ذهاب الأمهات وبعض الآباء إلى لجان الامتحانات للأولاد والبنات.. ظاهرة أصبحت متكررة مع نهاية كل عام دراسي.. تجدها فى القرية والمدينة.. والنجوع تحيط بالمدارس المخصصة للجان.. يدخل الأبناء إلى فناء المدرسة ثم لجنة الامتحان.. بينما تنتظر الأمهات خارج الأسوار.. يتعارفن.. يتبادلن الأحاديث.. يرددن آيات القرآن الكريم.. يتوجهن للسماء بالدعاء لنجاح الأبناء.. وتمكنهم من حل لوغاريتمات الأسئلة وألغاز الامتحانات.. وخلال وقت الامتحان.. تتطلع العيون إلى حراس اللجان لعل أحدهم ينقل كلمة بشري.. عن سير الامتحان.
يتغير السيناريو قليلاً عند انتهاء الامتحان.. إذ تتحول كل أم إلى مدرسة للعربي.. أو الكيمياء.. أو التاريخ.. حسب الامتحان.. يستطلعن فى استجواب أموى سريع.. كيف كان الأداء.. يسبب الاطمئنان المؤقت فى انتظار سماع القول الفصل من وسائل الإعلام.. الفرحة والدموع وربما الامتحانات هى الترمومتر والمؤشر.. الذى تحرص الأمهات على امتصاص آثاره سريعا.. ليتفرغ الابن أو الابنة لما هو قادم من مواد.. هكذا هو حنان الأمهات وسلوكهن الراقى للتخفيف عن فلذات الأكباد.. فى ظل درجة حرارة هى اللهيب وهجومه الضارى على أجسام وعقول الصغار.. ويجسد فى حالة خوف مؤقتة رغم ان الطلاب وأولياء الأمور تعاملوا مع الثانوية العامة خصوصاً بما هو أكثرمن الاحترام.
طوابير الحنان امتدت إلى مراحل الامتحان كلها من النقل إلى الشهادات العامة.. فيما عدا الجامعة التى يتولى كل طالب مسئولية المواجهة لشبح الامتحان ربما مع أصدقائه المقربين.. تراهم يحضرون معاً ويراجعون مذكراتهم.. ثم يتناقشون فى الاجابات.. ومقصد الأساتذة من الأسئلة التى جاءت فى الامتحان.. وهل يريد التطويل فى الاجابة أم الاختصار.
ونظراً لأننا فى موسم اختبارات الثانوية العامة «الهامة» بقسميها الأدبى والعلمى وعشرات الآلاف الذين تقدموا لامتحان عنق الزجاجة للمرور إلى الحياة الجامعية.. أجمل مراحل العمر كما اتفق الجميع.. نشير إلى اتجاه نظرة الحكومة والرأى العام وأولياء أمور الطلاب.. وبالطبع الطلاب أنفسهم.. على ضرورة تطوير المرحلة بأكملها.. مناهج وأهدافا وأنشطة.. وطرقا تعليمية.. وبالفعل ادخلت التابلت.. والدراسات أون لاين وحاولت تطوير الأسئلة من حيث الشكل والمضمون.. وبالفعل حدث تحسن ملحوظ بالاستعانة بالتجارب الدولية فى هذا الخصوص.. وقامت المدارس الفنية بجذب أعداد من الثانوى العام.. تخفيفاً عن البيت الكبير.. لكن يبقى فى تقدير الخبراء ان جذور الثانوية العامة الممتدة إلى عشرات السنوات.. من الصعب ان تقتلع بالسرعة المطلوبة ناهيك عن الخوف النفسى الذى يشعر به الجميع آباء وأمهات وطلاباً.. والذى اسفر بوضوح عند عناق الأمهات لمشكلة الثانوية العامة عسى أن يكون بلسماً شافياً لقلق وتوتر وخوف فلذات الأكباد.