الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

موسى بن ابي غسان وتسليم غرناطة

خلف الحدث

رفض "موسى بن أبي الغسان" الاستسلام و تسليم غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس الي الصليبين قائلا: (لا تخدعوا انفسكم ولا تظنوا ان النصارى سيوفون بعهدهم ولا تركنوا الى شهامة ملكهم فان الموت اقل ما نخشى ، فأمامنا نهب مدننا وتدمير مساجدنا وتخريب بيوتنا وهتك نسائنا وبناتنا ، وأمامنا السياط والسجون والمحار والاغلال وهذا ما سوف تراه هذه النفوس الوضيعة التي تخشى الموت الشريف .. أما أنا فوالله لن اراه).

ثم غادر القصر دون أن يحادث أحد أو ينطق بكلمة أخرى. لم تنتهي القصة .. بل الآن تبدأ توجه "موسى" إلى داره وتوشح درعه وسلاحه وامتطى جواده ، وترك أهله ولم يراه المسلمين مرة أخرى.

لكن جند الصليب رأوه في الثاني من يناير ١٤٩٢م والجيش الصليبي ينتظر تسليم المدينة ، وإذا بفارس وحيد إلى جانب النهر ودرعه يلمع لآخر مرة تحت شمس الأندلس المفقود.

إتجهت فرقة مكونة من 15 فارساً صليبياً نحوه معتقدين أنه ما جاء إلا لتسليم نفسه ، لكن رمحه الذي إخترق الفارس الأول من مسافة بعيدة كان يحكي قصة أخرى. هجم الفارس على الفرقة يضرب يميناً ويساراً بلا كلل ولا ملل حتى سقط فرسه من تحته ميتاً ، لكن الفارس لم يسقط بل ترجل ليستكمل ما بدأه.

يقول المؤرخ "أنتونيو أجابيلا" : (أن هذا الفارس المجهول كان يقاتل كالشيطان الذي لا يحركه إلا الثأر). إستمر الفارس يثخن في جند الصليب حتى أفنى معظمهم وأصابه الإرهاق فسقط في الماء ، وهذه المرة لم يره أحد على حسب علمنا ..

وقد حدث من الصليبيين ما أخبر المسلمين به ... رحمة الله
 

تم نسخ الرابط