النيابة في مقتل الدبلوماسي العماني: الخادمة أغوته بمفاتنها
في مشهد مأساوى من مشاهد الحياة، يقف ممثل النيابة أمام محكمة جنايات الجيزة، ليكشف تفاصيل قضية تأخذنا من قلب أسرة مصرية بسيطة تعيش ظروفا قاسية، أسرة عادية تتكون من أم تعول ابناءها الثلاثة بعد أن تركها زوجها لتواجه مصاعب الحياة وحدها، تلك الأم الصابرة، كانت ترى في ابنتها سندا لها إلا أن القدر كان يخفي لها مفاجآت قاسية، فالابنة التي كانت الأمل والرجاء، قد خذتها وانساقت في دروب المعصية، واستغلت مفاتنها لإغواء الدبلوماسي العماني هود بن سيف العلوي، الملحق الإعلامي السابق بسفارة عمان في مصر، والمتهم بقتله خادمته بالاشتراك مع عيشقها الذي قام باخفاء متحصلات جريمة سرقتها.
عقدت الجلسة برئاسة القاضي أحمد السرجاني وعضوية القاضيين أحمد البطران وهاني صبري، بأمانة سر خالد شعبان.
كشف محمد هشام رشاد وكيل نيابة حوادث شمال الجيزة في مرافعته، تفاصيل وقائع الدعوى في قضية مقتل الدبلوماسي العماني هود العلوي، التي بدأت بأسرة بسيطة، أسرة عادية كباقي الأسر المصرية، لأم تعول أسرتها بعد أن تركها زوجها، تسعى في الحياة، تناضل وتكافح أحوالها، تعيش قسوتها لوحدها، مثل لو تعلمون عظيم من نساء مصر الشرفاء، أقدمت على العمل في كثير حتى ضاقت عليها الدنيا، فقدر لها أن تخدم الغير في المنازل، تكسب قوتها يومها، تعول ما لديها من أبناء، لتغني نفسها عن العوز والسؤال والحاجة، أحسنت عملها ورضت بما قسمه الله لها، أم لثلاث، أكبرهم تلك المتهمة القابعة خلف القضبان، مها كمال، وصغيرين آخرين، رأت فيهما الدنيا وآخرتها، فظلت تكدح في سعيها، تخلت عن نعيم الدنيا لغيرها، لم تألوا جهدا لهم، ورأت في كريمتها الكبرى-المتهمة- سندا تتكأ عليه لتداوي ما ألم بها من آلام، فلم ازدادت عليها مشقة الدنيا، اصطحبتها لتعاونها فجعلتها في معيتها، فمن غيرها سندا، عسى أن تحصد ثمار تربيتها، ما تقر به عيناها، فلم يكن العيب فيها، لم تعلم أن الشيطان نبت في ابنتها بذرة شيطانية، غرتها مفاتنها، وأغواها شيطانها، حتى سقطت في هول معاصيها، عندما كانت ابنة 19 سنة، اصطحبتها والدتها تعاونها في مسكن المجني عليه، هود بن سيف بن حمد العلوي، رجل في عقده الخامس من العمر، اعتاد الحضور إلى مصر، فاتخذ منها إقامة بالمهندسين، فعملت والدة المتهمة على النحو المعتاد، مرة تتلوها الأخرى، لم تر منه سوى الخير، حتى زين لابنتها شيطان نفسها، لفتنة المجني عليه، فتجرأت واستباحت حرمة البيت، أطلعت عينه على العورات، وألقت بمفاتن تثير الشهوات، هيأت الفرصة للغواية، الناشئة عن اللقاءات والنظرات، فحولتها إلى نظرات قاصدة، تحركها الميول والحركات، فتطورت لعلاقات بعد بضعة خطوات، فهذا كان سبيلها وطريقها وتدبيرها.
باعت الجسد لأجل حفنة من المال
أوضح ممثل النيابة، أن الفتى يغره تحريكه وسكونه، ولابد يوما تسكن الحركات، وأن من يتبع يوما شهوة بعد شهوة، ملحة تقسم عقله الشهوات، مشيرا إلى أنه يتحدث عن فتى فمال بالنا بمن اشتعل رأسه شيبا، حتى أوقعته في مستنقع هيمنت عليه، نظير المال، باعت الدنيا لأجل حفنة من النقود، دنست الثوب الأبيض بخطاياها.
