النيابة: اختار جواهرجي بولاق لكبر سنه..فكان كالفريسة الوحيدة في عيون صياد مفترس
استمعت محكمة جنايات القاهرة، لمرافعة النيابة العامة في القضية المعروفة إعلاميا بمقتل جواهرجي بولاق.
قال عمر المسلمي وكيل نيابة الموسكي، امام محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار سامي زين الدين، وعضوية المستشارين أشرف عيسى و علاء مرعي و أيمن عبد الرازق، بحضور محمد أيمن مدير نيابة حوادث وسط القاهرة، بامانة سر سيد حجاج ومحمد السعيد، أن وقائع الدعوى بدأت فى يوم السبت الموافق الرابع والعشرين من فبراير للعام الجاري، حين قرر المتهم قيامه بسرقة إحدى الحوانيت الخاصة ببيع المشغولات الذهبية والمتواجدة بشارع درب نصر – بدائرة قسم شرطة بولاق أبو العلا، ولم يستغرق وقتا طويلا للتفكير بل انتقل وراقب ورصد ثلاثة حوانيت، وعقب فحص وتدقيق وقع اختياره على الحانوت المملوك للمجنى عليه حسنى عدلي جرجس ملاك الطاعن في السن الذي تجاوز عمره السبعين عاما لما تلاحظ له أثناء مراقبته آنذاك أن المجنى عليه مسن وحيد دون رفيق في عمله ،كالفريسة الوحيدة في عيون صياد مفترس ، بلا رحمة ولا شفقة، كما أوضحت كلماته بالتحقيقات واصفا المجني عليه "بصيدة سهلة"، مطمئنا من عدم قدرته على مقاومته هو و سكينه الذي انتقاه خصيصا لخبرته في استخدامه و حدة سلاحه واصفا إياه بأنه "حامي، بيشفي الجلد واللحم من العضم".
النيابة: كلمات المتهم تنبئ عن نفس مجرمة لا تستحق الرحمة ولا الشفقة
كشف عمر المسلمي في مرافعته، أن المتهم كانت تلك كلماته والتي تنبئ بنفس مجرمة لا تستحق شفقة ولا رحمة.
المتهم محمد محسن إمام السيد ، عقد العزم و بيت النية على انهاء حياة من يقف حائلا دون تحقيق مبتغاه الآثم، و بعد اختيار المتهم لضحيته، يعود في اليوم التالي فيجد الحانوت مغلقا، فيعاود في اليوم التالي يوم الواقعة، وإذ بالمتهم يدلف للحانوت في الساعة الواحدة و ثمان وثلاثين دقيقة مساء ، ويقدم نفسه للمجني عليه على أنه زبون يرغب في شراء مشغولات ذهبية لبناته، فما كان للمجني عليه إلا أن يعرض عليه بعضا من بضاعته واتفقا على إتمام عملية البيع و الشراء في وقت لاحق من اليوم، دون أن يحدد المتهم توقيت حضوره تحديدا متحرزا من قيام المجني عليه بجلب أحد الأشخاص يتواجد رفقتهم آنذاك ، تخطيطا لم يترك للصدف فرصة و إن وقعت الصدفة كان المتهم لها مستعدا، و قبل انصراف المتهم في الساعة الواحدة و أربعين دقيقة مساء ببرهة قصيرة، اذ يحضر الشاهد الثاني و يلاحظ المتهم يلقي بنظراته في أنحاء المكان بطريقة تثير الشك ما جعله على الفور عقب انصراف المتهم أن ينصح المجني عليه بأن يحتاط حال حضور المتهم مرة ثانية، و في الساعة الرابعة و خمس و عشرين دقيقة، يحضر سئ الذكر مرتديا من الملابس أدكنها لونا ، تنطق بنوايا مرتديها، يخفي شر عيونه بعدساته السوداء، حاملا لحقيبته و سلاحه عازما على ارتكاب جريمته، و إذ به يفاجأ بتواجد الشاهد الأول بمحل الواقعة وهي الصدفة التي لن تمنعه عن غايته، تواجد المتهم بمحل الواقعة رفقة المجني عليه و الشاهد الأول ثلاث ساعات ، يسأل عن أسعار المعروض و يضيف إلى ما اتفق عليه بعض المشغولات، ويعود ويماطل، وإذ به وقد اطمئن لنجاح تحايله على المجني عليه يقوم بتكليف الشاهد الأول بمغادرته الحانوت لشراء السجائر له، وأثناء غياب الشاهد الأول قام المتهم بالإشارة إلى الفاترينة الخارجية للمجني عليه موهما إياه بأنه يريد أن يلقي نظرة عليها، وفي خطفة ثعبان ماكر أخرج سكينه من حقيبته و خبأه في ملابسه و قصد دورة المياه ولما خرج منها كان الشاهد قد عاد يجر ذيلا من الخيبة، فما كان من المتهم إلا أن يقوم بإرساله مرة أخرى إلى أحد الأكشاك لشراء سجائره و الذي يبعد عن الحانوت بوقت كاف لإتمام جريمته و هروبه.
