الإثنين 08 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

حكاية مفيدة غنيم مؤسسة فن السينما في مصر

خلف الحدث

يذكر الدكتور إلهامي حسن في كتابه تاريخ السينما المصرية عن فيلم «ليلي»: عزيزة أمير ولدت في ۱۹۰١/١٢/١٧ بمدينة الإسكندرية واسمها الحقيقى مفيدة غنيم وتعتبر السيدة الأولى في تاريخ الحركة السينمائية بعد فترة قضتها في العمل المسرحي فظهرت على المسرح لأول مرة في ديسمبر ١٩٢٤ في مسرحية «الجاه المزيف» مع يوسف وهبى صاحب فرقة رمسيس وتوالى ظهورها بعد ذلك في كثير من المسريحات فاشتهرت في الوسط الفني كممثلة أثبتت وجودها على خشبة المسرح واشتهرت باسم "إيزيس".

بحسب ما جاء في كتاب "دور الأجانب في السينما المصرية دكتور ضياء مرعي" أن فيلم "ليلى" تأليف عدة أشخاص، إخراج استيفان روستي، تصوير توليو كارينى، وشارك عدد كبير من الفنانين في الفيلم منهم عزيزة أمير، وداد عرفي، استيفان روستي، أحمد جلال، ماري منصور بمبه كثر، محمود جبر، حسين فوزي، أليس لازار، أحمد الشريعي، أحمد ليل، فاطمة احسان، سعد وبثبنة.

فيلم ليلي

وفي أوائل سنة ١٩٢٧ تركت المسرح واتجهت إلى السينما وأقدمت عزيزة أمير أو إيزيس كما كانت تعرف على هذه التجربة فأسست شركة سينمائية باسم «إيزيس فيلم» وخاضت التجربة السينمائية رغم إحجام الكثيرين عن ذلك وصيحات التحذير التي انطلقت من حولها لتحذرها من هذه المغامرة وتطوع زوجها أحمد الشريعي بمساعدتها وتعضيدها في مشروعها بأمواله ومجهوداته واتخذت من بدرون فيلتها في جاردن سيتى ستديو يشتمل على الأدوات اللازمة لعمل الفيلم والتى اشتراها زوجها من ألمانيا وفرنسا واتفقت عزيزة أمير مع المخرج التركى وداد عرفي المقيم في مصر في ذلك الوقت على أن يخرج لها فيلمها الأول وقام وداد عرفي بتأليف قصة الفيلم وأسماها "نداء الله" وقام بتثميل دور البطولة أمام عزيزة أمير وأسند مهمة التصوير إلى المصور المصري حسن الهلباوي واتفقت عزيزة أمير مع شركة بروسبيرى وهي إحدى الشركات التى ستورد الفيلم الخام لتقدم لها الفيلم المطلوب وكان من عادة شركات بيع الأفلام أن يعمل بها مصور سينمائي كما يلحق بالشركة معمل للتحميض والطبع وعند شراء الأفلام من الشركة تقدم الشركة الفيلم الخام والمصور وعمليات الطبع والتحميض وبذلك تولى مسیو توليو كارينى عملية أخذ المناظر للفيلم من طرف شركة بروسبيري مع المصور المصري وبدأ تصوير الفيلم في صحراء الهرم واستغرق العمل مدة أكثر مما كان مقدراً وبعد أنقضاء ثلاثة شهور تقريبا دب خلاف بين عزيزة أمير والمخرج وداد عرفي نتيجة عدم تناسب العمل الذى تم ومستواه والمدة التى انقضت في إنجازه ففسخت عزيزة أمير عقدها مع وداد عرفي وتوقف العمل في يونيه ۱۹۲۷ فاستعانت بشخص أجنبى من أصل هنغاري يعيش في مصر لتكملة الفيلم إصلاحه، وكان يطلق على المخرج في ذلك الوقت المدير الفني لأنه كان يقوم بالأعمال الفنية في الفيلم بخلاف الإخراج مثل تقطيع المناظر وتجميعها "المونتاج" وبعد مدة قصيرة ترك المخرج الهنغاري العمل بعد أن اتضح له أن القصة غير مترابطة ولا يصلح عمل فيلم من اللقطات التي صورت كما تركها المصور حسن الهلباوي الموظف الحكومي عندما علمت الوزارة أنه يعمل في تصوير الفيلم وخيرته بين العمل في الفيلم أو الوظيفة، فأصبحت عزيزة أمير في موقف لا تحسد عليه فاستعانت بأحد زملائها المشتركين في تمثل الفيلم وهو الصحفي أحمد جلال ليشترك معها هي وزوجها بإعادة كتابة قصة الفيلم بحيث يمكن الاستفادة بالمناظر التي صورت وتغيير اسم الفيلم من «نداء الله» إلى « ليلي» وقام استفان روستى الممثل المسرحي بإخراج الفيلم وساعده أحمد جلال وقام بالتصوير المصور الإيطالي تولیو کارینی.

وفي يوم الاربعاء ۱۹۲۷/۱۱/۱٦ تم عرض الفيلم في سينما متروبول ويعتبر فيلم "ليلى" بداية ميلاد الفيلم الروائي في القاهرة وقد استقبل الجمهور أول فيلم مصري استقبالا كبيراً وحقق نجاحاً طيباً ولذلك أطلق على عزيزة أمير لقب مؤسسة فن السينما في مصر.

تم نسخ الرابط