استرجع ممثل النيابة، تفاصيل سفر المجني عليه هود العلوي، قائلا" سافر المجني عليه وكان في قلبه غصة، فقد غلب هواها قلبه، واستحسن ما كان يستقبحه، طاف عليه شيطانها، فطمث نور قلبه، وأعمى بصيرته، التبس عليه النفع بالضار، وظل على تواصل معها بين الحين والآخر، يهاتفها للاطمئنان عليها، ولمرور الزمن بحثت المتهمة عن آخر يشاركها إثمها حتى وجدت ضالتها في المتهم الثاني، على محمد علي، الذي بلغ عقده الرابع، رب أسرة، هدم اسرته بعد قدومها، خان أمانة أسرته وهرب من حمل أعباءها بدلا من السعي عليها وتنشئة أبناءه على حسن الطباع والخلق، راودته نفسه الأمارة بالسوء فامتثل لها، فالتقى وخليلة الشيطان، واتفقا وتوافقا واستأجر لها شقة بشبين الكوم منوفية.
شدد ممثل النيابة، على أن المتهمة غادرت أهلها، وتركت أمها التي اشتد عليها مرضها، واستشرى السرطان في جسدها ففتك بها، انطلقت رفقة عشيقها واستمرا في غيهما، واستحلا الحرمات، وفعل المنكرات، واتخذ درب الشيطان سبيلا، وسقطا في مستنقع الرذيلة والفسق، وانغمس كلاهما في لذة الحرام، حتى صار أمرا مألوفا، فحق فيهم قول الله تعالى" وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون" صدق الله العظيم.
قرار الاتهام
أحال المستشار تامر صفي الدين المحامي العام الأول لنيابة شمال الجيزة، مها كمال 33 سنة خادمة وعلي محمد علي 35 سنة سائق إلى محكمة الجنايات، لأنهما في 16 سبتمبر 2023، المتهمة الأولى قتلت المجنى عليه هود بن سيف بن حمد العلوى عمدا مع سبق الإصرار على ذلك، بأن بينت البنية وعقدت العزم على إزهاق روحه إثر تهديده بفضح علاقتهما غير المشروعة، فأعادت مخططها الإحرامي، وما أن التقته بمسكنه، وتحباً لها الظرف حتى اسئلت جلسة سلاحاً أبيض - سكين - وارته عن ناظره، وفرضت قبضتها عليه حتى إنهالت عليه طعنا بالسلاح المار بيان، بأن سددت له عدة طعنات استقرت بمختلف أنحاء جسده، قاصدة قتله، محدثة إصاباته بقطع الوريد الودجى الأيمن وما نتج عن ذلك من حدوث نزيف دموى أودى بحياته والموصوفة بتقرير الصفة التشريحة المرفق بالأوراق ، على النحو المبين بالتحقيقات.
كما سرقت المنقولات والمبالغ المالية المبينة وصفاً وقدراً وقيمة بالأوراق المملوكة للمجنى عليه هود بن سيف بن حمد العلوى وكان ذلك من داخل مسكنه ليلاً حال كونها خادمة بأجرة لديه على النحو الميور بالتحقيقات.
أحرزت سلاحاً أبيض - سكين دون مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية على النحو المبين بالتحقيقات.
أما المتهم الثاني: أخفى المنقولات والمبالغ المالية المبينة وصفاً وقدراً وقيمة بالأوراق والمملوكة للمجنى عليه هود بن سيف بن حمد العلوى مع علمه بكونها متحصلة من جنحة السرقة المار بيانها على النحو المبين بالتحقيقات.
علم بارتكاب المتهمة الأولى جناية القتل العمد مع سبق الإصرار وجنحة السرقة المار بيانهما، وأغانها على الفرار من وجه القضاء، فأواها بمسكنه، وساعدها في التخلص من أدلة الجريمة بإفاد بعضها داخل مركبته الآلية المضبوطة، والتخلص من البعض الآخر، على النحو المبين بالتحقيقات.