اقرأ أيضا.. محاكمة المتهمين بالتخلص من جواهرجي بولاق وسرقته
أضاف ممثل النيابة قائلا أن المتهم خطط مدبرة و أفكار وليدة اللحظة تنم عن خبث و مكر جبار، و هنا أوجه سؤالا للمتهم، ألم تتفكر و سألت نفسك طيلة الثلاث ساعات، بأي ذنب تقتل نفسا بريئة ؟، بأي ذنب تقتل مسنا و تنهب ماله و مال أسرته و رعيته ؟، و ما أن غادر الشاهد الأول محل الواقعة للمرة الثانية، فكانت دقيقة واحدة كافية، دقيقة واحدة بادر فيها المتهم بطعن المجني عليه خمس مرات، موجها ضرباته، محدثا سبع إصابات، فأي غل و قسوة تدفع شخصا غايته و دافعه هو السرقة إلى أن يأتي بكل تلك القسوة، فلم تكن تلك الطعنات مقصدها شل مقاومة المجني عليه بل كان المقصد إنهاء حياته، نفس من سوئها لم تكتف بسلب أموال البرئ بل عزمت و خططت لإنهاء حياة مالكها، نفس لم تشم رائحة المروءة في حياتها و لن تشم رائحة الجنة عقب عقابها. و مع سقوط المجني عليه غارقا في دمائه، قام المتهم بجمع المشغولات الذهبية و وضعها في حقيبته هاربا من مسرح الجريمة عقب تحقيق مبتغاه.
وعقب إتمام جريمته يتقابل مع شقيقته المتهمة الثالثة و يعطيها من المشغولات بعضها لبيعها و كان مشتريها المتهم الرابع الذي لم يتوان في شراء المسروقات، وقبضت المتهمة الثالثة ثمنا لمساعدتها شقيقها في بيع تلك المشغولات ألفا و خمسمائة جنيه، وفي اليوم التالي للواقعة يتقابل مع طليقته المتهمة الثانية و التي قد تسلمت آنذاك سبيكة ذهبية تزن اثنان و نصف جرام وكذا بعض المشغولات الذهبية كهدايا لباقي أبنائه مع علمها أن تلك الهدايا في حقيقتها هي مسروقات اختلسها طليقها، وعقب انتهاء لقائهم، يتوجه المتهم إلى مقر شركة المتهم الخامس الذي تستر على الأول و لم يخطر الشرطة أو يدل بثمة معلومات فور علمه بأن صديقه هو مجرم تلاحقه السلطات حال إبلاغه من حارس العقار بأن الشرطة تبحث و تسأل عن صديقه المختبئ بمكتبه.
شرح ممثل النيابة أن المتهم قام بتوزيع المال وظل يهادي بالذهب نجلته، يهديهم مال المجني عليه مصبوغا بدمائه، فهذا المتهم تحلى من أسوء الصفات جميعها، سرق و قتل و زين أولاده بالحرام، فلا تأخذكم فيه شفقة ولا رأفة.