الجمعة 05 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

ذهاب‭ ‬الأمهات‭ ‬وبعض‭ ‬الآباء‭ ‬إلى‭ ‬لجان‭ ‬الامتحانات‭ ‬للأولاد‭ ‬والبنات‭.. ‬ظاهرة‭ ‬أصبحت‭ ‬متكررة‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬دراسي‭.. ‬تجدها‭ ‬فى‭ ‬القرية‭ ‬والمدينة‭.. ‬والنجوع‭ ‬تحيط‭ ‬بالمدارس‭ ‬المخصصة‭ ‬للجان‭.. ‬يدخل‭ ‬الأبناء‭ ‬إلى‭ ‬فناء‭ ‬المدرسة‭ ‬ثم‭ ‬لجنة‭ ‬الامتحان‭.. ‬بينما‭ ‬تنتظر‭ ‬الأمهات‭ ‬خارج‭ ‬الأسوار‭.. ‬يتعارفن‭.. ‬يتبادلن‭ ‬الأحاديث‭.. ‬يرددن‭ ‬آيات‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭.. ‬يتوجهن‭ ‬للسماء‭ ‬بالدعاء‭ ‬لنجاح‭ ‬الأبناء‭.. ‬وتمكنهم‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬لوغاريتمات‭ ‬الأسئلة‭ ‬وألغاز‭ ‬الامتحانات‭.. ‬وخلال‭ ‬وقت‭ ‬الامتحان‭.. ‬تتطلع‭ ‬العيون‭ ‬إلى‭ ‬حراس‭ ‬اللجان‭ ‬لعل‭ ‬أحدهم‭ ‬ينقل‭ ‬كلمة‭ ‬بشري‭.. ‬عن‭ ‬سير‭ ‬الامتحان‭.‬
يتغير‭ ‬السيناريو‭ ‬قليلاً‭ ‬عند‭ ‬انتهاء‭ ‬الامتحان‭.. ‬إذ‭ ‬تتحول‭ ‬كل‭ ‬أم‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬للعربي‭.. ‬أو‭ ‬الكيمياء‭.. ‬أو‭ ‬التاريخ‭.. ‬حسب‭ ‬الامتحان‭.. ‬يستطلعن‭ ‬فى‭ ‬استجواب‭ ‬أموى‭ ‬سريع‭.. ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬الأداء‭.. ‬يسبب‭ ‬الاطمئنان‭ ‬المؤقت‭ ‬فى‭ ‬انتظار‭ ‬سماع‭ ‬القول‭ ‬الفصل‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭.. ‬الفرحة‭ ‬والدموع‭ ‬وربما‭ ‬الامتحانات‭ ‬هى‭ ‬الترمومتر‭ ‬والمؤشر‭.. ‬الذى‭ ‬تحرص‭ ‬الأمهات‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬آثاره‭ ‬سريعا‭.. ‬ليتفرغ‭ ‬الابن‭ ‬أو‭ ‬الابنة‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬مواد‭.. ‬هكذا‭ ‬هو‭ ‬حنان‭ ‬الأمهات‭ ‬وسلوكهن‭ ‬الراقى‭ ‬للتخفيف‭ ‬عن‭ ‬فلذات‭ ‬الأكباد‭.. ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬هى‭ ‬اللهيب‭ ‬وهجومه‭ ‬الضارى‭ ‬على‭ ‬أجسام‭ ‬وعقول‭ ‬الصغار‭.. ‬ويجسد‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬خوف‭ ‬مؤقتة‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬الطلاب‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬تعاملوا‭ ‬مع‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬خصوصاً‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬أكثرمن‭ ‬الاحترام‭.‬
طوابير‭ ‬الحنان‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬مراحل‭ ‬الامتحان‭ ‬كلها‭ ‬من‭ ‬النقل‭ ‬إلى‭ ‬الشهادات‭ ‬العامة‭.. ‬فيما‭ ‬عدا‭ ‬الجامعة‭ ‬التى‭ ‬يتولى‭ ‬كل‭ ‬طالب‭ ‬مسئولية‭ ‬المواجهة‭ ‬لشبح‭ ‬الامتحان‭ ‬ربما‭ ‬مع‭ ‬أصدقائه‭ ‬المقربين‭.. ‬تراهم‭ ‬يحضرون‭ ‬معاً‭ ‬ويراجعون‭ ‬مذكراتهم‭.. ‬ثم‭ ‬يتناقشون‭ ‬فى‭ ‬الاجابات‭.. ‬ومقصد‭ ‬الأساتذة‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬التى‭ ‬جاءت‭ ‬فى‭ ‬الامتحان‭.. ‬وهل‭ ‬يريد‭ ‬التطويل‭ ‬فى‭ ‬الاجابة‭ ‬أم‭ ‬الاختصار‭.‬
ونظراً‭ ‬لأننا‭ ‬فى‭ ‬موسم‭ ‬اختبارات‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬‮«‬الهامة‮»‬‭ ‬بقسميها‭ ‬الأدبى‭ ‬والعلمى‭ ‬وعشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬الذين‭ ‬تقدموا‭ ‬لامتحان‭ ‬عنق‭ ‬الزجاجة‭ ‬للمرور‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬الجامعية‭.. ‬أجمل‭ ‬مراحل‭ ‬العمر‭ ‬كما‭ ‬اتفق‭ ‬الجميع‭.. ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬اتجاه‭ ‬نظرة‭ ‬الحكومة‭ ‬والرأى‭ ‬العام‭ ‬وأولياء‭ ‬أمور‭ ‬الطلاب‭.. ‬وبالطبع‭ ‬الطلاب‭ ‬أنفسهم‭.. ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تطوير‭ ‬المرحلة‭ ‬بأكملها‭.. ‬مناهج‭ ‬وأهدافا‭ ‬وأنشطة‭.. ‬وطرقا‭ ‬تعليمية‭.. ‬وبالفعل‭ ‬ادخلت‭ ‬التابلت‭.. ‬والدراسات‭ ‬أون‭ ‬لاين‭ ‬وحاولت‭ ‬تطوير‭ ‬الأسئلة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل‭ ‬والمضمون‭.. ‬وبالفعل‭ ‬حدث‭ ‬تحسن‭ ‬ملحوظ‭ ‬بالاستعانة‭ ‬بالتجارب‭ ‬الدولية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭.. ‬وقامت‭ ‬المدارس‭ ‬الفنية‭ ‬بجذب‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬الثانوى‭ ‬العام‭.. ‬تخفيفاً‭ ‬عن‭ ‬البيت‭ ‬الكبير‭.. ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬فى‭ ‬تقدير‭ ‬الخبراء‭ ‬ان‭ ‬جذور‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬الممتدة‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬السنوات‭.. ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬ان‭ ‬تقتلع‭ ‬بالسرعة‭ ‬المطلوبة‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الخوف‭ ‬النفسى‭ ‬الذى‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬الجميع‭ ‬آباء‭ ‬وأمهات‭ ‬وطلاباً‭.. ‬والذى‭ ‬اسفر‭ ‬بوضوح‭ ‬عند‭ ‬عناق‭ ‬الأمهات‭ ‬لمشكلة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بلسماً‭ ‬شافياً‭ ‬لقلق‭ ‬وتوتر‭ ‬وخوف‭ ‬فلذات‭ ‬الأكباد‭.‬

تم نسخ الرابط