الإثنين 01 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

       
ما من إنسان على وجه الأرض إلا ويذكر ربه ويثني عليه، إن لم يكن باختياره وقت الرخاء، فمضطرا في أوقات الشدائد والابتلاءات، أما المؤمن الحق فهو الذي يذكر ربه ذكرا كثيرا، في كل وقت وحين، يقول الله ـ عز وجل ـ آمرا عباده المؤمنين بقوله: {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ اللّهَ ذِكْراً كَثِيراً، وَسَبّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}[الأحزاب:41، 42] ،ويقول آمرا نبية زكريا: {واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار}.(آل عمران/41) ، ويقول سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ: {واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار} (غافر/55)، ثم أمر الله جميع عباده بالذكر في جميع الأوقات في قوله تعالى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون}. (الروم/17، 18) 
فالمؤمن الحق عليه أن يذكر ربه كثيرا ويثني عليه بما هو أهله؛ حتى يظل لسانه رطبا بذكر الله، ولو لم يفعل ذلك ربما دخل في زمرة المنافقين الذين قال الله تعالى فيهم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ ‌وَلَا ‌يَذْكُرُونَ ‌اللَّهَ ‌إِلَّا ‌قَلِيلًا}.‌‌(النساء/ 142).
فدرب لسانك على ذكر الله تعالى في جميع أوقات يومك كما أمرك الله تعالى، وحاول أن تجعل قلبك معك في هذا الذكر؛ لتعوده على الحضور؛ لتملأه السكينة والطمأنينة، ولذلك علمنا المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر الله في جميع الأوقات، فعند النوم لنا ذكر وعند الاستيقاظ من النوم لنا ذكر، وقبل طلوع الشمس لنا ذكر، وقبل غروبها لنا ذكر، وعند الوضوء، وبعد الصلاة لنا ذكر، وقبل الطعام وبعد الطعام، وقبل دخول الخلاء (الحمام)، وبعد الخروج منه، وعند لبس الثياب، وقبل الخروج من المنزل، وعند الدخول.. وعند السفر، وعند ركوب الدابة... إلخ، فلو التزم المؤمن بكل هذه الأذكار التي ذكرتها، وغيرها الكثير مما لم أذكره، وعود لسانه عليها لظل لسانه رطبا بذكر الله دائما، والذين يلتزمون بهذه الأذكار تجد لسانهم لا ينفك عن الذكر ولو للحظة واحدة، فقد تعود لسانه الذكر وألفه، وأصبح قلبه حاضرا في اليقظة والمنام. 
وقد حث الرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الذكر وبين فضله في أحاديث كثيرة منها، قوله: " أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ " فقال رجل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: " ‌يسبح ‌مائة ‌تسبيحة تكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة " (رواه أحمد في مسنده).
وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ" سبق المفردون» قالوا: وما المفردون؟ يا رسول الله قال: «‌الذاكرون ‌الله ‌كثيرا، ‌والذاكرات» (رواه مسلم).    

 

تم نسخ الرابط