اختتم بلينكن جولته للمنطقة بلا نتيجة حقيقية سوى التأكيد على المخاوف الأمريكية من توسيع دائرة الصراع عبر فتح جبهات جديدة في لبنان وسوريا، وتلقيه مواجهة قوية من قبل أبومازن ومصر والأردن بضرورة وقف الحرب الفوري غير المشروط، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية بشكل يفي باحتياجات قطاع غزة.
بالتزامن مع ذلك أبدت القاهرة مخاوفها المتزايدة من الدفع الإسرائيلي تجاه المضي في سيناريوهات التهجير القسري للفلسطينيين جنوب قطاع غزة تمهيدا لدفعهم لسيناء، وهو ما بدت القاهرة جاهزة لمواجهته حتى لو كلفها ذلك خوض حرب للدفاع عن سيادة أراضيها، والحيلولة دون تصفية القضية الفلسطينية دون سلام عادل، أو على حساب مصر وأمنها القومي.
يأتي ذلك فيما واصلت إسرائيل دفعها للفلسطينيين للهجرة جنوبا عبر فتح ممرات آمنة لذلك، كما قدمت تعطيلات لوجستية تعيق وصول المساعدات من جانب,، وكذلك عطلت خروج المصابين .
الأمر الذي واجهته القاهرة بوقف استقبال حملة الجنسيات الأجنبية، ردا على الخطوات الاسرائيلية.
القاهرة كذلك حشدت قواتها في رفح لعدة أسباب تأمين الحدود وتأمين سلامة الجهود الإغاثية والجاهزية لمواجهة كافة السيناريوهات.
القاهرة التي اعتبرت الأمر مساسا بأمنها القومي وانزرت الجميع وأبلغت رسائلها دبلوماسيا وعسكريا لازالت تبحث عن مخرج سياسي للازمة التي تبدو آخذة في التعقيد رغم الخسائر الضخمة التي كبدتها حماس للقوات الإسرائيلية .
ومع استمرار الأزمة تبقى القاهرة عينا على ما يدور في غزة وترقب ما يحمله قادم الأيام سواء نهاية الأسبوع عبر مؤتمر السلام في باريس، أو مطلع الأسبوع القادم بالقمة العربية في الرياض.
ويبقى الأمل متعلقا أن تكون تلك الأرقام غير المسبوقة في تاريخ الأزمة من حيث 10 آلاف شهيد اغلبهم من النساء والأطفال ، و 25 ألف مصاب وجريح، وشهر كامل من العدوان الإسرائيلي الجبان على قطاع غزة، أن تكون كل تلك الأرقام قد روت ظمأ نتنياهو المكلوم على ضياع مستقبله السياسي، فضلا عن الانهيار الكامل لكل مساعيه الرامية لإذابة القضية الفلسطينية عبر اتفاقات تطبيع مشبوهة لا ناقة لأصحابها ولا جمل في القضية التي تبقى في القلب من الأمن القومي المصري مهما تخلى عنها البقية الباقية من عروبتنا التائهة .