الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

قالت مجلة “فورين بوليسي" في تقرير لها نشر مؤخرا ( أنه لا يمكن للعالم أن يحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي دون مصر)

من القراءة الأولي لعنوان التقرير يتضح أنه قول حق يراد به باطل ، ولا يجب أن ننخدع بمثل هذه التقارير التي تجعلنا نمدح ما جاء بها من كلمات ، فغالبا ما يحمل باطن هذه الكلمات الكثير من الخداع والزيف.

صحيح لا يمكن للعالم أن يحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون مصر باعتبار أن مصر هي من دفعت أغلي الأثمان في هذه القضية أرواح ودماء ومال ، وتعطيل لخطط التنمية علي مدار أربعة حروب كانت مصر طرفا فيهم جميعا.

ولا يمكن أن نغفل أهمية القضية بالنسبة للأمن القومي المصري ، أو نتغافل عن الدور المصري علي المستوي السياسي والدبلوماسي في التنبيه دائما إلي خطورة عدم حل القضية الفلسطينية من الأساس.

كما لا يمكن إنكار الجهد المصري علي مدي العشرين عاما المنقضية في حل الكثير من النزاعات التي تنشأ بين الوقت والآخر سواء كان بين الفصائل في غزة والسلطة الفلسطينية في رام الله أو بين فصائل غزة والكيان الصهيوني.

كل هذا وغيره أعطي مصر دورا لا يمكن تجاهله ومساحة تستطيع التحرك من خلالها للتدخل لإيقاف نزيف الدماء كلما حدث مع كل الأطراف .. من هنا يدرك العالم - الكبير فيه قبل الصغير- أن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها دون مصر .. ومصر أكدت مرات كثيرة في كل المحافل والمنظمات الأممية أن القضية لن تحل ويتوقف الصراع إلا بطريق واحد هو حل الدولتين المستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ليكون للفلسطينيين دولة معترف بها وبحدودها عاصمتها القدس الشرقية .. علي أن تكون لإسرائيل دولة لها حدود واضحة لا تتجاوزها.

وبالعودة لتقرير فورين بوليسي الذي تقول فيه ( أنه لا يمكن للعالم أن يحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون مصر ) فإنها " المجلة " تري أن الحل يكمن فقط في ضرورة قيام مصر ببذل الجهد بحكم علاقاتها مع أطراف الصراع بتسهيل خروج الرهائن لدي حماس من خلال معبر رفح المصري ، وكذلك تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع.

ولم تشر المجلة في تقريرها إلي ضرورة الضغط علي سلطة الكيان بوقف المجازر الوحشية علي الشعب الفلسطيني أو تشر إلي ضرورة حل النزاع بإقامة دولة فلسطينية علي حدود 4 يونيو 1967 أو حتي وقف لإطلاق النار.

المجلة رأت أن الدور المصري وحل الصراع ينتهي عند الإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات للقطاع برقابة إسرائيلية

هذا التقرير الذي يدس السم في العسل والذي صفق له البعض دون قراءة متأنية تجاهل ما قامت به المجلة مؤخرا من نشر مقال للكاتب والباحث الأمريكي ستيفن كوك - قبل أقل من شهر علي بداية الحرب علي غزة – شوه فيه مصر وكل الإنجازات التي تمت خلال العشر سنوات الفائتة رغم كل التحديات التي واجهت مصر !

فهل تغير " فورين بوليسي " سياستها العدائية تجاه مصر بهذه البساطة أم أن الحكاية فيها ما فيها !

مصر لم تعد كما كانت من قبل ولن تعود عقارب الساعة للوراء ، وما حدث قبل ذلك لن يحدث الآن أو بعد الآن .. مصر دولة قوية قادرة علي حماية أرضها ولديها جيش مصنف عالميا قادرعلي الردع المادي في أي وقت تختاره القيادة السياسية .. مصر تملك أن تقول " لا " بوضوح وعلي مرأي ومسمع العالم كله.

تم نسخ الرابط