الكثير من ينساق وراء الوصفات البلدية.. بدون تفكير.. بمجرد الشكوى لزميل العمل تنهال الطرق ذات الاستخدامات المختلفة.. كل واحد يتنافس فى التفاصيل.. سواء التركيبة أو العلاج المضمون النتيجة.. يحدث هذا لمرضى تحت مظلة الرعاية الصحية من العمل.. أو لناس على باب الله.. يعيشون الرزق يوماً بيوم.. ويتوقف عند كثير من الأغنياء القادرين على جلب لبن العصفور.. عندما تتأخر نتائج فاعلية دواء العملات الصعبة الذى يحضرونه من كل مكان.
قد نكون أنا وأنت.. وأقاربنا وأصحابنا جربوا هذه الوصفات.. وبعضها حقق الفاعلية المطلوبة بدليل الغزوات الإعلانية لأدوية من الأعشاب.. معظمها مجهولة ذات أسماء غريبة.. تحاول التستر تحت لافتة طب الأعشاب.. أو الطب البديل.. ولا يصل إلينا سوى نصف الكوب الناجح.. أما المدمر للصحة أو المصيب للمريض بالتراجع الأسوأ فلا أحد يسجل أو يسمع.. أو ينصت إليه.. لكن رغم هذا الزخم المتنوع لا أعتقد أن ما نشرته الصحف نقلاً عن دراسة فرنسية لخبيرة تجميل.. ربما سمعت عما يحدث للحمير فى مصر من قتل وذبح وتصدير جلود.. فزعمت أن سر جمال الملكة المصرية القديمة كليوباترا.. أن أمها أرضعتها لبن الحمير.. وأنه كان موضة الأمهات فى القرن العشرين.. لما يتميز به من فيتامينات ومعادن تساعد على تجديد خلايا الجسم وتنشيطها.. ومرطب للبشرة.. يستخدمه خبراء التجميل ولو سراً. وبالطبع لا نرفض هذا الكلام من فراغ.. لأنه حسب علمنا لم يعثر على مومياء كليوباترا والصور التى نعرفها عنها ملتقطة مما سجله الفنان القديم فوق أعمدة وجدران المعابد.. ولم يتح للخبيرة الفرنسية أو غيرها أى فرصة للمس الجلد الحقيقى لوجه كليوباترا.. مع التسليم بأنها جميلة الجميلات.. وكان أولى بها أن تفتح سبوبة استفادة جديدة.. من الحمار ذلك الحيوان الصابر المسكين.. وبالتحديد الأنثى الحمارة.. باعتبارها المسئولة عن إرضاع الحمير الصغار.. وإخضاعها للتحليل الكيماوى والغذائي.. وصولاً إلى توصيات واضحة ومؤكدة حول فائدته للأطفال الرضع.. راغبى الجمال والدلال فيما بعد.. وهل يستخدم كعامل مساعد
للبن الأم.. أو بديل عنه.وهى أبحاث لها خلفية عاطفية.. لدينا.. مع أزمة نقص ألبان الأطفال المدعمة.. وتطوراتها المعروفة.. بسبب أزمة الاستيراد.. وتوفر الحمير بأعداد كبيرة.. لدينا.. تقوم بمهام ممتدة من القرية إلى المدينة.. ورغم أن الحمار يملك أنكر الأصوات.. إلا أنه أكثر حيوانات الحقل صبراً على المشاق.. يحمل السباخ.. ويجر العربات الكارو بدون أدنى شكوى ويصمد للتعذيب والعنف الذى يعامله صاحبه به.. وهو العنف الذى دعا عدد من رموز الأدب والفن والثقافة لإنشاء جمعية أصدقاء الحمير.. يتشوق العضو فيها إلى منصب حمار.
ونعتقد أن إغراءات البحث والتحليل هنا.. بمنحها الإغراء المادى لصاحب الحمارة.. ثم توفير الوجبات الصحية المدرة للبن.. كطعام فاخر للحمارة المختارة.. ناهيك عن زريبة سبع نجوم.. لإقامة مدرات الألبان من إناث الحمير.. وتشغيل الموسيقى والنظافة والرعاية الصحية.. إلى الدرجة التى يمكن للإنسان أن يشعر بالحسد ويتمنى انتقال هذه الرعاية إليه.. وهى أمور مهمة ترتبط بمستوى وقيمة وصلاحية اللبن المدرور.
لقد سمعنا عن فوائد محققة للبن الناقة.. والماعز.. وغيرهما من إناث الحيوانات المولودة.. تظهر وصفة صحية تنقل المولود من الطفولة إلى النضج والصحة فى أقل وقت ممكن.. ولإثبات صحة نظرية الفرنسية ساندرين فيجوين.. يمكننا أن نقترح بشكل عاجل.. مبادرات فورية من بنات حواء إلى سيدات الحمير.. للحصول على هدية من لبن الحمارة واستخدامه فوراً وقبل انتهاء صلاحيته.. فى عمل نيولوك للوجه.. على الأقل تقول للمثل الشعبى «ايش تعمل الماشطة فى الوجه...» وتمتع بوجوه جميلة فى كل مكان.