جنون الانتقام.. قصة عنتر البحيرى وانهاء حياة بطوطة داخل حجز الجيزة
أيدت محكمة النقض، برئاسة القاضي دكتور علي فرجاني، نائب رئيس المحكمة، الحكم الصادر من محكمة جنايات الجيزة، بإعدام عنتر علي السيد وشهرته عنتر البحيري، لقيامه بقتل أحمد إبراهيم وشهرته “بطوطة” والاعتداء بالضرب على آخرين.
صدر الحكم بعضوية القضاة محمد الخطيب، وهشام عبد الهادي و نادر جنيدي وعلي جاب الله عمارة، بأمانة سر يوسف عبد الفتاح.
تضمن الحكم الصادر من محكمة جنايات الجيزة برئاسة القاضي مدني دياب، أنه منذ وصول المتهم "عنتر على السيد أحمد" إلى غرفة الحجز رقم ۱۰ بقسم شرطة الجيزة، محبوسا على ذمة اتهامه بقتل نجل شقيقه قبل أيام قليلة، أراد تزعم الحجز و فرض سيطرته على نزلائه، متبعا أسلوب التحرش اللفظي و البدني ببعضهم، بعد أن أدرك أن البعض منهم يتخذون من المجني عليه "أحمد إبراهيم محمد حسن" الشهير "فطوطة" زعيما لهم لحسن تعامله معهم فألفي ذلك العداوة في نفس المتهم تجاه المجني عليه و بدأ محاولاته لسحب بساط الزعامة منه بالإيقاع به في الشجار معه لكي يبدوا أمام النزلاء ندا للمجني عليه، و في اليوم الأخير من فبراير من عام ۲۰۲۰ تعدي المتهم على نزيل الحجز "محمد أحمد عبد الحميد آدم" الشهير بين زملائه باسم "برج" ، بضربه محدثا إصابته بكدمة بالأنف وكدمة بفروة الرأس، مما أثار المجني عليه رأفة بالمعتدى عليه المحبوب بين النزلاء، فعاتب المتهم على مسلكه، إلا أن الأخير لم يتقبل ذلك، فدخلا في مشادة كلامية تغلب فيها المجني عليه وناصره باقي نزلاء الحجز و كادت تصل بينهما إلى التعدي بالضرب بالأيدي، لولا فصل النزلاء بينهما، و عاد كل لفراشه، إلا أن المتهم لم يمرر تلك الواقعة و أيقن بتمتع المجني عليه بالقبول بين النزلاء و بأنه -المتهم- لا يحظى بذات المكانة بينهم، فبيت النية وعقد العزم على التخلص من المجني عليه بإزهاق روحه، و بات ليلته يفكر في هدوء و ترو و يخطط و يدبر لتنفيذ ذلك، غير مكترث بعاقبة ما سيقوم به، فالقتل عنده ليس بجديد، و روح المجني عليه عنده ليست بأغلى من روح ابن شقيقه، فرسم خطته لتنفيذها عقب عودته من جلسة نظر تجديد حبسه الاحتياطي في اليوم التالي بعد أن يكون قد تحصل على سلاح الجريمة خلال فترة وجوده خارج الحجز، و يخفيه بخبرته بفتحة شرجه حتى لا ينكشف أمره عند تفتيشه قبل إيداعه الحجز وما أن يعود إلى الحجز حتى يستنزل ذلك السلاح و ينفذ مخططه بطعن المجني عليه في موضع قاتل في الوقت الملائم، و بالفعل تم ترحيل المتهم في صباح اليوم التالي الموافق الأول من مارس من عام ۲۰۲۱ الى النيابة العامة لعرضه على المحكمة المختصة لنظر أمر تجديد حبسه، وخلال تلك الفترة استطاع المتهم التحصل على سلاحين أبيضين أحدهما صلب ذو حافة حادة و طرف مدبب، و الآخر نصل معدني مدبب طوله حوالي ٤ سم بيد ملفوفة بالبلاستيك الأبيض، و