عندما يقوم مواطن بإبلاغ الأمن بأي معلومة يعتقد إنها تحمل ورائها تهديد أو خطر على المجتمع ويتعاون مع الأمن ، تخرج عليه ثعابين وأفاعي المجتمع، واتهامه بأنه مرشد أو خائن أو عميل للأمن، وهذا يرجع إلى عدم فهم وإدراك لدور المواطن تجاه أمن المجتمع وحمايته من سموم ثعابينه.
الحقيقة أن جهاز المخابرات العامة نجح في ترسيخ فكرة الوطنية عند المواطن المصري بتقديم مجموعة من الأفلام عن عمليات مخابراتية لعب فيها المواطن دوراً عظيم في كشفها، وهي ما عرفت بأفلام أكتوبر، وكان أشهرها الصعود الى الهاوية وإعدام ميت ومهمة في تل ابيب وغيرها .
لم يقتصر الأمر عند مجموعة من الأفلام ، بل وصل الإبداع للإفراج عن عدد من الملفات جمعت ورائها الشعب المصري والعربي كله في صورة مسلسلات وطنية مخابراتية منها رأفت الهجان وجمعة الشوان والحفار وغيرها ، فعرف المواطن أن من يتعاون مع جهاز المخابرات العامة المصرية، هو بطل عظيم يستحق التقدير والإحترام والتكريم ويكتب اسمه في سجلات التاريخ من رموز مصر الوطنية .
اعترف في المقابل أن جهاز أمن الدولة فشل دراميًا و سينمائيًا في أن يقدم نفسه للمواطن المصري بنفس صورة المخابرات العامة، رغم أنه وجه آخر للدولة في الحفاظ على أمنها الداخلي والقومي، بل الأهم في الأجهزة الأمنية، لكن لعبت السينما دورًا كبير في تشويه صورة الجهاز عند المواطن المصري بتقديم مجموعة من الأفلام السلبية عنه، على خلاف الحقيقة أشهرها فيلم "زوجة رجل مهم " بطولة ميرفت أمين وأحمد زكي ، وبعد أحداث يناير أو ما سميت بثورة يناير، خرجت علينا السينما والتليفزيون بمجموعة من الأفلام والمسلسلات تترجم سيناريوهات على خلاف الحقيقة، كلها من خيال أصحاب أجندات مشبوهة، الهدف منها إرضاء ما سميت " بثورة يناير " ، واستغلال الفترة المؤلمة التي عاشتها مصر من وضع أمني سيئ عقب أحداث يناير ، و كذا ظهور جماعات إرهابية على الساحة بشكل علني تمارس كل أعمال الإرهاب والإجرام لتقتحم مقرات جهاز أمن الدولة ، لنكون أمام محاولة لطمس تاريخ مصر وذاكرتها .
بعد أحداث يناير وتولي الإخوان حكم البلاد عرف المواطن حقيقة وقيمة جهاز أمن الدولة، وكيف كانت المؤامرة عليه ، فتغيرت نظرته في التعامل مع الجهاز تحت المسمى الجديد " الأمن الوطني " ، وبدأت تظهر بعض الأعمال الفنية تعبر عن أهمية هذا الجهاز فكان مسلسل الإختيار ٢ ، والإختيار ٣ .
الجديد هو ارتفاع صوت عناصر الجماعات والأنشطة المناوئة ، ضد كل مواطن شريف يتعاون مع الإجهزة الأمنية باتهامه بالعمالة والخيانة وتشويه صورته ، بل وصل الأمر إلى تهديده ، وقد ظهر هذا بوضوح بعد كتابة بوست، فيه التنسيق مع مكتب الأمن الوطني بالتجمع الخامس لمواجهة عناصر الجماعات التي تقتحم "الكمبوندات" تحت أنشطة في ظاهرها دينية و اجتماعية.
الخلاصة أن التنسيق مع الأجهزة الأمنية بمدها بمعلومات أو اشتباهات يستشعر منها المواطن خطورة على حياته وأمنه واجب وطني وليس كما تدعي الأفاعي و الثعابين من أعداء الوطن .