البيان الختامي للمؤتمر العالمي لدور وهيئات الافتاء يدعو لدعم القضية الفلسطينية
البيان الختامي للمؤتمر يدعو إلى:
تكاتف المؤسسات الإفتائية الوطنية لمواصلة التجديد الفقهي والإفتائي
تبني مصر لخطاب ديني مستنير ساهم في مواجه التطرف وتعزيز الأمن في المنطقة
بالأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة يمكن مواجهة التحديات المهددة للسلم والاستقرار العالميين
وجَّهُ المجتَمِعونَ في ختام أعمال المؤتمر العالمي التاسع لدور وهيئات الإفتاء في العالم الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي؛ رئيس الجمهورية لرعايته للمؤتمر، ولكل من أسهم في نجاح المؤتمر، مُتمَنِّينَ لمصر وكافة بلاد الأمة الإسلامية والعالمية التوفيق والنجاح والاستقرار الدائم.
واختتمت اليوم بالقاهرة أعمال المؤتمر العالمي التاسع لدار الإفتاء المصرية الذي عقد تحت عنوان «الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع» إيمانًا منها بحاجة العالم الماسة إلى منظومة مبادئ حاكمة قائمة على الأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة، لا سيما والعالم اليوم يشهد تحديات كبيرة تهدد السلم والاستقرار العالميين، وإدراكا منا جميعا أن المزيد من التعاون والتفاهم العابر للحدود هو السبيل للتصدي لهذه التحديات.
وجاء البيان الختامي الذي اطلعت "عقيدتي" على مشروعه أن المؤتمر ناقش في فعالياته المتنوعةِ بين جلساته العلمية وورش عمله وأبحاثه المقدمة ونقاشاته قضايا الفتوى والبناء الأخلاقي، مبينًا دور الفتوى في إرساء بناءٍ أخلاقي يراعي القيم الدينية والمشتركات الإنسانية، وحرص المؤتمر من خلال أعماله، وانطلاقًا من رسالته على تحقيق مجموعة من الأهداف، من أهمها تعزيز الوعي والتفاهم العالمي بأهمية الفتوى الرشيدة في إرساء منظومة المبادئ والأفكار العالمية لتكون قائمةً على الأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة، ومعليةً قيمَ السلام والعدل والمساواة، وتحديد القيم الأخلاقية التي يجب أن تكون أساسًا للواقع العالمي ودور الفتوى في ذلك، والأُطر والمبادئ التي ينبغي أن تحكم النُّظُم السياسية والاقتصادية في الواقع العالمي وبيان دور الفتوى في تعزيز هذه المبادئ، وتعزيز التعاون والتضامن العالمي لتحقيق السلام والعدل والمساواة بين الدول والشعوب وأهمية دور الفتوى والإفتاء في هذا التعاون، وبيان دور هيئات ومؤسسات الإفتاء دوليًّا وإقليميًّا في تعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية، وإبراز الأرضية الأخلاقية المشتركة للتعاون بين مؤسسات الفتوى والمنظمات الدولية، وتقديم الحلول الإفتائية لمواجهة تحديات البناء القائم على الأخلاق الإنسانية.
توصيات هامة
دعا المؤتمرُ جميعَ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ إلى تعزيزِ التعاونِ والتنسيقِ فيما بينها لدعمِ القضيةِ الفلسطينيةِ بكافةِ الوسائلِ الممكنةِ، سواءٌ عبرَ الجهودِ الدبلوماسيةِ في المحافلِ الدوليةِ أو من خلالِ المساعداتِ الإنسانيةِ والتنمويةِ للشعبِ الفلسطينيِّ، تأكيدًا على وحدةِ الصفِّ والتضامنِ الإسلاميِّ، وشددُ المؤتمرُ على ضرورةِ الوحدةِ الفلسطينيةِ وإنهاءِ الانقسامِ الداخليِّ لمواجهةِ التحدياتِ المشتركةِ وتعزيزِ الموقفِ الفلسطينيِّ على الساحةِ الدوليةِ، مناشدًا جميعَ الفصائلِ الفلسطينيةِ بالعملِ معًا لتحقيقِ أهدافِ الشعبِ الفلسطينيِّ في الحريةِ والاستقلال، وثَمِّنُ المؤتمرُ جهودَ القيادة المصرية في تعزيز الخطاب الديني الوسطي المعتدل، وتقديم خطاب ديني مستنيرٍ يواكب العصر، ويحافظُ على القيم الإسلامية السمحة ودورها كذلك في مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب، مما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، وأشاد المؤتمرُ بالسياسات المصرية التي تدعمُ الحوارَ والانفتاح على العالم مع احترام الخصوصيات الدينية، مما يعزز التعاون الإنساني المشترك، ودور مصر في تعزيز الإعلام المستنير، ودعوتها إلى استخدام وسائل الإعلام لنشر القيم الأخلاقية والتوعية بمخاطر الفكر المتطرف.
وأكد المؤتمر على أهمية الدور الذي تلعبه الأخلاق في التماسك الحضاري، ويهيب بالمجتمع الدولي بضرورة وجود سقف أخلاقي يمكنه ضبط التسارع في الحركة العالمية، وتنامي النزعة الفردية على كافة المستويات؛ من أجل الحفاظ على القيم الإنسانية الرئيسية، وثمِّن المؤتمر كافة المخرجات التي صَدَرت وعُرِضَت في فعالياته، ودعا الباحثين والمختصين للإفادة منها، وكذا دعا المؤتمر جميع المؤسسات الإفتائية الوطنية إلى التعاون والتكاتف لمواصلة التجديد الفقهي والإفتائي، وتقديم خطاب فقهي وإفتائي يناسب العصر انطلاقًا من مقاصد الشريعة وغاياتها العليا.. مؤكدا على أن ما نملكه من ثروة فقهية وتشريعية غزيرة قادرة على صناعة فتوى تتناسب وحجم التسارع والمتغيرات العالمية في كافة المجالات، ومشجعا المبادرات المشتركة بين أتباع الأديان في المجالات الاجتماعية والإنسانية، مما يعزز من الروابط الإنسانية المشتركة ويخفف من حدة الصراعات، ومشددا على أهمية مواصلة العمل في مجال التأهيل الإفتائي، وبناء المزيد من جسور التفاهم والتعاون بين القائمين على صناعة الفتوى في العالم من مؤسسات وهيئات وطنية؛ لمواجهة التحديات الكبرى التي يفرضها علينا العالم المعاصر بتغيراته وأحداثه المتسارعة.
كما دعا المؤتمر المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية في العالم كله إلى تكثيف جهودها في نشر ثقافة الحوار والتفاهم بين الأديان، وتعزيز التعايش السلمي، وتضمين مناهجها الدراسية مواد تعليمية تنشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي، ومؤكدا على مبدأ احترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية من القواعد الأساسية في الشريعة الإسلامية، وأهمية التعاون مع المتخصصين في مجالات التقنية ووسائل التواصل الرقمية لإنشاء منصَّات ومدوَّنات تعمل على نشر القيم الإنسانية السامية والأخلاق الإسلامية الرفيعة، وكذا أهمية تحليل وتفكيك خطاب الجماعات المتطرفة، ومواصلة الجهود للتحذير منه، وبيان خطورته على أمن المواطنين واستقرار الأوطان