استطاع بخبرته الإجرامية إخفائهما بشرجه، و ما إن عاد عند ظهيرة ذات اليوم إلى محبسه بعد تمديد حبسه الإحتياطي، و اجتيازه التفتيش الأمني قبل إيداعه غرفة حجزه دون انكشاف ستر ما يخفيه من سلاحين، حتى أدخل من باب الحجز، و إذ رأى المجني عليه مستغرقا في نومه على فراشه أرضا مستلقيا على ظهره، و أغلب النزلاء على حالته، حتى شعر أنه الوقت الملائم لتنفيذ مخططه و الخلاص من غريمه، فتوجه مباشرة إلى دورة المياه بداخل غرفة الحجز و مكث بها حوالي خمسة عشر دقيقة استطاع خلالها استنزال السلاحين المخبأين من شرجه، ووضع كل سلاح في أحد جيبي معطفه، ثم خرج متوجها في صمت و ثبات و هدوء واضعا يديه في جيبي معطفه تجاه المجني عليه الذي لم يزل مستغرقا في نومه على ظهره، و ما إن إقترب من غريمه، قادما من ناحية رجليه حتى أخرج سلاحيه من جيبيه ممسكا سلاح بكل يد، و بأسلوب لا يعلمه أو يمارسه إلا عتاة الإجرام ، اختار موضعا قاتلا من جسد المجني عليه لتحقيق هدفه، فضغط بقدمه اليمنى على القدم اليسرى للمجني عليه، فبرز الفخذ الأيسر للمجني عليه أمامه مهيأة لإستقبال طعنته القاتلة، ثم إنحنى خلال ثوان و رفع يده اليمنى بالسلاح الصلب ذو الحافة الحادة و الطرف المدبب و هوي به في أجزاء من الثانية على الفخذ الأيسر للمجني عليه قاطعا و مهتكا شريانه الفخذي، قاصدا قتله، فأحدثت ضربته بالمجني عليه نزيفا دمويا غزيرا و صدمة غير مرتجعة أدت لوفاته بعد لحظات من فقدان الوعي التدريجي و ما إن تلقى المجني عليه تلك الضربة القاسية، حتى استيقظ صارخا مستغيثا، فانتبه النزلاء و استيقظ منهم من كان نائما، و هبوا إلى نجدة المجني عليه وإبعاد المتهم عنه، مانعين إياه من موالاة الإعتداء على المجني عليه، فأحدث المتهم بذات السلاح إصابات كل من "محمود إبراهيم عبد الحميد محمد الشهير "القرضاوي" بجرح قطعي أسفل حلمة أذنه اليسرى، و "أحمد سيد محمد دياب" الشهير "الأردني" بخدوش بوجهه من الناحية اليسرى، و بجرح سطحي يسار الوجه يسار الخط المنصف يبعد عن الجفن السفلي الأيسر و سحج شبه دائري يمين العنق أسفل سحج الأذن اليمنى ، و ذلك لمنعهما من نجدة المجني عليه من بطش المته ، و إستمر المتهم في التلويح بسلاحيه في وجه النزلاء مهددا كل من يحاول الإقتراب منه بذات مصير المجني عليه، و إزاء ذلك الهرج والضجيج و الإستغاثة التي أحدثها النزلاء حضر حرس الحجز، و دخلوه و على رأسهم مأمور القسم و رئيس المباحث ورئیس التحقيقات به، و أفلحوا في السيطرة على المتهم الثائر وضبط النصل المعدني ذو الطرف المدبب من يده اليسرى، بينما إختفى السلاح الصلب ذو الحافة الحادة و الطرف المكتب خلال تلك الجلبة، و لم ينتبهوا له فلم يتم ضبطه، فإقتادوا المتهم خارج الحجز، و نقلوا المجني عليه إلى مستشفى أم المصريين العام و هو في طور الإحتضار، حيث فاضت روحه إلى بارئها بعد دقائق من وصوله.