النيابة في جريمة قتل الدبلوماسي العماني: الخادمة استغلت فتنة الجسد
جريمة قتل الدبلوماسي العماني هود بن سيف العلوي الملحق الثقافي العماني السابق في مصر، تقشعر لها الأبدان، ارتكبتها خادمته بطريقة وحشية، فالمتهمة التي لم تتعظ بمرض والدتها، وسوء أحوالها، استسلمت لشهوة عمياء قادتها إلى الهاوية، بعد تلقيها رسالة من المجني عليه وترتيب لقاء حرام بينهما، وعلى الرغم من شكوكها ومخاوفها، دفعها شيطانها إلى تنفيذ مخطط شيطاني، انتهى بقتل المجني عليه في ليلة مروعة مليئة بالخيانة والدماء.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار أحمد السرجاني وعضوية المستشارين أحمد البطران وهاني صبري بأمانة سر خالد شعبان.
أوضح محمد هشام رشاد وكيل نيابة حوادث شمال الجيزة في مرافعته، أن المتهمة مها كمال خادمة في المنازل، لم تتعظ بمرض والدتها، وسوء أحوالها، ولم تتعظ بآيات لو نزلت على الجبال لانشقت، شهوة عمياء، ساقتها فاستساقت، غاية ابليس وبنيه مع بني البشر، يوقعهم في اللمم ومن الصغائر إلى الكبائر، وفي تدرج مفسد، حتى يرتكبوا أفظع الجرائم، لتبدأ بعدها الأحداث تأخذ منعطفا خطيرا، لا يخطر على بال تقشعر منه الأبدان، إنه شهر سبتمبر 2023، ليلتين تفصلنا عن الفاجعة، راسلها المجني عليه، فهاتفته واتفقا على اللقاء بمسكنه.
أشار ممثل النيابة، أن المتهمة شعرت بغصة نغصت عليها لذتها، فحاورت شيطانها، ماذا لو عاد وعرف الآخر، ماذا لو عاد وطلب رؤياها، تساؤلات جالت في خلداها، حتى أجابت نفسها، وما الحاجة إليه، وما الحاجة إلى هذا العجوز، فقد وجدت في المتهم الثاني شريكا لغيها، فأبت أن يتقطع الوصال بينهما، هيأ لها الشيطان زعما، ماذا إن أقدم المجني عليه على فضح أمرها، وأي أرض خصبة غير المتهمة، ليزرع فيها الشيطان بذرته الخبيثة، بذرة الفساد والإفساد، دبرت وقررت وازدادتها شهوة الحرام، فشحذت همتها، فلن يفرقها عن عشيقها أمرا، خلق لديها الشيطان فكرة القتل والخلاص من المجني عليه، فكر إجرامي شنيع، لا ينم إلا عن شر كامن فظيع، سيطر على عقلها حتى اختمرت فاستقر القتل في وجدانها، لم ترى في غيره سبيلا وازداد في خستها فعلا، إلى من تؤول ثروة المجني عليه، فأسرع إليها شيطانها" إليكي يا قاتلة"، وهنا حزمت أمرها واتخذت قرارها، نسجت مخططا إجراميا، حددت الزمان والمكان والأدوات، واتخذت موعد اللقاء في الخامس عشر من سبتمبر 2019 بمسكنه وفي فراشه، ليكون مستقرا آمن، غير منتبه لغدر يأتيه من قريب، ولأدوات مسكنه اختارت المتهمة، حتى لا يلحظ ما لديها عند رؤياها.
