الأربعاء 30 أكتوبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

تعد اللغة العربية من بين ست لغات اعتمدتها الأمم المتحدة لغةَ تحدث رسمية، في مقراتها ومؤتمراتها، وفي إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات والثقافات اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العلمي اليوم الثامن عشر من ديسمبر ( ١٢/١٨) من كل عام يوما عالميا للاحتفال باللغة العربية لموافقته لليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها،  الصادر في عام ١٩٧٣م.
ومنذ تحديد الأمم المتحدة لهذا اليوم ، ونحن نحتفل به مرة واحدة في العام، من خلال ندوات، وحوارات تعقد في عدد من الجامعات، والمجامع اللغوية، وقليل من المدارس ثم ينفض السامر انتظارا للاحتفال في العام القادم، وعلينا أن نقول: بكل شفافية : إن كثيرا ممن يقيمون هذا الاحتفال السنوي باليوم العالمي للغة من أهم أهدافهم (أخذ اللقطة)، أما الاحتفاء على مدار العام، والنزول بالهدف من هذا اليوم العالمي إلى أرض الواقع، من خلال برامج  ودورات واقعية، واتخاذ قرارت تجبر كل متحدث في قاعات الدراسة، وفي المؤتمرات والندوات وفي وسائل الإعلام المختلفة، وجعل حصة في المدارس مع بداية كل فصل دراسي للحديث عن قيمة اللغة ومنزلتها ومكانتها بين لغات العالم، وكذلك الأمر بالنسبة للجامعات حيث يجب على كل كلية في كل جامعة أيا كان تخصصها أن يكون فيها محاضرة في الأسبوع الأول من  بداية كل فصل دراسي،  يتم الحديث فيه عن قيمة ومنزله اللغة العربية لأي إنساني عربي، ولأي مسلم، مما يؤدي فعلا إلى النهوض الحقيقي باللغة العربية.

 إن تحقيق ذلك يعد أمرا من دروب الوهم والخيال، وأن دونه خرط القتاد، مع أن هذه المقترحات من الأمور اليسيرة السهلة التي لن تكلفنا كثيرا وستدعم هويتتا وتبني الثقة في نفوسنا كعرب لنا لغة مبهرة من بين لغات العالم الست.

الفرنكو أرب
 

والمزعج لي شخصيا والذي قصدته من هذا المنشور أن كثيرا ممن يتحدثون عن اللغة العربية على منابر الاحتفال بها في كل عام، ويدَّعون أنهم سدنتها، ورجالها الأوفياء الذين يضعون على طاولة البحث كثيرا من الأخطار التي تتعرض لها العربية، ومنها بروز ظاهرة (الفرنكو أرب)،  وهي تضمين الكلمات العربية حروفا أو حروفا أجنبية تكون بديلا عن حرف عربي فيها، أو كتابة الاسم العربي بحروف أجنبية، والمؤسف حقا أن نجد هؤلاء المتحدثين عن هذه الظاهرة الخطيرة فعلا والذين يدعون الغيرة على اللغة العربية نجدهم يكتبون أسماءهم العربية على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم بما يعرف بلغة (الفرنكو أرب)، وقد يظن بعض الناس أن هذا الأمر ليس مهما ويجوز التساهل فيه ، ولكن والله هو جل خطير لأن هذا المتحدث الغيور على لغته يعد قدوة، ويجب عليه أن تتسق أفعاله مع أقواله، فيظهر اعتزازه بلغته في كل شيء، ومن هذا المنطلق أناشد كل غيور على لغته أن  يظهر اعتزازه بها في كل ظروفه وأحواله ومنها أن يكون اسمه على صفحته الخاصة التي يطل منها على الآلاف من متابعيه مكتوبا بالعربية، وليكن شعارنا في حب العربية دائما (( سأبدأ بنفسي)).

تم نسخ الرابط