام عندما نشب بين المتهم والمجني عليه شجار، تسبب في ترك المتهم مسكنه وتسكعه وحيدا بالطرقات، يتعاطى السموم من المخدرات حتى عاد إلى مسكنه صبيحة يوم الواقعة المشئوم وظل ماكثاً بمدخل العقار قرابة الأربع ساعات- جالساً هادئاً على أريكة -يُخطط لقتل أبيه.. يتخذ أحقر قراراته، صعد المتهم لمسكنه وتملكه شيطانه، توجه لغرفة نوم المجني عليه حيث كان مستغرقا في نومه، نائماً آمناً على سريره، فانقض عليه منهالاً عليه بلا رحمة.. ضرباً ولكماً ورطماً لا يعنيه أين تقع على جسدٍ يتأهب لعناق التراب، ظل الأب يتلقى ضربات نجله مذهولاً مما يرى، لا يشعر بأثر تلك الصدمات على جسده.

أقسم عمر المسلمي وكيل النيابة قائلا"  فوالله.. إِنَّمَا أَتْرُهَا يقعُ على قلبِهِ، يناجي روحه سائلا أهذا حقيقي ؟، أمن يُخْرِجُ دَمِي من شدة ضرباته هو ولدي، أهذا من كنتُ مستعداً لتلقي سهام الحياة بدلاً عنه، دماء تتناثر.. لكمات تُضرب.. أب يَنزِفُ.. ابن قاتل.

بئس مشهد يُبصرُهُ أَي إنسانٍ مشهد اختل فيه ميزان الحياه يُبكي أعين كل من يراه فأي ابن هذا وأي جُرم اقترفته يداه، مشهد لم يُطفئ بركان بطش المتهم فأوعز لَه شَيْطَانُه أَنَّ أَفْعَالَه صائبةٌ فأسقط المجني عليه أرضاً طابقا يديه على عنقه كاتماً أنفاسه واستمر في خنقه خمس عشرة دقيقةً حتى عادت روحه إلى بارئها لا راضيةً بل شاكية، شاكية الله عزَّ وجلَّ ابنًا ظالمًا قاتلاً. 

عبارات قتلت الرحمة

أضاف ممثل النيابة قائلا" هذا ليس حديثنا بل حديث المتهم نفسه قائلًا لما نزل دم من بقه ( فمه) عرفتُ إن هو مات ولما عرفتُ إن هو مات وقفت، أنهى المتهم جُرمَه وبارح المسكن ليمكث أمام العقار محل سكنه مرددًا عبارات "أنا قتلت أبويا" عبارات قتلت الرحمة ومحت البسمة عبارات خزي وعار رددها المتهم فخرًا لقد أتى المتهم أفعال ظلام وآثامًا أفعالا قادته اليوم إلى قفص الاتهام.

كشفت ممثل النيابة العامة عن أدلة الاتهام في القضية والتي تمثلت في شهادة خمسة شهود إثبات فضلاً عن إقرار المتهم بالتحقيقات والأدلة الفنية التي أسفرت عنها التحقيقات، فبدأت تلك الأدلة باعتراف المتهم بالتحقيقات روي فيها كيفية ارتكاب جرمِهِ جملةً وتفصيلاً دون تهديد أو إكراه، فأراد الله عزَّ وجلَّ أنْ يكون المتهم عبرة لغيره فنطق الحق على لسانه سارداً بشاعَةَ جُرمِهِ بتفاصيله الكاملة قائلا بالتحقيقات ( انا روحت دخلت اديته بالبواني وهو عامل نفسه نايم ضربته كتير جدا بالبواني) في وشه ورقبته وصدره وقلبه ورجله ودراعاته بعدها روحت موقعه من علي السرير ولزقه في الحيطة وكملت ضرب فيه وقعدت اديله بالبواني في جسمه كله وخنقته وقعدت أخنق فيه ربع ساعة لحد لما لقيته طلع دم من بقه ففهمت إنه مات ولو عاد بيا الوقت تاني بردو هقتله.. ولو عاد بيا الوقت تاني بردو هقتله عبارة من شدة قسوتها تسابقت عليها معاني الانحطاط لوصفها - فإنه حقاً متهم قَسَى قلبه فأصبح كالحجارة بل أشد قسوةً، وهذا بجانب شهود الإثبات الذين قرروا أنَّهم أبصرُوا المتهم أسفل العقار محل سكنِهِ عَقِبَ ارتكابه الواقعة مهللاً بعبارات "أنا قتلت أبويا ده كان شيطان" وقد أَيَّدَ ذلك كله ما شهد به مجري التحريات حيث شهد أنَّ المتهم على إثر خلافات مالية بينه وبين أبيه المقتول لرغبة في شراء المواد المخدرة جلس أمام العقار محل سكنه لمدة جاوزت الثلاث ساعات مخططا لقتل أبيه عاقداً العزم على ذلك حتى اختمرت في ذهنِهِ الفكرة فسارع الي مسكنه وتحيَّنَ نوم المجني عليه فانقض عليه وقتله، ولم تكتف النيابة العامة بذلك فبادرت بتشريح جثمانِ المجني عليه فاسفر التشريح عن أنَّ الوفاة تُعزَى إلي إسفكسيا الضغط على العنق وهو مَا يُوافِق مَا أَقرَّ بِهِ المتهم، فضلاً عما أنبأ به التشريح أيضاً من دليل جديد وهو العثور على آثار للحمض النووي للمتهم أسفل قليمات أظافر المجني عليه

تم نسخ الرابط