مرافعة النيابة: عبدالله الزريدي ارتكب مذبحته ضد أمين الشرطة تلبية لنداء الشيطان
واصلت محكمة جنايات الإرهاب بمركز الإصلاح والتأهيل بوادي النطرون برئاسة المستشار سامح عبد الحكم رئيس المحكمة وعضوية كل من المستشار عبد الرحمن صفوت الحسيني والمستشار ياسر عكاشة المتناوي والمستشار محمد مرعي، سماع مرافعة محمد الجرف رئيس نيابة أمن الدولة العليا، في محاكمة المتهم عبد الله الزريدي باعتناق الفكر الداعشي، والذي قام بنحر أحد رجال الشرطة بمركز شبين القناطر، وشرع في قتل آخرين والتي قررت المحكمة تأجيل الجلسة للغد لسماع مرافعة الدفاع.
في الجزء الرابع من المرافعة، أوضح محمد الجرف رئيس نيابة أمن الدولة العليا، أن المتهم عبد الله الزريدي بسبب أوهامه، تحول إلى وحش ساقته شهوة القتل، قاتل يبحث عن الدماء ليروي ظمأه، ولذلك حدد يوم 12 سبتمبر 2023، تاريخا لارتكاب مذبحته، وذلك بعد أن شاهد مقطعا مرئيا لعمليات نفذها أعضاء وتابعوا تنظيم الضلال، أولوا فيه آيات مبينات، فجعلوها على القتل محرضات، على الأمن والأمان والسكينة، مجهزات، للأبطال والشهداء قاتلات، فارتكبت باسم الدين الحرمات، وسكنت أجساد الشهداء الطلقات، إرهاب وترويع واستهداف حتى الممات، فتعالت الصيحات، تكبير وحمد وشكر لله، على إتمام الفاجعات، زعموا أن هذا هو طريق الجنان، فألهب المقطع حماس المتهم وأعانه على تلبية نداء شيطانه، فأعد سكينه المسنون، مخفيا إياه داخل حقيبة ارتداها، وانطلق إلى محكمة شبين القناطر، قاصدا أفراد الشرطة القائمين على حراستها، ومكث برهة على مقهى ملاصق للمحكمة، وقف خلالها على خلوها من آية تأمين، وكأنها رسالة من رب العالمين، أن أرجع عما أضمرت من سوء، فإنك من المغيبين، وستضحى بتنفيذ مخططك من الظالمين، إلا أن المتهم أبى، أبى إلا أن يكون من الخاسرين، فاختار مسرحا آخر لجريمته، مركز شبين القناطر، الموقع الذي أيقن بأنه سيفي قطعا بغرضه الآثم، الموقع الذي سيقوده بإذن الله إلى نار جهنم، انطلق إلى مركز الشرطة مترجلا، وأبصر مرور سيارات الأمن دخولا وخروجا به، ثم لاحظ تمركزا أمنيا لأحد الأفراد يسهل عملية المرور، كان ذلك أمين الشرطة رجب متولى إبراهيم عزب، رجل من رجال الوطن البواسل، ممن عهد إليهم المحافظة على أمن البلاد وأمانها، نموذج ممن يقدمون أرواحهم فداء تراب هذا الوطن، عبد صالح ما سعى إلا للمشاركة في حفظ الأرواح، إلا أن المتهم كان له رأي آخر، فرأي في المجني عليه رجب أسدا ضاريا، يهدد أمنه، ويمنع تطبيق شريعته الفاسدة، كما أن لعابه قد سال على إراقة المزيد من الدماء، بعد أن شاهد حوزة المجني عليه سلاحا ناريا بندقية آلية.
