الإثنين 16 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

وزارة الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة اليوم: "لا تحزن إن الله معنا"

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

أعلنت وزارة الأوقاف، بقيادة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، عن موضوع خطبة الجمعة القادمة والتي ستكون تحت عنوان "لا تحزن إن الله معنا".

وأكدت الوزارة في بيان لها أن الهدف من هذه الخطبة هو بث روح الطمأنينة والتفاؤل بين المصلين من خلال استشعار معية الله تعالى.

عناصر خطبة الجمعة 

1- دعوة الإسلام إلى التفاؤل والأمل، والتحذير من الحزن: ستتناول الخطبة أهمية التفاؤل والأمل في حياة المسلم، وتحذر من الحزن وتأثيره السلبي.
  
2- معية الله تعالى وأثرها في تحقيق السكينة والطمأنينة: ستوضح الخطبة كيف أن معية الله تسهم في تحقيق السكينة والطمأنينة في نفوس المؤمنين.
  
3- من أسباب تحصيل المعية: ستتطرق الخطبة إلى العوامل والأسباب التي تساعد المسلم في تحصيل معية الله.
  
4- القيام بحق المعية ولزوم الأدب مع رب العالمين: ستركز الخطبة على أهمية الالتزام بحقوق معية الله والتصرف بأدب واحترام مع الله تعالى.


الأدلة المستندة *من القرآن الكريم*

- قوله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِي اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِه لَا تَحْزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}.
- قوله تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ}.
- قوله تعالى: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
- قوله تعالى: {وَقَالُوا الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}.
- قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّجوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}.
- قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}.
- قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}.
- قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.
- قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

من الأحاديث النبوية:

- (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ).
- (عَجَبًا لأمْرِ الْـمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلَّا للْمُؤْمِن، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْرًا له).
- (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي).

جزء من نص خطبة الجمعة بعنوان (لا تحزن إن الله معنا) 

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ﷺ. أمَّا بعدُ:

إنَّ معيةَ اللهِ لهَا أهميةٌ كبيرةٌ في حياةِ الإنسانِ؛ فإنَّ إحساسَ المؤمنِ بحفظِ اللهِ لهُ، ويقينَهُ أنَّ اللهَ معَهُ، يَسمعُهُ إذا شكَا، ويُجيبُهُ إذا دعَا، ويفرجُ كربَهُ إذا حزنَ، ويمدُّهُ إذا ضعُفَ، ويعينُهُ إذا احتاجَ، ويلطفُ بهِ إذا خافَ، كلُّ ذلك مِن أسبابِ ارتياحِ النفسِ وانشراحِ الصدرِ، وطمأنينةِ القلبِ وتيسيرِ الأمرِ، وطيبِ العاقبةِ في العاجلِ والآجلِ.

إنَّ ثقةَ العبدِ بربِّهِ ويقينِهِ بأنّهُ سبحانَهُ المتولِّي لأمورِهِ، تجعلُهُ يضرعُ إليهِ عندَ كلِّ نازلةٍ، داعيًا موقنًا بالإِجابةِ، لا يتَّجهُ إلى غيرِهِ، ولا يُنزلُ حاجتَهُ بسواه: { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } [النمل: ٦٢]، فيتذكَّر ربَّهُ في كلِّ أحوالِهِ ذاكرًا وشاكرًا على السرَّاءِ، وصابرًا ضارعًا منتظرًا للفرجِ عندَ الضرَّاءِ، غيرَ أنَّ هذا الأمرَ يختصُّ بهِ المؤمنُ دونَ غيرِهِ، فَعَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:" عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ!! إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ!! وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ! "(مسلم) .

إنَّ معيةَ اللهِ تنقسمُ إلى قسمينِ‏:‏ عامةٌ، وخاصةٌ‏.‏ والخاصةُ تنقسمُ إلى قسمينِ‏:‏ مقيدةٌ بشخصٍ، ومقيدةٌ بوصفٍ‏.‏

فالعامةُ هي: التي تقتضِي الإحاطةَ بجميعِ الخلقِ مِن مؤمنٍ وكافرٍ، وبَرٍّ وفاجرٍ، في العلمِ والقدرةِ والتدبيرِ والسلطانِ وغيرِ ذلك، ودليلُهَا قولُهُ تعالى‏:‏ {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، وقولُهُ: { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا } [المجادلة: 7] .

أمَّا المعيةُ الخاصةُ فهي تنقسمُ إلى قسمينِ: المقيدةُ بوصفِ، فتكونُ لِمَن يحملُ هذا الوصفَ مِن البشرِ، ومِن ذلك: الإحسانُ والتقوي، كما في قولِهِ تعالى‏:‏ ‏{‏إنَّ اللهَ مع الذينَ اتقوا والذينَ هم محسنون‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 128‏]‏‏.‏ ومنها: الإيمانُ كما في قولِهِ تعالى: {وأَنَّ اللَّهَ مَعَ المؤمنِينَ} [الأنفال: 19]. ومنها: الصبرُ كما في قولِهِ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة: 153). فكلُّ مَن اتصفَ بالإيمانِ أو الإحسانِ أو التقوىَ أو الصبرِ فإنَّ اللهَ معهُم ينصرُهُم، ويحفظُهُم، ويؤيدُهُم، ويوفقُهُم، ومعيةُ اللهِ أثمنُ شيءٍ على الإطلاقِ، أنْ يكونَ اللهُ معكَ، كنْ مع اللهِ ترَى اللهَ معكَ.

وهذه المعيةُ توجبُ لِمَن آمنَ بهَا كمالَ الثباتِ والقوةِ؛ والمراقبةِ للهِ عزَّ وجلَّ.

وأمَّا الخاصةُ المقيدةُ بشخصٍ معينٍ، فهي التي تقتضِي النصرَ والتأييدَ لِمَن أضيفتْ لهُ، وهي مختصةٌ بمَن يستحقُّ ذلك مِن الرسلِ وأتباعِهِم، كقولِهِ تعالى على لسانِ نبيِّهِ ﷺ ‏لأبِي بكرٍ رضي اللهُ عنه: { إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]، وقال لموسَى وهارون ‏:{ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]،  وقال في موسَى وقومِهِ: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ؛ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} ( الشعراء: 61 ؛ 62 )، وهذه أخصُّ مِن المقيدةِ بوصفٍ‏.‏

تأتي هذه الخطبة في إطار الجهود المستمرة لوزارة الأوقاف لتعزيز القيم الإسلامية ونشر الطمأنينة والتفاؤل بين المواطنين، وتذكيرهم بأهمية الثقة بمعية الله في جميع الأوقات.

تم نسخ الرابط