الجمعة 05 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

حينما استقر المقام بالنبي  صل الله عليه وسلم ومعه سيدنا أبوبكر رضي الله عنه في غار ثور ،  سمع الصديق وقع أقدام المشركين علي مقربة من باب الغار -  فلا لازالت قريش آنذاك يحدوها ضلالها في ملاحقة النبي  -  هنا تملك الحزن قلب أبوبكر ، فقال هامساً للنبي صل الله عليه وسلم  "لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا "  وكان حزن الصديق بظن البشر إن قُتل أبوبكر فإن   هو إلا صاحبي ، أما إن قُتل  الرسول فقد ماتت الدعوة ..هنا قال له النبي  مطمئناً يملؤه اليقين بنصر الله  وخزي المشركين" لا تحزن إن الله معنا" ذلكم اليقين بالله  هو أصدق الإيمان ، هذا اليقين توارثته الصحابة رضوان الله عليهم  بعدما مضي رسول الله صل الله عليه وسلم - قلوبهم مطمئنة وجوارحهم تعمل - حملوا علي عاتقهم رسالة عالمية الإسلام ، قاتلوا  صناديد الشرك حتي دحروا إمبراطورية الروم والفرس أعتى قوتين علي الارض وقتئذ ،  وما شكوا قلة عدة أو عتاد  حتي انساخ الإسلام  في ربوع الأرض ، والتأمل في عظمة صمود قوي المقاومة وبسالتها  يدرك أن الثلة  المرابطة في فلسطين – خيرة الأمة – قد وقر في قلوبها هذا اليقين واستقر ،  ويرون مدي تسويف قضيتهم وهي تمر بخطى وئيدة عبر دبلوماسيات متخاذلة ،  وهم أصحاب الأرض المغتصبة، وانتهاكات المسجد الأقصى أولي القبلتين ومسرى النبي صل الله عليه وسلم التي لم  تتوقف ،

‏كل ذلك في ظل صمت المجتمع الدولي ،  حتي  قرارات الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية المعنية بتحقيق السلام والأمن الدوليين  باتت حبراً علي ورق أمام الفيتو الأمريكي ، فبلغ الإحتقان منتهاه وطال ليل الظالمين ،  فلم يكن هناك بد غير الجهاد الامل المفعم بالإيمان في نصر الله عز وجل  ، فاعلنوا عن الطوفان الهادر بعد أن أعدوا عدتهم وبنوا سيوفهم من الصفر وبالمستحيل ولم يعجزهم الحصار ، أو رصد  حركاتهم وسكناتهم في مرمي تقنية عالية من التجسس،  وأخذوا زمام المبادأة وحدهم قبل  تحالف صهيوامريكي  وأوروبي ، دون ظهير  من الجيران أو الاشقاء  ، ولكن حسبهم  اليقين والتوكل علي الله كان خير عدة وخير زاد ، فأفقدوا الكيان المهترء توازنه وكشفوا  عن وجهه القبيح وقوته العسكرية الجوفاء وذلوا كبرياؤه ، وجعلوه يقف علي قدم  وساق بعد أن  جبن علي المواجهة ، فأعلن عن وجوده  بضرب الاطفال والنساء والشيوخ الأمنة في ديارها ومشفاها، ستبقي ملحمة الطوفان معجزة بإذن الله محفورة في ذاكرة التاريخ  تحمل بطولاتها بطون الكتب بالفحص والدرس والعبر العظيمة ،

  ‏" إن الله معنا ".هي عقيدة أصحاب الطوفان ، ومن كان  في معية الله فمن عليه..."ومن يتوكل علي الله فهو حسبه "

تم نسخ الرابط