فتنة الجسد
أكد ممثل النيابة محمد هشام رشاد وكيل نيابة حوادث شمال الجيزة في مرافعته في قضية مقتل الدبلوماسي العماني هود العلوي، أن المتهمة استقرت على الوسيلة المثلى لارتكاب مخططها، بأي وسيلة لفرض سطوتها على المجني عليه، وتساءل ممثل النيابة" وأي سطوة تمتلك تلك المتهمة" ليعقب قائلا" إنها فتنة الجسد"، فتنة ترعرت فيها منذ الصغر، تلونت بها كالحرباء، فأضحت سبيلها لتبلغ غايتها، فاي فتنة أشد وطأ على الرجال غير النساء، قال الرسول "ص" ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء"، وفي ليلة الواقعة تحايلت على المتهم الثاني لمرافقتها، زعمت توجهها إلى شقيقتها لحل خلافات بينها وبين زوجها، فاستقلت معه سيارته لمنطقة بشتيل بالجيزة، وما أن غادر المتهم الثاني حتى انطلقت بسيارة مستأجرة للمجني عليه وبلقائه، كشفت عن جسدها، أغوته بمفاتنها، ساقته إلى فراشه، أمن لها، استلقى واعتلته، هيأته ليلقى حتفه، وما هي إلا لحظات، أخرجت سكينا وضعته في حمالة صدرها، وأثقلت بجسدها جسده، فشلت حركته وانهالت عليه طعنا، بطعنات وحشية وهمجية، من فرط قسوتها اخترقت عنقه ومزقت وجنتيه، وصرخ من شدة ضرباتها، وهول أفعالها يستنجد منها ظل يستجديها بصرخات مدوية دون جدوى، وكتمت أنفاسه، ثم استتبعت عدوانها، أطلقت العنان لشيطانها، بطعنات تتلوها طعنات حتى تناثرت دمائه في كل الأرجاء لم تتركه حتى فاضت روحه إلى بارئها.
قرار الاتهام
أحال المستشار تامر صفي الدين المحامي العام الأول لنيابة شمال الجيزة، مها كمال 33 سنة خادمة وعلي محمد علي 35 سنة سائق إلى محكمة الجنايات، لأنهما في 16 سبتمبر 2023، المتهمة الأولى قتلت المجنى عليه هود بن سيف بن حمد العلوى عمدا مع سبق الإصرار على ذلك، بأن بينت البنية وعقدت العزم على إزهاق روحه إثر تهديده بفضح علاقتهما غير المشروعة، فأعادت مخططها الإحرامي، وما أن التقته بمسكنه، وتحينت لها الظرف حتى استلت خلسة سلاحاً أبيض - سكين - وارته عن ناظره، وفرضت قبضتها عليه حتى انهالت عليه طعنا بالسلاح المار بيان، بأن سددت له عدة طعنات استقرت بمختلف أنحاء جسده، قاصدة قتله، محدثة إصاباته بقطع الوريد الودجى الأيمن وما نتج عن ذلك من حدوث نزيف دموى أودى بحياته والموصوفة بتقرير الصفة التشريحية المرفق بالأوراق ، على النحو المبين بالتحقيقات.
كما سرقت المنقولات والمبالغ المالية المبينة وصفاً وقدراً وقيمة بالأوراق المملوكة للمجنى عليه هود بن سيف بن حمد العلوى وكان ذلك من داخل مسكنه ليلاً حال كونها خادمة بأجرة لديه على النحو الميور بالتحقيقات.
و أحرزت سلاحاً أبيض - سكين دون مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية على النحو المبين بالتحقيقات.
أما المتهم الثاني: أخفى المنقولات والمبالغ المالية المبينة وصفاً وقدراً وقيمة بالأوراق والمملوكة للمجنى عليه هود بن سيف بن حمد العلوى مع علمه بكونها متحصلة من جنحة السرقة المار بيانها على النحو المبين بالتحقيقات.
علم بارتكاب المتهمة الأولى جناية القتل العمد مع سبق الإصرار وجنحة السرقة المار بيانهما، وأغانها على الفرار من وجه القضاء، فأواها بمسكنه، وساعدها في التخلص من أدلة الجريمة بإفاد بعضها داخل مركبته الآلية المضبوطة، والتخلص من البعض الآخر، على النحو المبين بالتحقيقات.