ثقب الأوزون ما زال بحجمه رغم توقعات سابقة بتضخمه
مع ثوران بركان تحت سطح البحر العام الماضي وضخه كميات هائلة من المياه في الغلاف الجوي، ترقب العلماء حدوث ثقب كبير في الأوزون في القارة القطبية الجنوبية هذا الخريف، غير أن ذلك لم يحدث.
بل إن ما حدث هذا العام، هو أن ثقب الأوزون بقي هذا العام في حجمه المتوسط المعتاد طوال العشرين سنة الماضية على الأقل، وحتى أصغر قليلا مقارنة بحجمه العام الماضي، بحسب وكالة ناسا لأبحاث الفصاء والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
في الفترة من سبتمبر/أيلول وحتى منتصف أكتوبر/تشرين أول، بلغ متوسط حجم ثقب الأوزون هذا العام 23.1 مليون كيلومتر مربع، وهو المركز السادس عشر من حيث الحجم منذ بدأت الأقمار الصناعية في التتبع عام 1979.
وبلغ حجمه ذروته هذا العام عند 26 مليون كيلومتر مربع وهو ما يعادل حجم أمريكا الشمالية تقريبا.
عندما يكون الأوزون، المكون من ثلاث ذرات أكسجين، على ارتفاع يتراوح بين ثمانية إلى خمسين كيلومترا في الغلاف الجوي، فإنه يحمي الأرض من أشعة الشمس فوق البنفسجية التي يمكن أن تسبب سرطان الجلد وإعتام عدسة العين بل وقد يؤديإلى عقم المحاصيل.
بسبب المواد الكيميائية الموجودة في البخاخات الهوائية والمبردات التي تنتج مواد كيميائية تستهلك الأوزون، بدأت طبقة الأوزون الأرضية منذ بضعة عقود التآكل، بل وتشكل بها ثقب كبير فوق القارة القطبية الجنوبية خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين أول.
وقال بول نيومان، رئيس أبحاث الأوزون في وكالة ناسا ورئيس قسم علوم الأرض في مركز غودارد لرحلات الفضاء: ”هذا هائل من حيث الحجم.. هذا أمر سيئ للغاية بالنسبة لأولئك الذين يتعين عليهم العيش في تلك المنطقة المستنفدة” في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية.
”لكنه لم يكن بالسوء الذي ظنناه”
عندما أطلق بركان هونجا تونغا هونجا هاباي الغائص من تونغا، ملايين الأطنان من المياه إلى الغلاف الجوي لنصف الكرة الجنوبي في يناير/كانون الثاني 2022، اعتقد العلماء أن المياه، التي تزيد بنسبة عشرة بالمائة عن المعتاد، ستكون ضارة في النهاية بطبقة الأوزون.
وقال نيومان إن ذلك يرجع لأن الماء السائل في الغلاف الجوي العلوي يوفر مكانا للكلور والبروم للبقاء وبعدها يتسببان في تآكل طبقة الأوزون، ما يجعل ثقب النفاذ السنوي أكبر.
لذا توقع العلماء ونماذج الحاسب الآلي موسمًا سيئا لطبقة الأوزون هذا العام.
وقال نيومان: ”كنا مخطئين”.
أضاف نيومان أنه سيتعين على الباحثين معرفة موضع الخطأ في فهمهم وعمليات المحاكاة الحاسوبية.
ويعتقد نيومان أن الماء تجمد أعلى وفي وقت مبكر، تاركا كمية من السحب والماء السائل غير كافية لثبوت المواد الكيميائية التي تستهلك الأوزون