■ الإنسان بطبيعته يميل لتجنب الآلم ويسعى في حياته للشعور بالمتعة التي تجلب له قدرا من الراحة، محاولا تجنب الآلم قدر استطاعته سواء كان نابعا من الداخل كمشاعر: الحزن أو الخجل أو القلق أو الخوف أو الإكتئاب أو خارجية: كالمواقف والأحداث الضاغطة والمشكلات الإجتماعية أو الأسرية أو المادية.
■ فعندما يواجه الإنسان أيا من مصادر الآلم الداخلية أو الخارجية أو كلاهما معا، فإنه يسعى بكل قوة للتخلص من الآلم إما بمواجهه هذه المشاعر الداخلية أو محاولة حل المشكلة التي تواجهه خارجيا، وقد يطلب المساعدة أو الدعم من المحيطين به لمساعدته على التخطي والتجاوز الآمن.
■ ولكن ماذا لو لم ينجح في مواجهه الآلم الداخلي أو الخارجي؟
□ بالنسبة للمستهدفين في الوقوع بمرض الإدمان فإنهم يبحثون عن حلولا لمشاعر الآلم، فباستخدام المواد المخدرة يشعرون بالمتعة والراحة والهدوء ولكنها مؤقتة، ومع الوقت أصبح في صراع بين الآلم( الداخلي/ الخارجي) ومتعة المادة المخدرة المؤقتة، فيحدث بينهم ارتباط واقتران " هستمر في تعاطي المادة المخدرة عشان أفضل حاسس بالراحة" أو " هفضل مكمل في تعاطي المادة المخدرة عشان أقدر أتعامل مع مشاكلي"
□ ولكنها في الحقيقة مجموعة من الأفكار السلبية أو الفخاخ النفسية التي تقلل من مشاعر الذنب لدى المدمن لكي يستطيع إكمال رحلة التعاطي والإدمان
□ ومع تكرار تعاطي المخدرات والراحة المؤقتة يدخل في دائرة التعاطي القهري" الإدمان"
فالمادة المخدرة لم تعد مصدرا للمتعة أو تخفيف الآلام النفسية كما كانت في بداية التجربة، بل أصبحت تجنبا للآلم الذي سيحدث عند توقف تعاطيها.
صراع اللذة والآلم ومريض الادمان
□ ومع الوقت يحتدم صراع اللذه والآلم لدى مريض الإدمان، وتزيد جرعات المواد المخدرة في محاولة منه لإدارة هذا الصراع، وتعتبر هذه مرحلة الانهيار الحقيقي حيث تتأثر بقوة الجوانب الصحية والنفسية والإجتماعية والأسرية والمادية بالنسبة للمريض، ولما يعد هناك حلولا يملكها المريض إلا الإستمرار في صراع اللذة والآلم وزيادة الجرعات التي يتعاطيها أو الاستبدال والإنتقال بين أكثر من مادة مخدرة وبالتالي المزيد من الخسائر في كافة الجوانب، أو قرار العلاج والتعافي وإيقاف دائرة صراع اللذة والآلم.