الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

المحاماة أشق مهنة في العالم لانها تستهلك كل طاقة المحامى وهي لا تدع له وقتا للراحة حيث يبدأ المحامي عمله في ساعات الصباح الباكر في أداء واجبه أمام مختلف المحاكم ، متنقلا بين محكمة وأخرى ، ومن قاعة لأخرى ، وفي النيابات واقسام الشرطة .
فإذا عاد المحامي إلى منزله محطم الأعصاب لا يكاد يجد وقتا لتناول الطعام  إذ يتعين عليه أن يخاطب الموكلين وينقل لهم ما تم انجازه لمصلحتهم  ثم يعود إلى مكتبه لاستقبال موكليه حيث يقضي مسائه في تفهم ما يعرض عليه من مشكلات والإفتاء فيما يستشار فيه من منازعات حتى إذا ما انتهى من هذا العمل المضني الذي يتخلله إزعاج رنين التليفون ومضايقات بعض الموكلين ومساوماتهم او ثرثتهم باعصاب بارده دون احساس بالارهاق الذي يعانيه المحامي الذي يتعين عليه أن يسهر ليله لدراسة قضايا وكتابة المذكرات وإعداد الدفاع والمرافعات فيها مستعينا بالمراجع والكتب  فهو عمل متواصل التزاما بالمواعيد القانونية المحددة للجلسة او للاستئناف وغيرها وإلا تعرض للمسؤولية في حالة التأخير .

والموكل لا يرحم والقاضي لا يعذر والمحامي فوق هذا وذاك مسئول أمام ضميره عن أداء واجبه على الوجه الأكمل ولهذا فهو يقضي الليل ساهرا باحثًا حتى إذا ما أتم عمله وأرضى ضميره آوى إلى فراشه ليقضي ما بقي من الليل يستعرض أعمال اليوم ويفكر في مشكلات الغد .

هذا موجز للعمل اليومي للمحامي، ومنه يتضح أن المحامي كالشمعة يحترق ليضيء للاخرين ومع ذلك فكثيرا ما تقابل جهوده وتضحياته الغالية بالجحود ونكران الجميل من جانب الموكلين الذين ما أن يكسبوا قضاياهم حتى يتنكروا لمحاميهم رغبة في إهدار حقوقه بعد أن حصل لهم على حقوقهم المهضومة

لذلك كانت المحاماة من أشق المهن ، وأكثرها إرهاقا للعقل والجسم والأعصاب حقا إن المحامي ينعم بشيء من الاستقلال والحرية وقد يصيب بعض الجاه وهو ما يحسده عليه الكثيرون ناسين أن ذلك يكون دائما على حساب راحته وصحته وأعصابه وأحيانا يدفع المحامي ثمنا لتلك الحرية وذلك الجاه صحته بل وحياته نفسها في سن مبكر.

المحامي بالنقض والدستورية العليا وأمام جميع المحاكم 

تم نسخ الرابط