كشف محمد الجرف رئيس نيابة أمن الدولة العليا، في مرافعته أمام المحكمة، أن المتهم وسوس له شيطانه بأن مخططه يجري على النحو المنشود، وأنه قد وجد ضالته، وشارفت مهمته على الانتهاء، ولا يتردد في إسقاط المزيد من الأعداء، ولا يتوانى عن القتل والترويع في كل الأرجاء، والذبح باسم الدين، بلا استحياء، فعندما تسقط قتيلا، فأنت من الشهداء، لم يعلم يكن عبد الله المتهم أنه من التعساء بقتله أبطالا ورجالا من الشرفاء، سيخلد في نار جهنم مع أمثاله من الجبناء، وسيعلمون حينها، أن الإسلام وشريعته منهم براء.
أكد محمد الجرف رئيس نيابة أمن الدولة العليا في مرافعته، أن المتهم قام بالإجهاز على المجني عليه، إلا أن صوت الخوف ناداه، يا ذنب الخوف ولي أدبارك، فضحيتك المغوار منتبها، ولن تتمكن من الإجهاز عليه إلا غافلا.
اللحظات الأخيرة
استرجع ممثل النيابة، تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة المجني عليه وكيف انهيت حياته قائلا، أبى المتهم أن تكون مواجهته مع المجني عليه مواجهة مباشرة، بل ولن يتجرأ على المساس به، إلا غدرا، فتوجه إليه وأدار معه حوارا وهمي، ادعى فيه سؤاله عن بعض الإجراءات، وكعادته أجابه المجني عليه وأدي دوره المعهود، عسى أن يستحى منه المتهم ويرجع عن مخططه الآثم، إلا أن المتهم لم يأبه لما قدمه له المجني عليه، واستمر في تمثيل دوره، إلى أن يتمكن من الإجهاز عليه، وطلب من المجني عليه المكوث حتى وصول أحد ذويه لاصطحابه فوافق ومكنه من الجلوس صحبته، وفي لحظة واحدة، بلغت فيها الخسة أوجها، والنذالة ذروتها، أبصر المتهم انشغال ضحيته ومباشرته لعمله، فأخرج سكينه المسنون من حقيبته، ونحره كما تذبح الشاة، فنظر إليه الجريح ولسان حاله يقول" لماذا ذبحتني وأنا لك معين.. لماذا غدرت بي.. وقد حسبتك من الآمنين.. ماذا قصدت.. ماذا قصدت من وراء فعل لعين.. ألا تخشى الوقوف مكبلا يوم الدين، محملا بأوزارك وآثامك في سجين، لتلقى جزاء عادلا من رب العالمين، أما أنا.. أما أنا فسأسكن عليين، وسألقى ربي مطمئن النفس فرحا وأنا مكين.
أشار ممثل النيابة، على أن المتهم ضغط على السكين برقبة المجني عليه، ليخرس أناته ويستريح من نظراته، منتظرا سقوطه والاستيلاء على سلاحه وإتمام مخططه، إلا أنه فوجئ بالمجني عليه يمسك سلاحه دون التفريط فيه، يرفض السقوط إلا والبطولة من خواتيم أعماله، أبى الرضوخ له بزئير كان وقعه المدجج بالخير والفلاح، أنا المذخر بعشق مصر.. أنا من كتب عليا الكفاح.. أنا الفاني أمام ظلمك.. أنا باقي بلا رواح، أنا كالجبال الرواسي، لا يميد قلبي ولو بألف سلاح، فسلاحك خزي عليك، وسلاحي تقوى الله والصلاح، وبعدما أيقن السفاك أن فدائية المجني عليه قد أوقفت إتمام مخططه، وحالت بسالته دون إسقاط المزيد من أفراد الشرطة، قرر الاكتفاء بقتل الأسد الجريح محاولا الفرار، بعد أن تبين له تجمع حشود من المواطنين، وراح يعدو ملوحا بسلاحه في مواجهتهم مروعا إياهم دون أن يتدخل أيا منهم خوفا من بطشه وسلاحه، لتلقى الأقدار في براثنه بفريسته الثانية المجني عليه الشهيد عمر عبد العزيز الطنطاوي.