الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

للمرأة سحر عجيب في الحضور الفيسبوكي.
فبمجرد أن تضع صورة جميلة لأيقونتها لا تعبر طبعا في الغالب عن حقيقتها، حتى تتكالب عليها الصدقات من كل مكان، أما لو كانت بالفعل جميلة وتنشر صورتها الحقيقية، وكانت هي من هذا النوع الذي لديه استعداد  لإظهار بعض مفاتنها، أو الهوس المفرط بنشر صورها لأحوالها وأوضاعها المتنوعة، فإن الاقبال والجماهيرية يكون أكثر وأكثر.
أما إذا طرحت أفكارا بلهاء، أوكتبت كتابات تكتسي بزي التفاهة والخواء، فإذا بك تجد الآلاف تصطف حولها تشاركها هذه التفاهة وهذا البله.
أما إذا كانت من الفتيات أو النساء اللاتي يمتلكن روح الفكاهة والمزاح، فإنها لا تنعم بتبعية الآلاف، وإنما الملايين من المعجبين والمتابعين والمفتونين.
ومن هنا أقول أحيانا: إن المرأة في المجتمع الفيس بوكي يمكن لها أن تقدم رسالة عظيمة في الارتقاء بالوعي وتحرير العقل والفكر ، لو أنها سارت في المسار الصحيح، وذلك لأن حديثها وقولها وطرحها ، له قبوله الحسن في أوعية وأذهان المتابعين لها من الرجال وغيرهم، وأنها باستطاعتها أن تحدث نتائج مذهلة وتحقق ثمارا باهظة، أكثر بكثير مما يستطيع فيلسوف أو مفكر أن يحققه.
وذلك لأن للمرأة سحر لا يمتلكه الرجل.
بل يمكن لها لو كانت من أصحاب المواهب والملكات أن تعجل كثيرا بجماهيريتها والترويج لموهبتها، عن طريق هؤلاء الذين يتكالبون على صفتها وكأنهم الجراد المنتشر، أو الذباب الذي يعف على قطعة السكر.
أعرف كاتبة داعرة.. هكذا أصفها ولكن الحقيقة أنها شريفة في سلوكها الشخصي، فأنا والحق يقال لا أعلم عنها أي سوء، لكن قلمها وأدبها داعر ساقط، بارعة في تصوير الجنس والخنا والفجور.
لا تمانع أبدًا أن تصف عورة الرجل وقضيبه وكيف يضاجع المرأة في الفراش، تتناول كل ذلك بشكل مُسف سافل، بل بصورة مثيرة تستطيع معها أن تتخيل المشهد كاملا وكأنك تراه لا تقرأه.
هذه المرأة لو نظرت إلى صفحتها وعدد من يعلقون على حقارتها ويعجبون بصفاقتها والدعارة التي يطفح بها قلمها، فإنك تجد المئات والآلاف.
وبعض الجهلة السفهاء، يتصور نفسه أنه يقف أمام معجزة أدبية، وموهبة خارقة، ففضلا عن أن أسلوبها بارع، فإن خروج مثل هذا الكلام من امرأة شيء مذهل في تصور بعضهم، هكذا ينظرون إليها ويرونها بصورة معوجة، ولا يفترضون أبدا أنها امرأة فقدت الحياء وخرجت عن حدود الشرف، وتحرض على الوضاعة والانحطاط.
ولأنها معقدة وتعاني من خلل ما في استواء النفس، فإنها سارعت لتمذج هذا الهراء أو الخراء بتبعية الفكر، وأنها تجسد دائما عقلية الرجل الشرقي الذي لا يرى عقله إلا في ذكره..
وكل رجال الشرق عندها أصحاب شهوة، لو أتيح لأحدهم أن يزني بكل نساء الأرض جميعا لفعل ، ولكنه يتخفى وراء شرقيته، ويكبت رغبته.
وهكذا تستمر.. ولا تبرع إلا في الكتابة عن هذه الألوان الساقطة الداعرة.
بل أعرف فتاة أخرى نذرت نفسها لحرب الهوية الاسلامية وتشويه التاريخ الاسلامي ورموزه، وتتبع أفكار رجل علماني مشهور ممن يبغضون الله ورسوله، وتجعل منه أستاذها وإمامها وهو لا يبرح يوما إلا ويرمينا بشبهات وأخطاء حتى يشكك الناس في عقيدتهم وثوابت دينهم، هذه الفتاة على قدر من الجمال والأنوثة الطاغية،  ولا يمر يوم حتى تنشر صورها التي تبدي فيها زينتها و-ميكياجها- ولقطات لكحل عينيها وشفتيها ونظراتها ووقفتها ، وأحيانا تعرض صورا لصدرها المنتفخ ، ولباسها الذي يصف ويشف، وبهذا الاغراء الطاغي الذي مزجته بالفكر المنحرف، استطاعت أن تجمع حولها الناس وتستقطب ضعاف العقول الذين أخذوا يرددون خزعبلاتها وإرجافها.
لقد كانت أذكى وأمهر من أستاذها المخبول
لقد كان مدخلها للناس عن طريق الشهوة لا عن طريق العقل.

