من الأمور المهمة التي يجب على الفقيه والباحث في الفقه الإسلامي الإلمام بها جيدا مصادر الفقه الإسلامي، وليس المقصود بالمصادر هنا الكتب والمراجع التي يرجع إليها الفقيه أو الباحث في بحثه، وإنما نقصد بالمصادر هنا الأصول التي يعتمد عليها في الاجتهاد واستنباط الأحكام الشرعية، فلا يكون للحكم الفقهي صفته الشرعية إلا من خلال هذه المصادر.
وعندما نتأمل في هذه المصادر نجد أن منها ما هو متفق عليه، ومنها ما هو مختلف فيه. أما عن المصادر المتفق عليها فهي: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس، وأما عن المصادر المختلف فيها فهي: الاستحسان، والاستصحاب، وقول الصحابي، والعرف، والمصالح المرسلة، وشرع من قبلنا، وعمل أهل المدينة، وسد الذرائع.
وهذه المصادر قد انفرد بذكرها وتأصيلها وتطبيقها علم أصول الفقه، وكذلك الكتب التي عنيت بتاريخ التشريع الإسلامي والمدخل للفقه الإسلامي، والمداخل التي صنفت في الشريعة الإسلامية.
وعندما نتأمل في الدراسات التي أصلت لهذه المصادر وتكلمت عنها نجد بالإضافة إلى كتب التراث المصنفة في علم أصول الفقه هناك كتب معاصرة كثيرة كمداخل للفقه الإسلامي تناولت هذه المصادر بالشرح والبيان منها:
١.تاريخ التشريع الإسلامي أدوار تطوره_ مصادره_ مذاهبه الفقهية، لأستاذنا الدكتور: رشاد حسن خليل رحمه الله تعالى.
٢.المدخل لدراسة الفقه الإسلامي، للأستاذ الدكتور/ حسين حامد حسان رحمه الله تعالى.
٣.تاريخ الفقه الإسلامي ونظرية الملكية والعقود، للأستاذ الدكتور/ بدران أبو العينين بدران رحمه الله تعالى.
٤.المدخل في الفقه الإسلامي تعريفه وتاريخه ومذاهبه نظرية الملكية والعقد، للأستاذ الدكتور: محمد مصطفى شلبي رحمه الله تعالى.
٥.نظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي، للدكتور/ علي حسن عبد القادر رحمه الله تعالى.
٦.المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية للدكتور/ عبد الكريم زيدان رحمه الله تعالى.
٧.أهداف التشريع الإسلامي للدكتور/ محمد حسن أبو يحيى رحمه الله تعالى.
٨.أصول الفقه الإسلامي، للعلامة الدكتور زكي الدين شعبان رحمه الله تعالى.
٩.أصول الفقه، للدكتور / بدران أبو العينين بدران رحمه الله تعالى.
١٠.أصول الفقه الإسلامي، للعلامة الدكتور/ وهبة الزحيلي رحمه الله تعالى.
فهذه بعض الدراسات المعاصرة التي اهتمت بالحديث عن مصادر الفقه الإسلامي المتفق عليها والمختلف فيها، وهناك غيرها كثير بالإضافة إلى كتب التراث في علم أصول الفقه بصفة خاصة، وكتب الفقه والمذاهب الفقهية بصفة عامة، والتي ينبغي على الفقيه والباحث في الفقه الإسلامي وأصوله أن يدرسها دراسة جيدة حتى يتمكن من فهم الأدلة ويستطيع استنباط الأحكام الفقهية بصورة علمية صحيحة وفق هذه الضوابط والقواعد التي وضعها العلماء لهذه الأدلة وكيفية الاستفادة منها.
كانت هذه لمحة يسيرة عن مصادر الفقه الإسلامي وأهميتها للفقيه والباحث في الفقه الإسلامي، ولعل الوقت يسعفنا في قادم القادم إن شاء الله أن نتناول هذه المصادر بالشرح والبيان في عدة مقالات لعلها تلقى القبول ويستفيد منها طلاب العلم والباحثين في الفقه الإسلامي وأصوله.
والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل
والحمد لله رب العالمين