الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

أوضحنا في المقال السابق أن السنة النبوية هي الجانب التطبيقي، والمحور العملى للإسلام وهي المذكرة التفسيرية والتوضيحية لما جاء في القرآن الكريم، وقد تفسر بعض أحكامه تارة، وقد تخصص بعضها تارة أخرى، وتارة ثالثة تقيد بعض ما ورد فيه، وقد تستقل السنة النبوية ببعض التشريعات التي لم ترد في القرآن الكريم. 

ومن ثم فإن من يشكك في السنة النبوية إنما يشكك أيضا في القرآن الكريم ومن يزعم أنه يجب الاكتفاء بالقرآن وإنكار السنة إنما هو نوع من التضليل الفكري والنقدي، والخبث والمراوغة، أو سوء الفهم وقلة العلم وقصر النظر، أو هو نوع من التدرج في الهجوم على الإسلام وإنكار تشريعاته جملة وتفصيلاً خطوة بعد خطوة، أو مرحلة بعد مرحلة فالآن ينكرون السنة ثم بعد ذلك ينقضون على القرآن الكريم، حيث أن إنكارهم للسنة هو دعوة إلى عدم العمل بالقرآن وتشريعاته وأحكامه ومخالف أيضا لما جاء في القرآن الكريم حيث أمرنا الله بطاعة رسول الله وأطيعوا الله وأطِيعُوا الرَّسُولُ ( المائدة (92). 

ويقول عز وجل وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نهاكم عنه فانتهوا (الحشر : 7) ، وفى سورة النساء يقول الله عز وجل فلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حتى يُحكموك فيما شجر بينهم (65) ، إنهم يريدون أن يطفئوا الله يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، لقد سخر الله لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من يدافع عنها، ومن يحافظ عليها، ومن يدونها، ومن يتمسك بها، ويدرأ عنها كل من تسول له نفسه في التشكيك فى مصداقيتها، وفى مقدمه هؤلاء المدافعين عن السنة هم الأزهريون الذين يصدعون بكلمه الحق ويردون افتراءات المفترين، وهجمات المشككين، وتفنيد شبهاتهم وإبطال حجتهم وإدعاتهم، وذلك من خلال إصدارات الأزهر الشريف من الصحف والمجلات، ومن خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، ومواقع التواصل الاجتماعي ومراصد المعلومات "وشبكة المعلومات الدولية الإنترنت» والتفاعل معهم والتأثير فيهم من خلال الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، والدفاع عن دين الله عز وجل عقيدة وشريعة ومنهاج، والذي يتعرض لكثير من الهجمات الضالة والأقاويل المغرضة والأفكار الخبيثة والدعوات المنحرفة عن صحيح الدين الإسلامي ووسطيته واعتداله حفظ الله الأزهر وعلماءه ومشايخه وطلابه. ( وللحديث بقية).

تم نسخ الرابط