هل من خلق المسلم أن يجعل صفحات التواصل لإظهار الشماتة والسب والقذف وتصفية الحسابات مع من اختلف معهم أو حتي ظلموه يقينا أو ظنا وهم في مناصبهم ؟!!
لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْلِهَا * ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ …
قد يبرر هذا للدهماء ويعذرون بجهلهم ، أما من هم محسوبون علي العلم وأهله فلا يقبل منهم هذا بأي حال من الأحوال.
قد نختلف أو نتفق مع سياسة المسئول وهذا
وارد جدآ لأن قرارات المسئول أحيانا قد ترضي بعض الناس وتبغض بعضهم، ويتفق معها إنسان ويختلف ٱخر ،لأنه لا يوجد قرار إداري أو حتي سياسي يرضي عنه الجميع.
فإن كان لى نصيحة أقدمها للمسئول وهو في منصبه وكنت من أهلها - أي مؤهل لها - أقدمها بموضوعية وأدب وأنا علي علم ودراية وخبرة ، ويفضل أن تكون بيني وبينه إن أمكن ، و كونها تقبل أو ترفض هذا شأن آخر ، يكفيني أنني اجتهدت.
فإن لم أفعل وترك المسئول منصبه فإن من المروءة والرجولة وحسن التربية أن أكف لساني ولا أطلقه في عرضه.
كم صفق المصفقون وتزلف المتزلفون وتقرب الأرزقية والمنتفعون لأصحاب المناصب ، فإن ذهبت مناصبهم انفضوا من حولهم كانفضاض الذئاب من حول........ ولا يبقي حوله إلا أهل النخوة والشهامة والرجولة وأبناء الأصول الذين وجدوا ٱباء ربتهم علي القيم والأخلاق والمثل العليا.
وهذا درس قاس عملي لكل مسئول ٱت أقول له: اجتب بطانتك واصطفهم واجعلهم من أهل العلم والخبرة والتمكن لتفيد منهم ومن خبرتهم، وأظن أن هؤلاء سيكونون من أهل المروءة وحفظ السر و الاعتراف بالجميل .
وقيل لسفيان بن عيينة: قد استنبطت من القرآن كلَّ شيء، فأين المروءة فيه؟ فقال: في قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)[الأعراف:١٩٩]. ففيه المروءة، وحُسن الأدب، ومكارم الأخلاق، فجمع في قوله: (خُذِ الْعَفْوَ) صلة القاطعين، والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين. ودخل في قوله: (وأْمُرْ بالعُرفِ): صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغضُّ الأبصار، والاستعداد لدار القرار. ودخل في قوله: (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ): الحض على التخلُّق بالحلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزُّه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهَلة والأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة، والأفعال الرشيدة.
اللَّهمَّ اهدني لأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدني لأحسنِها إلَّا أنتَ ، وقني سيِّئَ الأعمال والأخلاق لا يقي سيئَها إلا أنتَ.
والسلام علي من اتبع الهدى