الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

تقرير حقوقي يرصد قصف إسرائيل لجنوب لبنان بالفسفور الأبيض

القصف بالفوسفور الأبيض
القصف بالفوسفور الأبيض

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الأربعاء، إن إسرائيل استخدمت مادة الفسفور الأبيض في قصف استهدف 17 بلدة على الأقل في جنوب لبنان منذ أكتوبر 2023، ما يعرض المدنيين لخطر جسيم، ويساهم في تهجيرهم.

ومنذ اندلاع حرب إسرائيل على غزة في 7 أكتوبر، تتبادل إسرائيل وجماعة "حزب الله" القصف بشكل شبه يومي، إذ يتهم لبنان إسرائيل باستخدام مادة الفوسفور الأبيض المثيرة للجدل في هجمات على جنوب البلاد، وتقول السلطات اللبنانية إنها تسبّبت بأضرار للبيئة والمدنيين.

وبحسب تقرير المنظمة، فإن "استخدام الفسفور الأبيض من قبل إسرائيل على نطاق واسع في جنوب لبنان يعرض المدنيين لخطر جسيم، ويساهم في تهجيرهم".

ولفتت المنظمة إلى أنها "تحققت من استخدام القوات الإسرائيلية ذخائر الفسفور الأبيض في 17 بلدة على الأقل في جنوب لبنان منذ أكتوبر 2023، 5 منها استُخدمت فيها الذخائر المتفجرة جواً بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة".

وأظهرت صور التُقطت في 10 مناسبات منفصلة على الأقل بين أكتوبر وأبريل، أعمدة دخان غريبة ومتفرّعة، تشبه الأخطبوط، يتماشى مظهرها مع ما قد يصدر عن استخدام الفسفور الأبيض.

والتقطت تلك الصور في ما لا يقل عن 8 مواقع مختلفة على طول الحدود، وفي الكثير من المرات، في مواقع قريبة من المنازل أحياناً، إذ تستخدم ذخائر الفسفور الأبيض، وهي مادة قابلة للاشتعال عند التماس مع الأكسجين، بهدف تشكيل ستائر دخانية وإضاءة أرض المعركة.

وفي أكتوبر، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن إجراءاته تملي بعدم استخدام قذائف الفوسفور الأبيض "في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مع وجود استثناءات معينة "، مضيفاً أن "هذا يتوافق مع متطلبات القانون الدولي ويتجاوزها، وأن الجيش لا يستخدم هذه القذائف لأغراض الاستهداف أو إشعال النار".

من جهتها، سجلت وزارة الصحة اللبنانية 173 شخصاً كمصابين "بتعرض كيميائي ناتج عن الفسفور الأبيض"، بدون أن تحدّد ما إن كانوا مدنيين أو مقاتلين.

جريمة حرب
وأفاد أطباء من 3 مستشفيات إضافية في جنوب لبنان بأن مؤسساتهم عالجت مصابين بأعراض تنفسية ناجمة عن التعرض للفسفور الأبيض.

وذكرت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام"، في يناير، أن "قذائف فسفورية سقطت بين المنازل في ساحة بلدة حولا، بعد استهداف من مدفعية العدو".

وتحدّثت عدة مرّات عن قصف بذخائر الفسفور في جنوب لبنان، بما في ذلك في الأيام الأخيرة، ما تسبب في بعض الأحيان باندلاع حرائق.

وكانت "العفو الدولية" قالت في وقت سابق في 2023 إن "الجيش الإسرائيلي أطلق قذائف مدفعية تحتوي على الفسفور الأبيض خلال قصف على طول حدود لبنان الجنوبية بين 10 و16 أكتوبر".

"هيومن رايتس ووتش" تتهم إسرائيل باستخدام الفسفور الأبيض في غزة ولبنان
اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إسرائيل باستخدام ذخائر الفسفور الأبيض في عملياتها العسكرية في غزة ولبنان، محذرة من تعرض المدنيين لإصابات خطيرة وطويلة الأمد.

وطالبت المنظمة "بالتحقيق في هجوم على بلدة الضهيرة في 16 أكتوبر باعتباره جريمة حرب، لأنه لم يميّز بين المدنيين والعسكريين، وأدى إلى إصابة ما لا يقل عن 9 مدنيين".

من جانبه، أكّد محقق الأسلحة في فريق الأزمات التابع لمنظمة "العفو الدولية" براين كاستنر أن "استخدام الفسفور الأبيض في المناطق المأهولة يمكن أن يصنّف كهجمات عشوائية، وهو ما يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي".

وأضاف: "إذا أصيب أو قُتل مدنيون، قد يشكّل ذلك جريمة حرب"، في وقت رصد عناصر من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الفسفور الأبيض داخل مقراتهم.

مخاوف بيئية
وأثار استخدام الفسفور الأبيض القلق بين المزارعين في جنوب لبنان الذين شاهدوا أراضيهم تحترق، فيما يخشى آخرون من تلوث في التربة والمحاصيل.

وتلفت الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان تمارا الزين، إلى أن هناك القليل من المعلومات حول كيفية تأثير الفسفور الأبيض على التربة.

ويعتزم المجلس أخذ عينات واسعة لتقييم أي تلوّث محتمل للتربة، لكنهم "بانتظار وقف إطلاق النار لإرسال الفريق، لنقوم بهذا التقييم".

وقال المدير المعاون لمركز "حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية" في بيروت أنطوان كلاب، إن "النقص في البيانات يتسبب بحالة ذعر، وكان بعض المزارعين يهرعون لإجراء فحص للعينات".

وأضاف أن "من المهم أن نقوم بأخذ العينات في أسرع وقت ممكن، لفهم ما إذا كان قصف الفسفور الأبيض يشكل خطراً عاماً على الصحة العامة والأمن الغذائي والنظام البيئي".

وأعرب البيت الأبيض، في ديسمبر، عن قلقه إزاء تقارير تفيد باستخدام إسرائيل لفسفور أبيض، زوّدتها به الولايات المتحدة، بهجماتٍ في لبنان.

لبنان يقدم شكوى لمجلس الأمن ضد الهجمات الإسرائيلية
تقدم لبنان بشكوى لمجلس الأمن الدولي تطلب إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه والحيلولة دون تدهور الوضع وتوسيع الحرب.

بدوره، قدّم لبنان شكوى بحقّ إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي على خلفية استخدامها للفسفور الأبيض أثناء عملياتها العسكرية داخل الحدود اللبنانية، بما يعرض للخطر حياة عدد كبير من المدنيين الأبرياء، ويؤدي إلى تدهور بيئي واسع النطاق خاصة مع الممارسات الإسرائيلية القائمة على حرق الأحراج والغابات اللبنانية.  

ومنذ بدء التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل، سقط أكثر من 450 شخصاً في لبنان، بينهم 88 مدنياً، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس"، يستند إلى بيانات من "حزب الله" ومصادر رسمية لبنانية، في وقت أعلن الجانب الإسرائيلي سقوط 14 عسكرياً و11 مدنياً.
 

تم نسخ الرابط