إن من أهم المعالم التي تجذب انتباهك وتثير اهتمامك عند مدخل محافظتي الجميلة (محافظة كفر الشيخ) ذلكم الصقر القابع على قمة صخرية، بجناحيه المبسوطين من حوله، كأنما يستعد بهما للانطلاق بكل زائر إلى المحافظة ليحلق به في أجوائها الواسعة ليطلعه على ما فيها من معالم سياحة حيث تمتد شواطئها على البحر المتوسط لمسافة ١٢٠ كم ، وبها بحيرة البرلس التي تقرب مساحتها من ٣٠ ألف فدان، والتي تحتوي على افضل أنواع الأسماك، ويأخذه إلى بلطيم - أحد مركزها الساحلية - حيث تتوفر فيها كميات ضخمة من الرمال السوداء التي تُصدَّر إلى كل دول العالم حيث تصنَّع منها الشرائح الإلكترونية التي تدخل في تصنيع كل الأجهزة الإلكترونية من المحطات الفضائية والأقمار الصناعية إلى أجهزة الحاسب الآلي والموبيلات ... الخ، كما أنها تعد أول محافظة في إنتاج السكر من بنجر السكر، كما أن بها أكبر مصنع في العالم لإنتاجه، وتعد محافظة كفر الشيخ من أكثر المحافظات في زراعة الأرز ...الخ من المحاصيل الزراعية الأخرى.
ويبدو أن المهندس العبقري الذي صمم هذا الصقر جعل الوافد إلى كفر الشيخ يستشعر كل هذه المعاني حينما تقع عيناه لأول مرة عليه.
وهذا المعلم الذي أصبح من أهم الأماكن التي لا يمكن لزائر المحافظة سواء كان من أبنائها أو ضيوفها أن يغادرها دون أن ينزل عنده ليستمتع بالجلوس في المكان، ويلتقط الصور التذكارية التي تذكره دائما بذكرياته عند زيارته للمحافظة
ولكن - ويا أسفا على لكن - أن القائمين على أمر المحافظة، رأوا أنه ليس من حق أبناء المحافظة وزوارها أن يزوروا هذا المعلم ويستمتعوا بقضاء بعض الوقت فيه، ويلتقطوا الصور التي تذكرهم بالزيارات الممتعة للمحافظة، فقاموا يصناعة قفص حديدي حبسوا فيه الصقر، والمساحة الخضراء الجميلة التي حوله، ولم يترك صانع هذا القفص أي مدخل ممكن الظروف تفرض عليهم فتحه، بينما نجد معالم أخرى لها حيثياتها الامنية المهمة مفتوحة لزيارة كل من يقصدها كالمنصة وتمثال الجندي المجهول في القاهرة، فلا يمكن عقد مقارنة بين هذين المعلمين وصقر كفر الشيخ من حيث الأهمية.
إن من اتخذ قرار سجن هذا الصقر الكفراوي ووضعه في هذا القفص الحديدي دون أدنى منفذ للدخول إليه ليس عنده حس جمالي، ولا ذوق إنساني بتشويهه لهذا العمل الفني الفريد، وتجريده من كل المعاني التي قصدها ذلك الفنان العبقري الذي صممه.
فهل لا يزال في الإمكان فك الحصار عن صقر محافظتنا. حتى يعود إلى الترحيب بضيوف المحافظة والتحليق بهم في أجوائها ليستمتعوا بما فيها من جمال خلاب وسياحة وآثار.
إننا نأمل من المحافظ الجديد أن ينظر في هذا المطلب الجماهيري المهم جدا لكل أبناء المحافظة وضيوفها، وأن يفك القيود عن ذلك الصقر ليقوم بدوره الذي صمم من أجله.
وإنا لمنتظرون.