أما أنا.. فيعز علي كثيرا أن أرى كاتبا أو مفكرا أو أديبا مؤلفا، يكون صديقا على صفحتي، فيراني وأنا أحرق نفسي في الكتابة، وأحاول أن أقدم له ولغيره كثيرا من الأفكار التي تحتاج إلى نقاش ورأي، فلا يعيرني أي اهتمام أو تقدير.. ثم إذا بي أراه حاضرا بقوة مسجلا لوجوده، بتعليق على كلام تافه في صفحة الصديقة.!
أتحير كثيرا أندهش أكثر، وأتمنى أن أصرخ في وجهه وأقول له: يا رجل هاأنذا أمامك أكتب شيئا يستحق النظر والاهتمام فلا أحظى منك بأي انتباه.. بينما تسارع زاحفا على بطنك لتبدي رأيك في عبث وانحدار.
ولا أخفيك أنني أحتقر ذلك فيه فأبادر بحذفه ومحوه من عالمي.
لست ممن يبحث عن الشهرة أو كثرة التعليقات والاعجابات، ولكني أتعجب كيف تكون أديبا أو مؤلفا، وتسجل حضورك فيما لا يليق بك، بينما تسجل غيابك بقوة في الموطن الذي يستدعي حضورك.
إنه سحر المرأة إذن التي يشعر في حديثها بلذة أو أنس أو استلطاف.
أما كلام الرجال –الخناشير- فما أثقله على نفسه.!
حتى ولو كانوا يتكلمون في المعازف والقيان.
يستهويني الحديث دوما عن خدعة كارمن مولا
واقعة مثيرة شهدتها دوائر الأدب في إسبانيا، بعدما تم الإعلان عن فوز كاتبة إسبانية بجائزة أدبية قيمتها مليون يورو، لكن عند تسلم الجائزة مؤخرًا ظهر بدلا منها 3 رجال تبين أنهم كتبوا المؤلفات باسم مستعار.
الكاتبة "كارمن مولا" كما يدعونها فيرانتى الإسبانية تحولت 3 روايات شهيرة باسمها لأعمال درامية ناجحة، وباعت رواياتها الثلاث أكثر من 50000 نسخة بإسبانيا وترجمت لـ 12 لغة، لكن هويتها بقيت سرية وكل ما عرف عنها أنها أستاذة فى الثانوية وأم لـ 3 أبناء، لكن المفاجأة أن اسم كارمن مولا ليست امرأة أصلا بل عبارة عن ستار لـ 3 كُتاب سيناريو مشهورين هم (خورخى دياز، أوجستين مارتينيز وأنطونيو مرسيرو) قرروا منذ نحو 4 سنوات الكتابة معًا تحت اسم مستعار، وصعد الثلاثة لاستلام جائزة بلانيتا  عن عملهم "الوحش" والذى سيصدر قريبًا.
( كارمن مولا) متخصصة في الأدب البوليسي العنيف.. و لأن المجال دا لفتره طويله كان مقتصرا علي الرجال، فالحركات النسويه قررت أن تدعمها 
و لأنها مشغوله لكونها أما لتلات أطفال و أستاذه جامعيه و هو ما يأخذ كل وقتها فكان كل حواراتها الصحفيه تم عن طريق الايميل وترفض نشر صورة لها لأنها حسب كلامها " لا تريد أحدا من أسرتها يعرف أنها التي تقتل بطلات رواياتها بشكل عنيف".. 
يزعم الكتاب الثلاثة أنهم ابتكروا شخصيه كارمن و ألفوا الكتب باسمها الوهمي لينالوا دعم الجمعيات النسوية، التي أوصلتهم فعلا للجائزة بغض النظر عن  مستواهم الكتابي.!
ترى هل يمكن للأديب في صفحاتنا الفيسبوكية أن يستعير اسم امرأة حتى يروج لمكتوباته، فيكون ذلك أسرع الطرق لجماهيريته ونشر إبداعه؟!
لكنك تقول محتجا: نجد كثيرا من الكاتبات والأديبات لا يلتفت إليهن أحد ولا يعير مكتوباتهن أية جماهير مما تحكيه وتزعمه.!
وأنا أقول لك: فرق بين الكاتبة التي تحترم نفسها وذاتها ولا تقبل أي نوع من التجاوز، وبين كاتبة تسعى لتعليقك وتراه مكتسبا حتى ولو مش شرفها.!

تم نسخ الرابط