تعاني الدول العربية في منطقة الوطن العربي وشمال إفريقيا من صراعات و توترات في السنوات الأخيرة ناجمة عن عدة عوامل تاريخية وسياسية واجتماعية وفتنة طائفية لفهم ما يحدث وكيفية التغلب عليه ، يجب علينا معرفة السبب في ذلك وكيفية تحقيق الإستقرار وتعزيز الوحدة والتكامل العربي الإقليمي لمنطقة الوطن العربي وشمال إفريقيا ،ويرجع أسباب الصراعات والتوترات والحروب في المنطقة لعدة أسباب في رأي منها التدخلات الخارجية والتنافس الدولي للقوى الدولية مثل الولايات المتحدة التي تستخدم سياسة القطب الواحد منذ الحرب الباردة يجلعها تتدخل في شؤون الدول العربية في الوطن العربي وشمال إفريقيا لتحقيق مصالحها الخاصة مما يزيد من تعقيد العلاقات الإقليمية و ايضا التحالفات المتغيرة الإقليمية غير المستقرة تجعل من الصعب تحقيق تعاون طويل الأمد بين الدول العربية، واختلاف الأنظمة السياسية للحكم بين الدول العربية لان بها الملكيات والجمهوريات يضعف من تحقيق التوافق بينهما .
ونجد ضعف المؤسسات الإقليمية على الرغم من وجود جامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية إلا أنها لم تتمكن غالبا من تحقيق تأثير كبير في حل النزاعات و عدم تنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات الإقليمية بشكل فعال مما زاد من تفاقم الأوضاع في الدول العربية،ونجد من أهم أسباب التوترات والأحداث منذ منتصف القرن الماضي الا وهي القضية الفلسطينية وهي قضية التضامن العربي وتظل رمزا للوحدة العربية ، ولكن عدم التوافق حول كيفية التعامل معها والمساندة لها أدي إلى انقسامات وخلافات بين الدول ، وأيضا من ضمن الأسباب المؤثرة على الدول العربية الجماعات التي ترجع الي الدول المعادية للهوية العربية التي يجب الإنتهاء منها وتغيير الفكر المعادي لمن يسمع لهم من أبناء الدول العربية، وأيضا الحروب الأهلية والصراعات الداخلية و الفتنة الطائفية لبعض الدول مثل لبنان واليمن وسوريا والعراق وليبيا مما أثر على عدة دول عربية وساهم في تزايد الصراع ، وهنا أطرح لكم الرؤية المستقبلية يمكن تنفيذها بخطة زمنية لتحقيق الاستقرار في الوطن العربي وشمال إفريقيا بين الدول العربية بهدف بناء مستقبل مشترك ومستقر من خلال الرؤية التي تشمل العناصر التالية :
١. التكامل الاقتصادي :
اقامة منطقة اقتصادية موحدة تشمل جميع الدول العربية ، مع تسهيل حركة التجارة و البضائع ورؤوس الأموال من خلال سوق عربي عربي مشترك وبعد ذلك يمكن استخدام عملة واحدة مشتركة بينهما، تطوير مشاريع بنية تحتية إقليمية ضخمة تربط الدول العربية ، مثل شبكات النقل ، والاتصالات ، والطاقة ، وذلك لتنمية الصناعية والزراعية و التعاون في مجالات الصناعة والزراعة لزيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات .
٢. التكامل السياسي والدبلوماسي :
يتم من خلال تعزيز دور جامعة الدول العربية لتكون أكثر فعالية في صنع القرار وتنفيذ السياسات المشتركة وفرض مقترحاتها واتفقياتها وتأثيرها عالميا والعمل على حق الشعب الفلسطيني .
وإنشاء مجلس سياسي مشترك يضم ممثلين من جميع الدول العربية للعمل على تنسيق السياسات الخارجية وحل النزاعات الإقليمية يمكن ذلك من خلال تفعيل دور البرلمان العربي .
٣. التعاون الأمني والعسكري :
إنشاء تحالف عسكري إقليمي لتعزيز الدفاع المشترك ومكافحة التهديدات الأمنية .
وتطوير التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة من خلال تبادل المعلومات والتدريب المشترك .
٤. التكامل الثقافي والتعليمي :
لتعزيز التبادل الثقافي بين الدول العربية لزيادة التفاهم المتبادل وتعزيز الهوية العربية المشتركة والحفاظ على اللغة العربية .
وإنشاء شبكة تعليمية مشتركة من الجامعات والمدارس المشتركة والتبادل الأكاديمي والبحث العلمي .
٥. التنمية المستدامة وحماية البيئة :
التعاون لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتلبية احتياجات الطاقة بشكل مستدام .
والإدارة المشتركة للموارد المائية تطوير استراتيجيات مشتركة لإدارة الموارد المائية والحفاظ على البيئة .
٦. الابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي :
إنشاء مجلس للابتكار والتكنولوجيا لتعزيز البحث والتطوير في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي .
٧. العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان :
تعزيز حقوق الإنسان من خلال تبني سياسات تضمن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر في جميع الدول العربية .
٨. تعزيز القطاع الصحي :
التعاون لتطوير نظام صحي مشترك يعزز من تبادل الخبرات والمعلومات والتجهيزات الطبية يشمل مواجهة الأوبئة والكوارث الصحية من خلال استراتيجيات إقليمية مشتركة .
لتنفيذ هذه المراحل يتطلب إرادة سياسية قوية ، وتعاوناً إقليمياً ، وجهوداً مشتركة للتغلب على المشاكل التاريخية وتحقيق التكامل العربي الإقليمي في الوطن العربي وشمال إفريقيا للحفاظ على مكانة الدول العربية عالميا .