لقد رأى الأزهر الشريف من خلال مؤسساته الدعوية والإعلامية وعلى رأسها مجمع البحوث الإسلامية المنوط به الإشراف على الإصدارات الصحفية والإعلامية والدعوية والبحثية والإشراف على وعاظ الأزهر وواعظاته أن يستخدم هذه الوسائل الإعلامية الحديثة وتوظيفها التوظيف الجيد لنشر الفكر الصحيح بين الجماهير، وخاصة فئة الشباب ومخاطبتهم بلغة العصر وأدواته، وآلياته، ووسائله، والعمل على تصحيح ما ينشر من أفكار منحرفة وآراء شاذة، ودعوات ماجنة، والرد على ما يثار من شبهات، وأباطيل، ومزاعم خارجة عن الموضوعية، والمسئولية لذا كانت توجيهات شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، لتلك المؤسسات الدعوية التي تتبع الأزهر أن تستثمر طاقات وسائل الاتصال الحديثة من إمكانياتها الضخمة، وقدرتها الفائقة في النشر والتبليغ والتأثير وفي الدعوة إلى الله عز وجل على بينة وبصيرة من العلم والدين، وذلك وفق آليات العصر ولغته وأدواته وآلياته ووسائله المتطورة كل ذلك بضوابط الإسلام الدعوية وطبقا لأحكامها ومناهجه ومعطياته في هذا الشأن والتي تؤكد على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنه انطلاقا من قول الله عز وجل ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحكمة والمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بالتي هي أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) ( سورة النحل: ١٢٥) ، وقوله تعالى: (قُل هَذِهِ سَبِيلي أدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أنَا وَمَن اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المشركين ) (يوسف: ۱۰۸ ) .
وبناء على توجيهات شيخ الأزهر عقدت عدة دورات وندوات ومحاضرات تدريبية لواعظى الأزهر، وواعظاته، وإعلاميه على حسن استخدام وسائل الإعلام الحديثة وشبكة المعلومات الدولية الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ومراصد المعلومات وذلك من خلال أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وكذلك باحث الفتوى، وإعداد برامج خاصة ندوات علمية، ومحاضرات يقوم بها أساتذة متخصصون في الإعلام وخبراء في تقنية الاتصال ووسائله وأدواته لتسهيل مهمتهم في التواصل مع الجماهير والتفاعل معهم والتأثير فيهم وتلبية احتياجاتهم الفكرية والتركيز على شريعة الشباب وتوجيه طاقاتهم الإيجابية نحو البناء الفكرى السليم وتوعيتهم من الوقوع في براثن الفكر الضال والجماعات المنحرفة و الدعوات الزائفة التي تبعدهم عن صحيح الدين ووسطيته السمحة. وخلاصة القول أن الأزهر الشريف ومؤسساته العلمية، والفكرية والإعلامية والدعوية لم يقف موقف المتفرج إزاء ما يحدث في الساحة الفكرية، والإعلامية من دعوات الإلحاد والهجوم على السنة النبوية المباركة والدعوات الشاذة التي تريد صرف المسلمين عن دينهم.