الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

انتقام شيطانة

المستشار محمد جبريل
المستشار محمد جبريل

فجأة ..انقلب حال الأسرة , تغير كل شيء فيها , لم يعد الهدوء والسكون عنوانها كما كان من قبل , فالزوجة لم تعد تتمالك أعصابها بعد أن باع زوجها أرضه , وخاصة بعد أن أصيبت بمرض الروماتيد , فلم تر الزوجة أمامها بابا تتنفس منه أو طريقا غير طريق الانتقام من أي شيء أمامها أو أي شخص حتى ولو كان أقرب الناس لها , ولكن لما كل هذا ؟! 

في أسرة بسيطة ومنزل متواضع بإحدى قرى مركز البداري بمحافظة أسيوط , كان يعيش الزوجان على فطرتهما , الزوجة تساعد وتساند زوجها وتقف إلى جواره , تتجه معه إلى أرضه البسيطة , تراقب تصرفاته , تجفف له عرقه من تعبه ومجهوده في أرضه , فالأرض لديهم مثل العرض ممنوع الاقتراب منها لا من قريب أو من بعيد , إلا أن ضيق ذات اليد وتدهور الأحوال المادية للأسرة , ظلت تطارد الزوج وخاصة في فصل الشتاء , بعد تسلل مياه الأمطار وتهالك عرش منزل الأسرة .

وقف الزوج عاجزا , ولم يجد أمامه سوى بيع أرضه "قيراطين" , ليتمكن من بناء منزل يقي أسرته برودة الشتاء القارس ويمنحهم الدفء والحنان .. ولكن كانت الهواجس تطارد الزوجة وهيأ لها شيطانها طريق الشر وبدأت فتاصيل وخيوط الجريمة .

يقول المستشار محمد جبريل رئيس بمحكمة استئناف الإسكندرية أثناء عمله وكيلا للنيابة العامة في عام 2002 عرض عليه محضرا تضمن اتهام أب بهتك عرض ابنته وفضه غشاء بكارتها بالإكراه , وعلى الفور تم فتح محضرا للتحقيقات واستدعاء الأبنة لسماع أقوالها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة .

استمع المستشار جبريل للأبنة وهي تقول أنها فوجئت بأباها كالذئب المفترس , ينقض عليها بالقوة , يقوم بتكتيفها وشل مقاومتها وهتك عرضها , وأنها قامت بمقاومته ومنعه , إلا أن محاولاتها باءت بالفشل وكانت المصيبة الكبرى , وظلت الأبنة تبكي والأم تصرخ وهي تضرب بكفيها على رأسها والدموع تنهمر من عينيها وهي تقول ظللت أناشده ," يا راجل عيب, يا راجل اتحشم" , وذلك لايهام المحقق بأن الزوج لا يستحق الشفقة أو الرحمة .

على الفور ,قررت النيابة العامة استدعاء الزوج لجلسة تحقيق معه فحضر ومعه محاميه , وأثناء مواجهته بأقوال ابنته إذ بمحاميه يطلب الانسحاب بل وينضم للابنه طالبا حبس الأب في تلك الجريمة المشينة .

ظل الأب ينكر خلال التحقيقات جميع الأسئلة , ويؤكد أنه يتعرض للظلم على يد ابنته وهو لا يمكنه أن يرتكب تلك الأفعال التي تشيب منها الوجدان , والذي يرفضها مجتمعه الذي نشأ فيه, انتهت التحقيقات وصدر قرارا بحبس الأب 4 أيام على ذمة التحقيقات جددها قاضي المعارضات 15 يوما على ذمة التحقيقات .

لم يمض سوى أسبوع واحد فقط , وضاق الحال بالأسرة , وشعرت الأبنة بالذنب الكبير في حق والدها , فتوجهت إلى النيابة العامة , ليفاجئ المستشار جبريل بطلبها مقابلته , فور دخولها انهارت في البكاء , فطلبت منه تعديل أقوالها لتكشف أسرار جريمة الأم كادت لزوجها , وهانت عليها ابنتها في سبيل الدفع بزوجها في غياهب السجون , بعد أن أعمتها نار الغيرة بسبب هاجس الزوجة الثانية , فلفقت لزوجها تلك الجريمة المشينة التي يبغضها المجتمع بل وينظر لمرتكبها باحتقار .

استطردت الأبنة قائلة , من ساعة حبس والدي واحنا حالنا توقف , وظروفنا أصبحت صعبة للغاية , اللى حصل , إن والدتي قامت بالإمساك بي بإحكام وفض غشاء البكارة بالقوة , بل وهددتني قائلة " أنت كده بوظتي , ومش هتتجوزي" , ولازم تسمعي كلامي وتروحي تبلغي وتتهمي والدك عشان أزوجك ابن خالتك !! .

بينما قال الأبناء الصغار في التحقيقات التي باشرها المستشار جبريل والتي استمعت إليهم النيابة على سبيل الاستدلالات أن والدتهم كانت تحرضهم أثناء توجههم للمدرسة بأن يقوموا بإلقاء الحجارة على السيارات المارة وأ، يهرولوا مسرعين بعدها إلى المنزل حتى يتم حبس والدهم خوفا من زواجه بأخرى .

انتهت التحقيقات وأصدرت النيابة العامة قرارها بإخلاء سبيل الأب وحبس الأم بتهمة هتك عرض ابنتها بالقوة والبلاغ الكاذب ..وظلت تلك الجريمة محفورة في الأذهان , وتذكر المستشار جبريل مقولة المستشار مدخت بسيوني نائب رئيس محكمة النقض لهم " لو أخذتم بقول المرأة لاستبيح دم الرجال" .

تم نسخ الرابط