الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

الأفروسنتريك هو تيار فكري وسياسي ظهر في الولايات المتحدة في أواخر القرن العشرين يركز هذا التيار على المركزية الإفريقية في الحضارات والثقافات القديمة، ويدعي أن معظم الحضارات والإنجازات البشرية القديمة نشأت في إفريقيا هناك جدل كبير بين المؤرخين والباحثين حول مدى صحة هذه النظريات وتفسيراتها للتاريخ البشري ، إن دور الأفروسنتريك في التأثير على التوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط من خلال تعزيز نفوذ الدول الأفريقية في المنطقة الأفروسنتريك قد يسهم في إبراز الجذور الأفريقية للحضارات القديمة في الشرق الأوسط، هذا قد يعطي الدول الإفريقية أساسًا لتعزيز علاقاتها وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط ، إعادة توازن القوى قد تحاول دول مثل تركيا وإيران استغلال الأفروسنتريك لتحسين موقعها وزيادة نفوذها في المنطقة ، في المقابل، قد تسعى دول أخرى كالسعودية والإمارات إلى الحد من هذا التأثير للمحافظة على مكانتها التقليدية، هذا التنافس قد يؤدي إلى إعادة ترتيب التوازنات الجيوسياسية في الشرق الأوسط ،تعزيز دور مصر بصفتها دولة أفريقية وعربية، قد تحاول مصر اللعب دورا متوازنا بين التيارات المتنافسة، قد تستفيد مصر من الأفروسنتريك لتعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية والعربية على حد سواء، زيادة التنافس الإقليمي  الأفروسنتريك قد يؤجج التنافس بين الدول الإقليمية على النفوذ في المنطقة، هذا التنافس قد يؤدي إلى تغييرات في موازين القوى وأنماط التحالفات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، يبدو أن للأفروسنتريك القدرة على إحداث تحولات هامة في التوازنات الجيوسياسية بالشرق الأوسط، وذلك من خلال تعزيز نفوذ بعض اللاعبين الإقليميين على حساب آخرين هذا التأثير قد يكون متغيرا ومتشعبا.

استراتيجيات الشرق الأوسط الجديدة

وبالتالى الأفروسنتريك واستراتيجيات الشرق الأوسط الجديدة الأفروسنتريك يركز على إبراز الجذور الإفريقية للحضارات القديمة في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر، حيث يؤثر على كيفية التعامل مع هذه المنطقة من قبل دول الشرق الأوسط ،دول مثل تركيا وإيران قد تحاول استغلال هذا الاتجاه الأفروسنتري لتعزيز نفوذها في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، حيث تحاول الترويج للروابط التاريخية والثقافية بين هذه المناطق، في المقابل دول مثل السعودية والإمارات تحاول التصدي لهذا الاتجاه الأفروسنتري، خاصة إذا رأت فيه تحديا كبيرا لنفوذها التقليدي في المنطقة، وتلعب دول مثل مصر دورا متوازنا بين هذه التيارات المتنافسة، حيث تسعى لتعزيز علاقاتها مع كل من إفريقيا والشرق الأوسط ، في المجمل فإن الأفروسنتريك يؤثر على استراتيجيات الشرق الأوسط الجديدة من خلال تعزيز التنافس الإقليمي والتغيير في موازين القوى في المنطقة ومدى استحواذها على اقتصاديات الشرق الأوسط ، وفيما يتعلق بتأثير مجموعة الأفروسنتريك على سوق العقارات في مصر من خلال اهتمام الأفارقة والأمريكيين من أصل إفريقي بالاستثمار في العقارات في مصر، فالتركيز على الجذور الإفريقية للحضارة المصرية القديمة قد يدفعهم إلى النظر إلى مصر كوجهة مهمة للاستثمار العقاري، ارتفاع الطلب على العقارات من هذه الفئة من المستثمرين يؤدي إلى ارتفاع أسعار العقارات وإلى القلق من الانتشار والاستحواذ على العقارات وحق التملك، لذا يجب أن نحذر حذرا شديد من مخططات الافروسنتريك ومخططاتها فى المنطقة خاصة في المناطق السياحية والتراثية، وهذا يكون له تأثير إيجابي على أصحاب العقارات والمطورين العقاريين وفي المقابل يؤدي ارتفاع أسعار العقارات وإلى تحديات للسكان المحليين ذوي الدخل المحدود في الحصول على المساكن المعقولة التكلفة وكذلك تأثير خطير على الأمن القومي الداخلى ، وهذا ويؤثر سلبا على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في بعض المناطق، للاستفادة من هذا الاتجاه تقوم الحكومة والقطاع العقاري بتطوير برامج وحوافز لجذب المستثمرين الأفارقة والأمريكيين من أصل إفريقي لشراء العقارات في مصر ، فإن تأثير مجموعة الأفروسنتريك على سوق العقارات في مصر سيعتمد على كيفية إدارة هذا الاتجاه من قبل الحكومة والقطاع العقاري ، فإذا تم التعامل معه بشكل استراتيجي، فقد يكون له تأثير إيجابي على الاستثمار العقاري والحفاظ على  الأمن القومى الداخلى ، وفيما يتعلق بالشرق الأوسط الجديد فهذا مصطلح سياسي استخدم لوصف التغييرات الجيوسياسية والاقتصادية التي طرأت على المنطقة في العقود الأخيرة هذه التغييرات تشمل ظهور قوى إقليمية جديدة كتركيا وإيران، والصراعات المتصاعدة بين هذه القوى، بالإضافة إلى انهيار بعض الأنظمة السياسية التقليدية في المنطقة، ومن المهم ملاحظة أن هذه التطورات والتغييرات السياسية في الشرق الأوسط لها آثار على السياسة الدولية والاقتصاد العالمي ، كما أنها تؤثر على مفهومنا للهوية والثقافة في المنطقة، أما ما يتعلق بتأثير الأفروسنتريك على الاقتصاد المصري من خلال تركيز الأفروسنتريك على المركزية الإفريقية في الحضارات القديمة، بما في ذلك الحضارة المصرية القديمة يكون له تأثير على كيفية تقديم وتسويق المعالم السياحية المصرية،  حيث يشجع هذا الاتجاه السياح الأفارقة والأمريكيين من أصل أفريقي على زيارة مصر للتعرف على هذه الحضارات، هذا بدوره قد يؤدي إلى زيادة الاهتمام الدولي بالآثار المصرية والدراسات المتعلقة بها، وبالتالى تأثير الأفروسنتريك على الاقتصاد المصري سيتوقف على كيفية تعامل الحكومة والقطاع السياحي مع هذا الاتجاه

الفكري فإذا تم استغلاله بشكل فعال سيساهم في زيادة الإقبال السياحي وتعزيز الاهتمام الدولي بالتراث المصري وأخذ الترقب والحذر من الأفروسنتريك.

تم نسخ الرابط