حتى هذه اللحظة هناك من لا يؤمنون أن العين حق، وأنها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر.
أي أنها تفعل المستحيل، وتأتي بالنوازل، وتجلب المصائب.
هناك من يسوقون أبناءهم إلى مقصلة الفشل والدمار من حيث لا يعلمون، ويجعلون منهم ضحية فخرهم ونشوتهم وتباهيهم.
نتيجة الاعدادية توشك على الظهور، أو ظهر بعضها، تصاحبها تلك الخطورة المحيطة بأبنائنا مع نشر نتائج المتفوقين منهم على الملأ.
وعلى قدر ما ننتظره في طياتها من فرحة كبيرة بأبنائنا المتفوقين، فهناك قنبلة موقوته يمكن لها ان تنفجر لولم نكن حذرين يقظين.
من قديم ونحن ننبه الناس ونوصيهم أن يخفوا عن الأعين حياتهم الاجتماعية واخبار اولادهم وصورهم وحيثيات مستقبلهم، ولكن الناس لا يرتدعون.
فأحدهم يستولي عليه شعور بالفخر أو شعور بالنقص، ويريد أن يعرف العالم كله ان ولده من المتفوقين، هو يرى أن ذلك يزيده تباهيا وتيها وفخرا.
وبينما يتبختر صاحبنا في عباءة هذا التباهي، لا يعلم أن عينا قاحلة السواد تربصت بولده أو فتاته وأصابته في مقتل.
وأيم الله.. أعرف في الحياة أسرا تحول مسار أبنائهم بعد تفوقهم في نتائج الدراسة، فأصابهم ذهول وإخفاق وتراجع وحالة نفسية أو مرضية مزمنة لا يعرفون منها شفاء أو فكاكا.
خافوا على ابنائكم واتقوا الله فيهم.
يقول احدهم: وماذا في ذلك، هل التفوق عملة نادرة؟
إنه منتشر وموجود فلماذا لا أعلن تفوق ولدي او ابنتي على الملأ، وهذا أمر يمنحهم شعورا بالثقة والرضا والاعتزاز.
جيد جدا ما تقول فالتفوق ليس عملة نادرة ويحققه الكثيرون.
ولكن انظر لنفسك فالله اعلم بحالك انت حينما يكون لك أعداء حاقدون كارهون متربصون، يتحينون الفرصة أن يعرفوا عنك او أولادك اي خير، حتي يصبوا عليك وعليهم جحيما من الحسد والبغضاء، يشقيك ويرديك، ويتعس أولادك، فتنحرف بوصلتهم نحو سحيقة ما كان أغناك وأغناهم عنها.
إذا نجح ولدك أو فتاتك، فكافئهما بما تريد وكما تريد سرا وبينك وبينهم وفي محيط الأسرة، لكن بالله عليك حافظ عليهما من حقد المبغضين، ولا تطلق عليهم جحيما من أعين الحاسدين، أو أي روح شيطانية لا تحب الخير للآخرين.
وعلى الجانب الإنساني حافظ على شعور والد أو أب لم ينجح ولده، فسطورك وإعلانك يشعره بخيبة أمل عظيمة.
وفي الوقت الذي يحتاج فيه للمواساة، يرى ويلمح ابتهاجك وكانه شماتة في حاله وبلائه.
اتقوا الله في أبنائكم وحافظوا عليهم.