الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

لم يقتصر دور الأزهر الشريف منذ إنشائه قبل أكثر من ألف سنة على حفظ علوم الإسلام من تفسير وحديث وعلوم اللغة العربية والتوحيد والفقه والشريعة ومناقشة مشاكل الدنيا والدين، ليس على مستوى مصر فحسب بل مستوى العالم الإسلامى من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ، يفد إليه طلاب العلم والمعرفة من كل فج عميق ليتفقهوا في دينهم ويتعلموا الثقافة الإسلامية والوسطية ليرجعوا إلى بلادهم حاملين هذا العلم وتلك المعرفة التي حصلوا عليها من الأزهر الشريف، فلا غرو أن يكون الأزهر كعبة العلم والجامعة العالمية التي يؤمها الطلاب من كل أرض وجنس ولون ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون». فإضافة إلى كل ما سبق كان للأزهر دوره الوطني والسياسي في محاربة الاستعمار والمحتلين، والدفاع عن شرف الأمة وأرضها وترابها وعزتها وكرامتها، كما كان له الأثر الطيب في النهضة الأدبية والصحفية والعلمية والفكرية التى ظهرت في مصر إبان معرفتها بالصحافة وظهور الصحف ونشأتها في مصر في القرن التاسع عشر وما بعده، وكان طلاب الأزهر وعلماؤه ومشايخه هم الطليعة الأولى التي استعان بهم الوالي محمد على في إنشاء الصحف وتحريرها وتصحيحها وتربيع مقالاتها أو ترجمة أفكارها كانوا هم من حرروا صحيفة الوقائع المصرية ۱۹۲۸م، وكان رئيس تحريرها أحد علماء الأزهر الشيخ عبد الرحمن الصفتي، وكتب فيها الشيخ الخشاب ورفاعة الطهطاوي، والشيخ محمد عبده، وغيرهم من الأزهر، وصحيفة وادى النيل للشيخ عبد الله أبو السعود ١٨٦٧م، ونزهة الأفكار للشيخ المويلحي وعثمان جلال ١٨٦٩م، وروضة الأخبار المحمد انس ۱۸۷۵م، وروضة المدارس لرفاعة الطهطاوى ۱۸۷۰م، وصحف عبد الله النديم التنكيت والتبكيت والطائف والأستاذ، وصحيفة الأزهر ١٨٧٥م، التي كانت تحتفى بمقالات الشيخ محمد عبده وصحيفة التجارة التي صدرت بإيعاز من الشيخ محمد عبده، وجمال الدين الأفغاني لصاحبها أديب إسحاق، وقد وجه الأفغاني أيضا وأديب إسحاق بأن ينشئ جريدة مصر، وكان يكتب فيها الشيخ على يوسف والشيخ محمد عبده وبعض من طلاب الأزهر ومشايخه وجريدة المحروسة والعصر الجديد لسليم النقاش، وكان يكتب فيها الشيخ عبد الله النديم قبل أن يصدر صحيفة التنكيت والتبكيت ۱۸۸۱م والطائف ۱۸۹۲م، والاستاذ ۱۸۹۲م والعروة الوثقى لجمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده ١٨٨٤م، كان جمال الدين الأفغاني مدير تحريرها، والمحرر لجميع مقالات صدرت في باريس بفرنسا ١٨٨٤م، وكانت توزع في الأقطار العربية والإسلامية، وكان لها تأثير في كافة البلاد الإسلامية.. ( وللحديث بقية )

تم نسخ الرابط