الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

النيابة في مقتل الدبلوماسي العماني: الخادمة ارتكبت طامة كبرى

محكمة جنايات الجيزة
محكمة جنايات الجيزة برئاسة القاضي احمد السرجاني

استمعت محكمة جنايات الجيزة، لمرافعة النيابة العامة في قضية مقتل الدبلوماسي العماني هود العلوي الملحق الإعلامي السابق بسفارة عمان في مصر، والمتهم فيها خادمته وصديقها.

عقدت الجلسة برئاسة القاضي أحمد السرجاني وعضوية القاضيين أحمد البطران وهاني صبري، بأمانة سر خالد شعبان.

بدأ ممثل النيابة مرافعته بتلاوة الآية القرآنية " ولكم في القصَاص حَياةٌ يا أولي الألباب".. تلك حدود لله وهذا شرعه سبحانه، ومن بعده القانون استمد أحكامه، أن من قتل يقتل، العين بالعين، والسن بالسن، دون تفرقة بين رجل وامرأة.

أوضح محمد هشام رشاد وكيل نيابة حوادث شمال الجيزة في مرافعته أمام المحكمة في قضية مقتل الدبلوماسي العماني هود العلوي، أنه يقف أمام المحكمة، متمسكا بالشريعة، التي ألم بأحكامها، من أجل تطبيق نصوصها، والتي لا يرى في غيرها سبيلا، وأن النيابة لن تكون لشرع الله مبدلة.

شدد ممثل النيابة على أن العدل من صفات الله، وأن القضاة، ظل الله في أرضه، ولكم من اسمه نصيب، لأنكم سطرتم بأحكامكم العادلة السلام والأمان في المجتمع، رددتم الحقوق لأصحابها، ودرأتم من سولت له نفسه ارتكاب جرم، فأصبحت ساحة العدالة، هي المأوى والملاذ، لكل مستضعف مظلوم مغلوب على أمره، وأن النيابة تقف اليوم شاهدة على إثم مبين، ذنب عظيم من مجرمين للشيطان تابعين، اختل فيهما ميزان الإنسانية، فتخليا عن الفطرة السوية، وتساءل قائلا" فأي ذنب هذا، وأي زمان ذاك.

ذكر ممثل النيابة، أن المتهمين ضلوا سعيهم، اتبعوا أهواءهم، فقامت المتهمة مها بسفك الدماء، وأفسدت في الأرض، فسلبت الأمن والأمان ونغصت على الناس حياتهم، وأن المتهمين خليلا الشيطان، قست قلوبهما وماتت ضمائرهما، امتزجت أهواءهم بأهواء الشياطين، فخرجا بذلك عن حكمة الله في خلقه "نسوا الله فأنساهم أنفسهم" زين لهم الشيطان المعصية، فارتكبت المتهمة القتل في أبشع صوره، فكرت ودبرت، وانتهت للقتل، فطعنت وسرقت، امرأة أوعزها الشيطان فكرة خبيثة، فكرة القتل فاستوعبتها، متلهفة متسلطة، فكرة داعبت أفكارها المريضة، طورتها فخرجت أفعالها بتكبر وتصلف وغطرسة، من أجل الهوى المذموم، وفتنة وحب الهوى أوصلها إلى المعصية، فانتكس قلبها، أصمها وعماها، فهي لم تعرف منكرا، وانكرت المعروف، وسوس لها الشيطان حتى استغلها، فأتمرت لأمره، وخطت بخطاه، فبسط الشيطان عليها سلطانه، فحبب إليها نفسها "إن النفس لأمارة بالسوء"، للخطيئة ساقها، وفي الرذيلة تركها، فبرر لها آثمها، حتى انغمست في غيها، أما الفتنة فقد استشرفها شيطانها، زين لها جسدها فأغوت به غيرها، أوغلت في المعصية، وكان للمتهم الثاني نصيب منها.

طامة كبرى

أكد ممثل النيابة في مرافعته، أن المتهمة بغت حتى ارتكبت طامة كبرى، قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، فحق فيها القول" أيها القاتل، ستلقى عند بوابتك السوداء وحدك.. إنني أبصر اليوم في وجهك ذلا، تحمله من الناس وحدك، ذل الخطايا والخيانات، التي تنقض عهدك، وصمة عار مست أهلك، إن إبليس من شدك نحو الذل شدك، فانتظر عقباك في الدنيا ضياعا، وانتظر عند إله العرش وعدك.

أحال المستشار تامر صفي الدين المحامي العام الأول لنيابة شمال الجيزة، مها كمال 33 سنة خادمة وعلي محمد علي 35 سنة سائق إلى محكمة الجنايات، لأنهما في 16 سبتمبر 2023، المتهمة الأولى قتلت المجنى عليه هود بن سيف بن حمد العلوى عمدا مع سبق الإصرار على ذلك، بأن بينت البنية وعقدت العزم على إزهاق روحه إثر تهديده بفضح علاقتهما غير المشروعة، فأعادت مخططها الإحرامي، وما أن التقته بمسكنه، وتحباً لها الظرف حتى اسئلت جلسة سلاحاً أبيض - سكين - وارته عن ناظره، وفرضت قبضتها عليه حتى إنهالت عليه طعنا بالسلاح المار بيان، بأن سددت له عدة طعنات استقرت بمختلف أنحاء جسده، قاصدة قتله، محدثة إصاباته بقطع الوريد الودجى الأيمن وما نتج عن ذلك من حدوث نزيف دموى أودى بحياته والموصوفة بتقرير الصفة التشريحة المرفق بالأوراق ، على النحو المبين بالتحقيقات. 

كما سرقت المنقولات والمبالغ المالية المبينة وصفاً وقدراً وقيمة بالأوراق المملوكة للمجنى عليه هود بن سيف بن حمد العلوى وكان ذلك من داخل مسكنه ليلاً حال كونها خادمة بأجرة لديه على النحو الميور بالتحقيقات. أحرزت سلاحاً أبيض - سكين دون مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية على النحو المبين بالتحقيقات.

أما المتهم الثاني: أخفى المنقولات والمبالغ المالية المبينة وصفاً وقدراً وقيمة بالأوراق والمملوكة للمجنى عليه هود بن سيف بن حمد العلوى مع علمه بكونها متحصلة من جنحة السرقة المار بيانها على النحو المبين بالتحقيقات. عليم بارتكاب المتهمة الأولى جناية القتل العمد مع سبق الإصرار وجنحة السرقة المار بيانهما، وأغانها على الفرار من وجه القضاء، فأواها بمسكنه، وساعدها في التخلص من أدلة الجريمة بإفخاد بعضها داخل مركبته الآلية المضبوطة، والتخلص من البعض الآخر، على النحو المبين بالتحقيقات.

تم نسخ الرابط