ads
الإثنين 23 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

محلل عسكري.. كمين بيت حانون سيدرس في الكليات العسكرية مستقبلاً

خلف الحدث

أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسبقًا أنها ستفتح معبر بيت حانون أو إيرز شمال قطاع غزة، حتى تشتد حدة المجاعة التي يتعرض لها الفلسطينيون، إضافة إلى فتح ميناء أشدود التي تقع على مسافة قصيرة إلى الشمال أيضاً، وآنذلك لم تذكر أي تفاصيل عن طريقة ووقت تشغيل تلك الطرق.

إلا أن المقاومة الفلسطينية لم توفر لهم الفرصة لتحقيق أغراضهم الخبيثة ونوايهم اللئيمة للنيل منهم، وأضاعت علهم فرصة إثبات قوتهم وأظهرت ضعفهم أكثر مما كانوا عليهم، وذلك عن طريق كمين بيت حانون. 

الحق كمين بيت حانون الذي قامت به المقاومة الفلسطينية العديد من الخسائر في الجانب المحتل، والتي اعتبرها المحللين والخبراء العسكريين بإنها أمرًا يحمل رموز ودلالات كثيرة في ظاهره وباطنه.

تحليل الخبراء لكمين بيت حانون 


وصف الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، "كمين بيت حانون"، والذي نفذته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في بيت حانون شمال القطاع، بأنه يفوق الخيال وسوف يدرس لاحقًا بالكليات العليا العسكرية، والوحدات الخاصة الأميركية والصينية وغيرها.

كمين بيت حانون

وأضاف الدويري، أن ما جرى من تخطيط قسامي، وما فيه من صبر ورؤية استشرافية للخطوة القادمة أمر يفوق الخيال، ونوه عن رمزية المكان، حيث أن بيت حانون هو الزاوية الشرقية الشمالية لقطاع غزة، والتي تعرضت للقصف المكثف، منذ يوم مساء 7 أكتوبر الماضي، ودخلتها قوات الاحتلال بريًا، أواخر الشهر ذاته.

وأشار فايز، إلى أنه لا تزال كتيبة بيت حانون، بعد 232 يومًا من التوغل البري الإسرائيلي، فاعلة وقادرة على ضبط إيقاع المعركة، ولديها قدرة استشرافية لتحديد الخطوات اللاحقة، كما تقرأ كيف يفكر جيش الاحتلال ودائمًا تسبقه بخطوة وأكثر.

كمين بيت حانون 

المراحل التي مر بها كمين بيت حانون


وقال الدويري، أن مراحل كمين بيت حانون المركب بدءًا من توقع طريق التقدم وتفجير العبوات ضد قوات الاحتلال عند فتحة أحد الأنفاق، ثم فترة الترقب والانتظار لقدوم قوة الإنقاذ واستهدافها بعبوة شواظ، وصولًا لإرسال ضابط كبير ومساعديه واستهدافهم قنصًا.

وأكمل: لقد توقع المجاهدون عودة قوات الاحتلال لفتحة النفق مجددًا، إذ قاموا بتفخيخها ومن ثم تفجيرها، واصفًا إياها بخطوات متلاحقة متتالية، كأن المخطط هو من يقود معركة العدو، ويفكر بعقلية قائد العدو.
وفي السياق نفسه أوضح قيادي بالقسام "لقناة الجزيرة"، إن الكمين نفذ على 3 مراحل، واستمر 26 ساعة متواصلة، مؤكدًا أن قوات الاحتلال تقدمت نحو بيت حانون وفق المسار الذي توقعه مقاتلو القسام مسبقًا، مشيرًا إلى أن الكمين المركب دفع جيش الاحتلال لوقف تقدمه في محور بيت حانون بشكل كلي.

كمين بيت حانون 

وكان جيش الاحتلال قد عاد إلى بيت حانون الحدودي يوم 22 مايو الماضي، ممثلاً في لواء كفير، وفي مقدمته كتيبة نتساح يهوداً، وهي كتيبة لها تاريخ طويل في المجازر والإعدامات التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين.

وأعلنت القسام في اليوم ذاته تنفيذ كمين مركب استهدف جنودا إسرائيليين على مرحلتين، الأولى تفجير عبوة رعدية وإلقاء قنابل يدوية على قوة راجلة، ثم تفجير عبوة شواظ بقوة الإنقاذ، وصولاً إلى قنص 3 جنود إسرائيليين في المنطقة نفسها، ونشرت صورا لعملية القنص.

كمين بيت حانون 

المرحلة الأولى من كمين بيت حانون


وخلال المرحلة الأولى من كمين بيت حانون، فجر مقاتلو القسام عبوات ضد الأفراد في عين نفق قرب جنود الاحتلال، ثم أطلقوا قنابل يدوية على القوة الإسرائيلية المستهدفة.

المرحلة الثانية من كمين بيت حانون


وبعد ساعات من هذه العملية، تم إجلاء القوات العاملة في المحور، لكن قوات الاحتلال عادت إلى المكان مرة أخرى بعد عدة ساعات، وهو ما علق عليه القيادي بالقسام قائلاً: "توقعنا قدوم قوات للعمل في عين النفق، التي استخدمناها لتنفيذ الكمين، فقام المجاهدون بتفخيخ عين النفق احطياطيًا لعودة جنود الاحتلال".

كمين بيت حانون 

المرحلة الثالثة من كمين بيت حانون


وبثت الجزيرة مشاهد خاصة بالمرحلة الثالثة من الكمين، إذ تظهر عملية تفخيخ عين النفق استعدادًا لعودة القوات الإسرائيلية، وهو ما حدث بالفعل ليلة الثلاثاء، إذ وصل جنود الاحتلال إلى عين النفق المفخخ.

حيث قامت القوات الإسرائيلية بإنزال روبوتًا مع كاميرا ودخل الجنود إلى عين النفق لتدميره، وفق مشاهد حصرية بثتها الجزيرة، حيث تم تفجير النفق بمن فيه، ليسحب جيش الاحتلال بعد وقت قليل قواته كافة من كامل محور التقدم ببيت حانون، والانسحاب إلى داخل السياج الحدودي، وفق حديث القيادي بالقسام للجزيرة.

كما بثت الجزيرة، صورا خاصة بعملية إجلاء الجنود القتلى والجرحى من مكان العملية، التي استمرت 26 ساعة متواصلة من الرصد والتفخيخ والاشتباك، وشهدت عمليتي تفجير لعبوات وقنصًا لضابط وجنود.

جدير بالذكر أن عملية كمين بيت حانون قد بدأت فجر يوم الثلاثاء 21 مايو الماضي، حين رصد مقاتلو القسام القوات الخاصة الإسرائيلية من كتيبة نتساح يهودا التابعة للواء كفير أثناء تسللهم إلى بيت حانون، ووصولها إلى محيط مدرسة الزراعة شمالي المدينة، متقدمة مسافة تتجاوز 1300 متر.

 

تم نسخ الرابط