الأحد 29 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

بن غبريط الإمام الجزائري الذي اعتبره اليهود بطلًا

خلف الحدث

يقول ايهاب الساعدي كان الإمام الجزائري عبد القادر بن غبريط والشهير باسم قدور بن غبريط إمامًا ومترجمًا وقاضيًا جزائري وكان يمتلك علاقات وطيدة مع السلطات الفرنسية إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، ويقال أن الحكومات الفرنسية المتعاقبة كانت تعتمد عليه بغرض تزويدهم بالمعلومات عن طبيعة وثقافة وحياة المجتمعات العربية والمسلمة، سواءً من أبناء الدول التي احتلتها فرنسا، أو المهاجرين إلى الأراضي الفرنسية، وكذلك لإدارة وتأمين والإشراف على رحلات الحج، وكان لديه دور محوري في إقناع عرب الجزيرة العربية بالثورة على الدولة العثمانية، والمشاركة مع دول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى.

وبعد انتهاء الحرب، قامت فرنسا ببناء مسجد باريس الكبير والمعهد الإسلامي الفرنسي، وهذا تكريمًا للجنود العرب والمسلمين الذين شاركوا مع فرنسا في الحرب، وتم تعيين بن غبريط بصفته إمامًا على المسجد، وكذلك رئيسًا للمعهد الإسلامي، وحينما قامت ألمانيا النازية بالدخول على فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، قام بن غبريط بحماية 500–1600 يهودي من دول وأصول مختلفة، وهذا كان من خلال إدخالهم بشكل سري إلى المسجد ويقوم بإعطائهم أوراق هوية مزيفة تثبت أنهم مسلمين وليسوا يهودًا.

وبعدها يقوم بإدخالهم إلى أنفاق مبنية تحت المسجد بغرض تهريبه إلى دول المغرب العربي وبعض الدول الإسلامية على أنهم مسلمين، ومن أبرز من هربهم بن غبريط هو المطرب الجزائري اليهودي سيمون شمعون الهلالي، أو المعروف باسمه الفني سليم الهلالي، وكانت القوات النازية تحقق وتستجوب بن غبريط حيال الأمر وتفتش المسجد مرارًا وتكرارًا بحثًا عن اليهود الهاربين، لم يستطعوا إثبات أي تهمة بحق بن غبريط، وبعد انتهاء الحرب كرمت فرنسا بن غبريط عبر إعطائه وسام الصليب الأكبر لدوقة الشرف وهو أعلى وسام في الدولة الفرنسية، وبعد وفاته العام 1954م تم دفنه في ضريح في حديقة مسجد باريس الكبير.

تم نسخ الرابط