رشوة الجمارك.. النيابة: موظف الكسب.. أفشى أسرار القضية بمقابل.. ادعى أنها هدية
رشوة الجمارك.. أكدت نيابة أمن الدولة العليا، في مرافعتها بالقضية، أن سلطات الدولة وجهاتها الرقابية اضطلعت بأمر الرقابة الدورية على ممتلكات موظفي مصلحة الجمارك المصرية، بفحص مواقفهم المالية، دون أن يشغل لهم بال، أو هم للقلب ينال، إلا الفاسدين منهم، فعندهم ذاك الأمر جلل عضال، وبذلك لم يهنأ محمد رشدي، ولم يهدأ له بال.. لما جمعه من ثروة ومال، امتلكها من الكسب الحرام.
ولذا بات باحثا عن سبيل، وللمعلومة دليل، فاطمأن إلى المتهم الأخير سيد غريب موسى عطية، أحد موظفي إدارة الكسب غير المشروع، وأعلمه بمجريات الموضوع، ووسطه في تقديم عطية لمن يطمأنه بكلمات عن أمر القضية، فلجأ الأخير إلى المتهم الثاني على عبد الحميد جودة رئيس قسم الجدول بإدارة الكسب غير المشروع.
قال حازم عامر رئيس نيابة أمن الدولة العليا في مرافعته بالقضية المعروفة إعلاميا بـ "رشوة الجمارك" أمام محكمة جنايات القاهرة، برئاسة القاضي مدبولي كساب وعضوية القاضيين عبد العظيم العشري و أحمد الجندي بأمانة سر محمد جبر، أرأيتم كيف جنى المرتشي الأول محمد رشدي مالا غير مشروع، قل أؤنبئكم بشر من ذلك، من عين للرقابة على الكسب أمين ورقيب، بات من الزمان حينا، يسطر بالتحقيقات سؤال
ما مصدر دخلك ومقداره ؟
من أين لك هذا ؟
أنى لك بكل هذا ؟
ها هو المتهم الثاني على عبد الحميد جودة.. لم يحفظ للعهد وللقسم وقاره
أعجب بدرهم محمد رشدي وديناره.. باع القضيةَ بسيء قراره.. حين اجتمع بسيد غريب ومحمد رشدي بجوار داره.. وأفشى سر القضية وجل الأمر وقراره.. وجنى مقابلا لذلك.. من الحرام مائة ألف.. اقتسمها مع المتهم السابع سيد غريب.. سمعناه بالأمس القريب.. وبالتحقيقات أثبتنا إقراره.. ادعى أنها كهدية وأنها كانت لحاجة وفاقة.. عن أي هدية تتحدث ؟!.. أما سمعت نهر الرسول ﷺ لابن اللتبية
حين قال: هذا للصدقة، وهذه هدية
فصدع بها النبي جهريا "أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا؟ والله لا يأخذ أحدٌ منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة"، وعن أي دين تسعى لسداده، ظننتها لمالك تكثّره، فدخل الحرام على الحلال فبعثره، قال تعالى "لا يستوي الخبيثُ والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث".
قرار الاتهام
أحال المستشار خالد ضياء المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، الجناة في القضية المعروفة إعلاميا بـ “رشوة الجمارك” للمحاكمة الجنائية، لأنهم خلال الفترة من مايو 218 حتى 17 أكتوبر 2023، ارتكبوا جرائم طلب وأخذ رشوة والتوسط فيها، بأن قام المتهم الأول مدير عام الشئون الجمركية والإيداعات والملاحق الخارجية بمصلحة الجمارك بطلب وأخذ عطايا لاستعمال نفوذه الحقيقي للحصولة على مزية من سلطات عمله، كما قام المتهم الثاني رئيس قسم المراجعة بإدارة الكسب غير المشروع، بطلب وأخذ عطية للإخلال بواجبات وظيفته، بأن طلب من المتهم الأول بوساطة المتهم السابع مبلغ 200 ألف جنيه أخذ منها مبلغ 100 ألف جنيه على سبيل الرشوة، مقابل إفشاء معلومات وأسرار عن التحقيقات المجراة بالقضية الخاصة بالأول لدى إدارة الكسب غير المشروع.. كما ارتكب باقي المتهمين جرائم تقديم والتوسط في الرشوة